مقالات متنوعة

احمد يوسف التاي : زنكلوني ،وفنون (الهبِرْ)


بما أن اليوم “خميس” فلا بأس من أن نضفي على الأجواء المعتكرة قليل من المرح، وشيئاً من “الفرفشة”، والترويح عن النفس، ونقضي وقتاً مع السيد زنكلوني بعد غياب اختياري طال..
والسيد زنكلوني لمن لا يعرفه هو شخصية نمطية لسياسي سوداني محترف ، يمارس النفاق السياسي والانتهازية، والميكافيلية على نطاق واسع، ويحمل جينات نشطة جداً من “جده”عبد الله بن أبي سلول، أما تصريحاته، ومواقفه، فهي عبارة عن “قبعة” معلقة في الهواء، يلبسها كل من وجدها على مقاسه، ولا حرج عليه سواء كان شيوعياً، أو بعثياً ، أو مؤتمراً وطنياً أو شعبياً، مؤتمر سوداني، أو منبر سلام أو “إصلاح “..الخ..
بالمناسبة السياسيين في السودان كلهم بتشابهو في “الزنكلة” المهم ، نرجع لقصة اليوم ،نحكي وأمرنا لله، يا حرقة يا مرقة… تقول الحكاية: إن السيد زنكلوني أختاروه ذات مرة مديراً لشركة حكومية ، بعد ما زكُّوه على الله ،وقالوا: لا نُزكِّيهو على الله ،وهم في الحقيقة زكوه وخلص، قالوا عنه القوي الأمين، والمجاهد، وشنو ماتعرف..
المهم مسك السيد زنكلوني الشركة دي وبقى يصرف منها صرف من لا يخشى الفقر، تقول حقت أبوه، أو ورثوها ليهو، أبداً ما تقول مال عام،يشيل ويضرب ساآاي .. بعد فترة بسيطة إكتشفو إنو السيد زنكلوني، لهفا كلها وقطعها النفس، وشالا كلها كباها في جيبو ،لبع بدون أي فن، بس دراب دراب، فقامو أعفوه من منصبو، زي نظام حفظ ماء وجه ،وإسكات “الخشام “.. بعد ما شالوه بقى ينق في جماعتو: يعني خلاص نسيتو مجاهداتي الزمان ديك كلها، ضد الشيوعين، وسفهاء اليسار أولاد الكلب،وأعداء الإسلام ، والملحدين والعملاء والخونة ، وأزيال الإمبريالية والصهيونية العالمية، يعني عشان ملاليم إصدقتا بيها على أصحاب الحاجات، والفقراء والمساكين، ومكَّنتا بيها للدين،وحميت بيها “بيضة” الإسلام يكون جزاي جزاء سنمار، وعمك لمَّ في البكا وقال يا غربتي .. المهم لما شافو بكاهو كتر شديد، لمن دقنو زاتا رقدت عطينة من الدموع ،قاموا ودوهو شركة تانية، برضها لحقها ليك أمات طه ودّا ها في خبر كان وطبعا هناك ماكضّب، قام باع كل شيء حتى أصول الشركة الحكومية،ما خلاها،يعني جلط نضيف.. الجماعة قامو زي دايرين يعاقبوه على عين الناس قامو شالوه منها ، وشبَكُم تاني بكا، نسيتو تاريخي الجهادي، وإتنكرتو لي مجاهداتي الفاتت ديك كلها، والله صحيح الثورة بتاكل بنيها، وبعد داك قام وسّط ليهم مشايخ كدى، قامو ودهو شركة تالتة نزل فيها أكِل زي الهدّام ، ماخلى حاجة واقفة ،كلو كلو،جماعتك شافوه كدى ،قامو شالوه ، وتاني شبَكُم ليك بكا نسيتومجاهداتي الزمان دا جزاي، دي آخرتا.. بعد داك قامو تاني ودوه “بُرْكة” اللَّبع زاتا ،وهناك عاد ما كضب ساطها ليهم ورا وقدام وسجّم خشُمها للأبد ..
بعد داك ما عرفنا الحاصل شنو تاني ،لكن بعص الروايات بتقول انو قام “اتحلل” بي طريقة فقه السترة، وسافر ماليزيا.. ربنا يعدل عليهو.. قولو آمين..
الخميس القادم نلتقي مع السيد زنكلوني وحكاية جديدة، وموقف جديد، وبلوى أخرى من بلاوي السيد زنكلوني، وعجائبه التي لا تنقضي.. إلى حين ذلك الوقت نترككم في حفظ الله ورعايته.. إلى اللقاء…