تحقيقات وتقارير

تباينت وجهات النظر بعد إعلان “قوى المستقبل للتغيير” عن نفسها.. إلى أي مدى سيصمد التحالف الجديد في مواجهة أنواء وعواصف الانقسامات التي طالت ما عداه من مجموعات؟ على المحك


في الثالث والعشرين من فبراير الماضي دشن (41) حزبا سياسيا تحالفا جديدا تحت مسمى (قوى المستقبل للتغيير) وتبنى التحالف الجديد خيار الانتفاضة الشعبية لتغيير النظام، ويضم التحالف الجديد ثلاثة أجسام كانت تمثل تحالفات سابقة هي (تحالف القوى الوطنية والقوى الوطنية للتغيير “قوت” وأحزاب الوحدة الوطنية) وأبرز الأحزاب المنضوية تحت التحالف الجديد هي (حركة الإصلاح الآن ومنبر السلام العادل والحزب العربي الناصري والحزب الوطني الاتحادي والحزب الاتحادي الديمقراطي الليبرالي وحزب الوسط الإسلامي) وغيرها من الأحزاب الأخرى، وحظي التحالف الجديد فور إعلانه بمواقف متباينة من قبل القوى السياسية المختلفة بين مؤيد ومتحفظ، ولكنه حصد فيما بعد الكثير من التأييد السياسي.

وبعد أسبوع من إعلان التحالف الجديد اتفق حزب الأمة القومي وتحالف (قوى المستقبل للتغيير) الوليد على تشكيل آلية مشتركة لبحث إكمال مشروع وحدة المعارضة السودانية كأهم استحقاق لتغيير النظام وبناء المستقبل الوطني، وفي الاجتماع الذي التأم أمس الأول (الثلاثاء) بدار الأمة بين التحالف الجديد وحزب الأمة القومي تعهد الطرفان بحسب بيان مشترك تحصلت (اليوم التالي) على نسخة منه بأن لا تكون آليات العمل المشترك الداعي للتغيير خصما على أي من التحالفات السياسية القائمة وإنما تتكامل معها، وأمن الطرفان على التنسيق البرامجي في العمل الجماهيري في حملة “هنا الشعب” التي أطلقها حزب الأمة ورفع وتيرة التعبئة الشعبية لتغيير النظام وإقامة بديل ديمقراطي يعبر عن كافة مكونات السودانيين.. ورحب البيان بالتحالف الجديد واعتبره أحد الاختراقات الإيجابية لصالح التغيير والمستقبل وأقر العمل الجاد والمسؤول الهادف إلى وحدة المعارضة السودانية “وفق برنامج الحد الأدنى لمجابهة الراهن المأزوم ورسم معالم المستقبل”.

ووصفت بعض قيادات التحالف الجديد حزبي (الأمة القومي والمؤتمر السوداني) واللذين شاركا في إعلان التحالف الجديد بأنهما أقرب للانضمام إلى التحالف الجديد.. وفي سياق متصل بما ذكره بعض قيادات التحالف الجديد اعتبر إبراهيم الشيخ الرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني إعلان التحالف بأنه خطوة في الاتجاه السليم، مؤكدا أن التحديات الماثلة تفرض وحدة المعارضة موضحاً أن التقاء ثلاث مجموعات معارضة في جسم تنسيقي واحد يجسر المسافة بين الحلم والواقع المأزوم ومن شأنه إلهام الآخرين للمضي في نفس طريق توحيد المعارضة، وأكد الشيخ عدم ممانعته في التنسيق مع التحالف الجديد رغم حرصه على تحالف قوى الإجماع الوطني ونداء السودان.. وقال الشيخ في رسالة وجهها للقيادي في حزب البعث محمد ضياء في إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي (لا أظن أن في ذلك عيبا يدارى.. على العكس لو توفر لنا الحد الأدنى بما هو مطلوب لرحبنا كقوى إجماع بقوى المستقبل وتركنا الباب مواربا بيننا وبينها باعتبار قرارنا السابق القاضي بالتنسيق مع أي كيان معارض).

وتقوم رؤية التحالف الجديد بحسب البيان التأسيسي على “العمل من أجل إحلال السلام وإنهاء الحرب بمخاطبة جذورها ومعالجة الآثار المترتبة عليها”، ويتبنى التحالف الجديد “العمل السياسي السلمي عبر الوسائل الديمقراطية”، وينظر للحوار الذي يدور حالياً في قاعة الصداقة بالخرطوم بأنه “يعبر عن رؤية أحادية للحكومة والحزب الحاكم وواجهاته” و”لا يعبر عن الإرادة الوطنية التي قبلت الحوار وفق خارطة الطريق واتفاقية (أديس أبابا)”. ونوه التحالف الجديد في بيانه التأسيسي إلى أن “القوى والحركات المسلحة التي تجاوزها حوار الوثبة تفوق في مجموعها السبعين حزباً مما يجعل الحوار الحالي ونتائجه يعبر عن فشل أهم وأكبر مشروع سياسي وطني”.

وبعد إعلان تحالف (قوى المستقبل للتغيير) عن نفسه وتباين وجهات النظر السياسية حوله وترحيب بعض القوى السياسية المدنية والعسكرية به ستبقى التجربة على المحك إلى أن يثبت التحالف الجديد أنه ضد أنواء وعواصف الانقسامات التي طالت ما عداه من مجموعات ومسميات تحالفية.

عبد الرحمن العاجب
صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد