منوعات

هناك تتجلي المعاناة .. طوكر.. لو ما “صابر” ما تخاطر


ونحن قادمون من مدينة بورتسودان بعد أن سحرت الضيوف بسحرها من حيث نظافة الطرق والمرافق العامة والبحر والبواخر قطعنا الطريق نحو مدينة طوكر حيث بدأت صورة الجمال تتلاشى شيئا شيئا فحين يقع بصرك على بوابة طوكر العريقة أول ما ينتابك من شعور أن أهل هذه المدينة بؤساء ولا شيء غير ذلك.
رجل ستيني تبدو عليه علامات الارهاق وشمس الظهيرة تتسلل بين خيوط قبعته البيضاء المهترئة لتتدلى قطرات من العرق على جبينه يقف الرجل حاملا بضع ثمرات من المطاعم والبامية بين يديه بحيث يبدو كـ(بلياتشو يلاعب الكرات بسرعة في يديه ليدهش المتفرجين)، محمد سعيد قال انه يعمل بالزراعة ويأتي كل صباح الي سوق الملجة ليبيع ما ينتجه من محاصيل ليدلف مباشرة واصفا الوضع من مدينته بالمتدني، ويقول محمد سعيد -61 عاما- ان مدينة طوكر تشتكي من المياه ومن الكهرباء والخدمات التعليمية والصحية علاوة على مشكلة تمدد الكثبان الرملية وزحفها داخل الاحاء مشيرا الي ان والي البحر الاحمر السابق إيلا لم يكن يهتم بمدينة طوكر، وكان يضعها في مؤخرة اولوياته وانهم يستبشرون خيرا بالوالي الجديد علي حامد والذي قال انه سيقدم خدمات وسيهتم بالمشاريع خاصة مشروع دلتا طوكر الزراعي.
بعد ان قضينا دقائق مع محمد سعيد قابلنا الشاب احمد ادريس وهو عامل احذية ويقول ادريس ان صيانة الاحذية في سوق الملجة بطوكر غير مربحة ولا تحمل عائدات جيدة ويرجع ذلك الي حرص المواطنين على المحافظة على احذيتهم بقدر الممكن، مشيرا الي ان ما يؤذي الاحذية هي المياه وفي طوكر لا توجد مياه.
ام كلثوم تركت مسقط رأسها في الفاشر لتجد مستقراً لها في مدينة طوكر، وهي بائعة في سوق الملجة تبيع ايضا العطور البلدية والكسرى، الا ان علامات الاحباط والاستياء كانت واضحة على محياها وتقول: ” السوق بطال وفي كساد في العمل”.

محمد محمود
صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. مشيرا الي ان ما يؤذي الاحذية هي المياه وفي طوكر لا توجد مياه.
    لا تعليق ..