سياسية

الصادق المهدى ينعى الترابى


نعى السيد الصادق المهدى امام الانصار ورئيس حزب الامة القومى للامة الاسلامية رحيل المفكر الاسلامي الشيخ حسن عبد الله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي ووصفه بانه كان عالماً محققاً ومجتهداً، وقائداً مدبراً قوي الإرادة

وفيما يلى تورد سونا نص النعى الذى اصدره الصادق المهدى :-

بسم الله الرحمن الرحيم

نعي الشيخ حسن عبد الله الترابي

جمعتني أول مرة بالعزيز الراحل الشيخ حسن عبد الله الترابي الدراسة في جامعة الخرطوم، فقد كنتُ في أول فصولها وكان في آخرها، ثم التقينا في بريطانيا إذ كنتُ طالباً جامعياً في أوكسفورد وكان طالباً فوق الجامعة. وتزاملنا في اللجنة التنفيذية للطلاب السودانيين في المملكة المتحدة.

شدني إليه علمه والإخلاص للدين والوطن، واتفقنا أن بعث الإسلام قضية إحيائية لا ماضوية تستوجب استصحاب نظم العصر الحديث التي تكفل حقوق الإنسان، والتي تحقق تنمية اقتصادية عادلة، والتي تحترم التنوع الثقافي والجهوي في السودان، هذه المعاني جسدناها في ستينات القرن العشرين في تحالف بعنوان {مؤتمر القوى الجديدة} شمل معنا حزب سانو بزعامة الحبيب الراحل وليم دينق، وآخرين، ثم جددناها لاحقاً في أوائل الثمانينات في تكوين مشترك سميناه جماعة الفكر والثقافة الإسلامية واخترنا له الأستاذ مدثر عبد الرحيم رئيساً.

ولفرط تقديري له منذ تعارفنا الوثيق زوجته شقيقتي السيدة وصال بمبادرة مني واستجابة منه ومنها. وشهدت علاقاتنا تعاوناً وثيقاً لمدة من الوقت، لا سيما في الموقف ضد النظامين الانقلابي الأول والانقلابي الثاني. وفي الحالين لمسنا منه ومن جماعته وعياً وصدقاً وإقداماً.

صحيح فرق بيننا الموقف من قوانين سبتمبر 1983م التي أيدوها واعتبرناها تشويهاً للإسلام، والموقف من الديمقراطية الثالثة التي حرصت أن نشترك معاً في أسلمة قومية وسلام عادل وشامل، ولكنهم استبطأوا نهجنا فاختاروا التجربة الانقلابية التي دبروها وعارضناها.

ثم ومنذ لقائي به في جنيف في 1999م بدا استشعارهم بالخطأ الذي انتهى بندم على التجربة كما صار معروفاً حتى آخر الأيام.

ومهما كانت تقلبات السياسة، فقد كان الشيخ حسن عبد الله الترابي عالماً محققاً ومجتهداً، وقائداً مدبراً قوي الإرادة، يقف الآن أمام العادل الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء.

رحمه الله رحمة واسعة، وأحسن عزاء وصال والصديق وعصام الدين ومحمد عمر وسلمى وأسماء وأمامة وذراريهم، وآل الترابي، وآل المهدي، وزملائه في المؤتمر الشعبي، وسائر تلاميذه ومحبيه، وليعلم الجميع أن يدنا ممدودة لبعث إسلامي صحوي وسودان الحرية والديمقراطية والسلام، السودان العريض الذي يحفظ وحدته باحترام تنوعه، رايات بإذن الله نسقط دونها ولا تسقط: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).

(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)[1]

الصادق المهدي

القاهرة في 5 مارس 2016


تعليق واحد

  1. وباذن الله ينعيك اتباعك قريبا وتقام الافراح ولو فى السر على مستوى الوطن على ما يحل بالوطن والمواطن من فرج برحيلك