أم وضاح

جيبوا القروش العليكم!!


بكل جرأة وقوة عين تحسد عليها أنذرتنا السيدة مديرة إدارة المعامل بهيئة مياه ولاية الخرطوم بأن العاصمة ستدخل في أزمة مياه خلال الفترة القادمة، وبدأت في سرد المبررات (للبلاء قبال وقوعه) ومن ذلك توقف بعض محطات المياه ووجود تسريب في محطات أخرى، لكن قمة المشهد في الفيلم أو ذروة التصاعد الدرامي للحكاية كما يسميها أهل الدراما أن الست المديرة قالت إن المياه ستواجه مشاكل (ما عندنا فيها يد) لا بالله؟ كيف ما عندكم فيها يد وأنتم الجهة المسؤولة عنها؟ لكن ده كله هين ومردود عليه إذ إن اللافت في الإنذار بأزمة المياه القادمة جاءت بتصريح من مدير إحدى إدارات الهيئة، وليس من مدير الهيئة الباشمهندس “خالد” الذي ما زال صدى حديثه يدوي في الأرجاء يوم أن جلس شمال والي الخرطوم في تنويره للصحافة بنادي الشرطة، وقال إن الزيادات في تعرفة المياه ستكون لضمان إمداد مائي متواصل لولاية الخرطوم، وبسرعة البرق تم تطبيق الزيادة في أقرب ماهية بعد القرار ليدفعها المواطن قبل أن يمنح فترة (سماح) يظبط فيها ميزانيته ويستعد للهم الجديد.. وطبعاً الآمال معلقة على إمداد مائي نظيف زي خلق الله لتأتي الست المديرة وتصرح بهذا التصريح (الشماعة)، لتبدأ الهيئة التنصل من التزامها الأخلاقي تجاه المواطن الذي التزم بدفع الفاتورة (القرنوها) بفاتورة الكهرباء رغم أن الجهتين (الكهرباء والموية) منفصلتان في الميزانية وتفاصيل العمل لكن ناس الحكومة بعرفوا يطلعوا قروشم كيف.. لكن اللفت نظري أن الست “سامية الفكي” قالت كلاماً خطيراً يجب التوقف عنده طويلاً، حيث ذكرت أن مسؤولية الهيئة توفير المياه لكن مستساغة أم لا فذلك ليس من مسؤولياتها!! أمال مسؤولية منو يا مديرة المعامل بهيئة المياه؟؟ يعني إذا في الأصل المسألة توفير الموية والحصول عليها بأي شكل فليشتريها المواطن بالبرميل أو يجيبها من البحر طالما أنه ليس هناك ضمانات لأن تكون صالحة للشرب، (واستساغة) الماء على حسب فهمي المتواضع أن تكون قابلة للشرب والبلع.. طيب الزيادة على شنو وعايزين تشربونا الموية بدودها؟!
في كل الأحوال زيادة تعرفة المياه بين المواطن والهيئة هو عقد التزم به الجانب الأول، وأقصد المواطن، وعلى الجانب الثاني هيئة المياه أن تلتزم به وإن لم تفعل فعلى الحكومة ممثلة في مجلسها التشريعي ووالي الولاية أو أية جهة يفترض أنها ضهر المواطن أن تحاسب مدير الهيئة أولاً، لأنه من تصدى لهذه الزيادة وتمادى في الإصرار عليها بأن هدد بالاستقالة، وبالتالي يجب أن يهدد بالإقالة إن لم يلتزم بما وعد به لأنه القروش البدفعها المواطن من لحمه الحي ليس من أجل شراء المكيفات للمكاتب أو العربات للموظفين ولا حتى زيادة الحوافز والمرتبات والحال كما هو عليه سوءُ وعذاب وشلهتة لأنه إن كانت المسألة مسألة ميزانية للتشغيل فقد حلها المواطن الذي أصبح ولي أمر الحكومة، أما إن لم تبارح الأزمة مكانها فإن المشكلة في الإدارة التي تدير الملف بكامله وعليها أن تذهب غير مأسوف عليها والبلد مليانة كفاءات تسد عين الشمس بس منو البديها فرصة.
{ كلمة عزيزة
واحدة من المشاكل الكبيرة التي تقع فيها الأسر السودانية أن بعضها يصر على (حجر) مواهب أولاده وبناته بدعوى الدراسة والتحصيل الأكاديمي، وحتى في الجانب الأكاديمي للأسف بعضنا يقمع رغبة هؤلاء في دراسة الجانب الذي يريدونه، وكل الآباء والأمهات عايزين أولادهم دكاترة وبناتهم مهندسات لتصبح هذه المهن واجهات اجتماعية وقشرة ومقياس لنجاح التربية.. أنا شخصياً وعلى طول الخط كنت ضد ذلك ولم أحاول أن أشغل سطوة أمومتي في حجر رغبة أحدهم لأنني مؤمنة أن الأمم الناجحة الدول المبنية على ركائز صلبة قوامها مجالات شتى من الفنون والموسيقى والرياضة إلى جانب المهن التي تلامس حياة الناس من طب وهندسة وقانون، لذلك لم أقف أبداً رغم أنني كنت أتحسس خوفي حائلاً من أن يسجل ابني “صداح” في نادي الهلال رغم أنه في السنة النهائية من هندسة معدات طبية، وقلت له بالحرف الواحد مؤكدة كلام والده إن خوفي عليك من الانتماء للهلال ليس لأنك في سنة حساسة ولكن الانتماء لنادي الوطنية شرف ومسؤولية وفاتورة دين مطلوب منك سدادها طوال ما أنت تلبس الفانلة الزرقاء!! لكن كانت مفاجأتي الكبرى و”أحمد دهب” أو “دهب” كما يسميه زملاءه في الدراسة وهو في السنة الأولى إعلام يخبرني عن رغبته في الانضمام لمسلسل درامي لأنه يعشق التمثيل، وهي موهبة كما نصنفها في الأسرة من باب خفة الدم أو الشقاوة لكنني لمست إصراره على ممارسة الهواية التي يحبها، وبالطبع عقدنا اجتماعاً كأسرة وتبادلنا الرأي لنمنحه صك الموافقة مشفوعاً بالتوجيهات اللازمة وقلنا له الفن رسالة وليس تقضية وقت مستقطع، والخالدون من الفنانين في وجدان الأمم لا يقلون شأناً عن الخالدين في السياسة أو الطب أو الفلك.. فدعونا نطلق أجنحة أولادنا في سماوات الإبداع لنؤسس بذلك دولة سودانية قائمة على الرسالات العظيمة في كل مناحي الحياة.
{ كلمة أعز
لم تبارح أزمة النفايات محلها وأكياس القمامة تملأ الشوارع وتقفل واجهات المحال.. يا أخوانا شوفوا لينا حلل!!