الصادق الرزيقي

نهاية أسبوع وحصاده


مائدة الصادق
في الأخبار أمس خبر غريب، عن زيارة وفد من قيادات بالدولة للقاهرة لإقناع السيد الصادق المهدي بالالتحاق بالحوار، فبالرغم من أن الصحف لم تورد أسماء الوفد، إلا أن مهمة قيادات الدولة هذه لا معنى لها في هذا التوقيت، فالسيد الصادق أتيحت له فرصة تاريخية ليكون نجم الحوار الأول في أكتوبر الماضي عندما أرسلت له الحكومة مساعد الرئيس المهندس إبراهيم محمود وزاره نجله أكثر من مرة، إلا أنه آثر البقاء بعيداً عن الحوار واعتزله ورفض حتى فكرة المشاركة فيه، وظل يحرض ضد الحوار والمتحاورين ويسخر منهم، ويعمل مع بقية قوى المعارضة المسلحة والسياسية لإفشاله، فهل تظن حكومتنا أنه سيغير رأيه ويأتي للحوار بعد أن انتهت اللجان الست من رفع توصياتها وانتهت من حواراتها التي امتدت لأربعة اشهر..؟
مثل هذا المسعي خائب بلا شك، فالسيد الصادق الذي تلقى دعوة من رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي لما يسمى باللقاء التشاوري الإستراتيجي، لن يفكر في العودة لمائدة الحوار بعد أن انفض سامرها وعليها فتافيت طعام، الرجل يريد المائدة كلها ويحلم أن تتنزل عليه مائدة من السماء ..!
مواقف ألمانية
من الملاحظ أن الموقف الألماني من قضايا السودان ظل ثابتاً وليس متطابقاً مع مواقف بعض البلدان الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وبقية دول الاتحاد الأوروبي التي تدعي أن لها موقفاً موحداً تجاه السودان، وموقفها كذلك يختلف من مواقف الولايات المتحدة الأمريكية، وراهن السيد إبراهيم غندور منذ أن كان مساعداً للرئيس على العلاقات مع ألمانيا ويبدو أنه عمل بجد واجتهاد عليها، فزيارة توماس سيلبر هورن وزير الدولة بوزارة التعاون الاقتصادي والتنموي الألمانية للسودان ولقاءاته بالمسؤولين وإعلانه عن تقديم بلاده دعماً للسودان بقيمة خمسين مليون يورو لبرامج مشاريع اللاجئين، هي خطوة متقدمة في اتجاه تعزيز العلاقات، وتبرز الاهتمام الألماني لدور السودان في المنطقة التي وصفها الوزير هورون بأنها الدول الأكثر استقراراً نسبياً في الإقليم، ومعلوم انشغالات ألمانيا بقضايا اللاجئين والهجرة وتجربتها في هذا المجال مؤخراً مع اللاجئين السوريين موقف يحسب لصالحها وتقدمت به كثيراً في جانبه الإنساني على بقية شقيقاتها الأوروبيات.
السيخ
ما هو سر العلاقة القوية والحميمة التي تربط الطائفة الهندية (السيخ) بالسودان..؟، ففي زيارة الرئيس البشير ومشاركته العام الفائت مؤتمر القمة الهندية الإفريقية أهدته طائفة السيخ كرسياً ذي دلالات ثقافية واعتقادية تعبيراً عن تقديرها له، وهذه الزيارة التاريخية لوفد السيخ الى السودان هذه الأيام تؤكد التقارب السوداني الهندي. والسودانيون يعرفون الهندوس ويوجد منهم كثير نالوا الجنسية السودانية من عقود طويلة وصاروا سودانيين، لكن لم يتعرف أهل السودان عن قرب بالهنود من طائفة السيخ، التي لديها معتقدات وطقوس اجتماعية ودينية وثقافية قد تبدو فيها مقاربات مع الحياة السودانية بما فيها من تقاليد وموروثات. هذا التقارب مع السيخ يفتح الباب أمام تنامي العلاقات الشعبية مع الدول الصديقة بكل مكوناتها السكانية وطوائفها، فمثل هذه الزيارات تعمق وتمتن الترابط والصداقة مع الشعوب وهنا يبرز الدور الكبير الذي يقوم به مجلس الصداقة الشعبية العالمية وقد تحول لخلية نحل في الفترة الماضية في تواصله مع شعوب العالم.
المحليات الشمالية
كتبنا هنا من قبل عن مؤتمر المحليات الشمالية بولاية كسلا التي كانت تعيش خارج الإطار وفي هامش الاهتمامات الخدمية والتنموية، بالرغم من تاريخها المشرق في أزمنة مضت كان فيها مشروع القاش يدر بدخل وفير غير منقطع على الخزينة العامة، بالأمس اتصل علينا عدد من أبناء هذه المحليات عقب وورشة العمل التي عقدت في أروما في مطلع فبراير الماضي وزيارة مساعد رئيس الجمهورية وعدد من الوزراء الاتحاديين لهذه المحليات، وتحدث أبناء هذه المحليات عن القضايا الرئيسة التي كانت تشغل سكان هذه المحليات المتمثل في ضعف الخدمات وانعدامها بالكامل في المناطق المسحوقة وغياب التعليم والصحة والمياه، وإختفاء مشروع القاش الزراعي كأنه فص ملح وذاب، وقد عالجت الورشة كل قضايا المحليات الشمالية وخرجت التوصيات بعد مناقشة أوراق محكمة بما يجعل هذه القضايا في طريقها للحل.
وساهمت مشاركة مساعد رئيس الجمهورية المهندس إبراهيم محمود حامد في إيقاد شعلة الأمل لدى المواطنين واستجلبت رضاهم الذي كان مفقوداً، بتبنيه تنفيذ التوصيات وقد تعهد بذلك في لقاء جماهيري ضخم غير مسبوق في منطقة تماتيت في محلية ترلكوك ثم عقده لاجتماع في الخرطوم مع الوالي آدم جماع ووزراء من حكومته لبحث السبل الكفيلة بتنفيذ كل التوصيات، وزاد من فرح المواطنين إن السيد رئيس الجمهورية خلال لقائه لوالي الولاية أصدر توجيهات فورية للوزارات المعنية بالإسراع بالعمل، ووجه بضرورة وضع برامج خاصة بالمرأة وتعليمها وتوعيتها ودراسة الأمراض المستعصية وإعادة مشروع القاش الى سابق عهده ومحاربة المسكيت والتصديق بتصدير الفحم منه، كل هذا كان له صدىً كبيراً جداً لدى أهل المحليات وبلغ أثره السياسي برضى الأهالي لأول مرة عن الحكومتين الولائية والاتحادية.