أبشر الماحي الصائم

سد الشريك.. من زاوية أخرى


* حرصت أمس الأول، على غير عادتي في الفترة الأخيرة، حرصت أن أسجل حضورا صاخبا في (مؤتمر السدود) الذي شرفه الوزير الشاب معتز موسى، والحضور الصاخب أعني به المشاركة بتقديم أسئلة ساخنة عن الموضوع الذي هو أكثر سخونة!!
* أدرك تماما الآن، إن بعض الذين يقرأون بتطرف وأجندة مسبقة، يودون قبل كل شيء أن يعرفوا موقعك من إعراب المشروع، فحالة الاستقطاب الحادة جعلتنا على طريقة الرئيس بوش الابن في معركته مع الإرهاب، فمن ليس معنا فهو ضدنا!! أو على طريقة تلك الدراما الصعيدية المصرية، (إنت معانا ولا مع التانيين)، فما إن قال إنه معهم حتى لينجو، لم يملكوا إلا أن (يطخوهو).. وذلك على افتراض أنهم (التانيين)!!
* فليس مهم أين أنت وأين أنا، بقدرما المهم والأهم يكمن في (أين هذا المشروع منا جميعاً؟).. دارت أسئلة كثيرة بطبيعة حساسية الموضوع ودرجة الاستقطاب الحادة التي تعرض لها، غير أن أنسب عبارة احتفل بها الإعلام كانت تأكيد السيد الوزير أن المشروع (لن يقام كسر رقبة)!! ولن يقدموا على عمل شيء حتى موافقة آخر شخص من أصحاب المصلحة الحقيقية، ويعني بهم المواطنين المقيمين في المنطقة الافتراضية للمشروع، وليس الذين يقيمون في كندا وأستراليا!! حسب توصيف المؤتمر الصحفي ..
* تقدمت في هذا المؤتمر الصحفي بثلاث أسئلة على النحو التالي: سعادة الوزير.. إن كانت هذه السدود من أجل الكهرباء فإن سد النهضة حسب المعلومات المتوفرة.. سيمدنا بكهرباء رخيصة.. وإن كانت السدود لتوفير المزيد من الأراضي الزراعية.. فإن ما بأيدينا من أراضي لم نستغلها بعد.. مروي وتعلية الروصيرص.. ثم ختمت بسؤالي.. هنالك مناطق افتراضية للسد الآن يجري زراعة أعمدة الكهرباء فيها!!
* سأترك لكم تقييم رد السيد الوزير ..قال السيد الوزير معتز موسى: بالنسبة للذين يقولون بأولوية تمويل الزراعة.. فأبشركم الآن – والحديث للسيد الوزير – إن هناك تمويلات لكل المشروعات الزراعية والسدودية لتنهض معا بالتزامن.. من جهة أخرى يرى السيد الوزير أن حاجتنا للطاقة الكهربائية متزايدة وتستوعب كل المشروعات المحتملة.. سد النهضة وسدودنا المفترضة.. أما عن تمديد الشبكة الكهربائية للمواطنين في المناطق الافتراضية للسد.. فإن الحكومة – بحسب السيد الوزير – ليس بإمكانها وقف أي خدمة عن المواطن، حتى لو زرعت الأعمدة اليوم واضطرت لقلعها غداً.. فليس هناك حساب خسارة في خدمة المواطنين!!
* أما عن نزولهم إلى الجماهير والإعلام متأخرين جدا.. يقول الأخ الوزير: رأينا الانتظار حتى تهدأ بعض الانفعالات.. ومن ثم نضع الكرة على الأرض ونحتكم جميعا إلى المنطق والأرقام.. على أن المصلحة الوطنية في خاتمة الأمر يفترض هي التي تسود وتبقى..
* وهنالك سؤال طرح بكثافة عن (تجربة سد مروي) حتى من ناحية الكفاءة.. بحيث يرى البعض أنها تجربة غير محفزة للتكرار.. يقول وزير السدود.. إن سد مروي ظلم إعلاميا ومرت عليه بعض الترهات على أنه مشروع (ماسورة)!! يقول الوزير لولا عناية الله سبحانه وتعالى ثم سد مروي لما أمكن لنا أن نجلس الآن تحت سقف هذه المكيفات، وإذا أراد أي أحد أن يكتشف سد مروي عليه أن يطفئ الأنوار ويجلس في الظلام!! هذا بعض قول السيد الوزير معتز موسى وزير الكهرباء والسدود في المؤتمر الصحفي.. وليس هذا كل ما هناك …
* مخرج.. حسب الطرفة السودانية المتداولة.. “خلي قولي.. إنت يا مولانا قولك شنو؟”..


تعليق واحد

  1. بعيداً عن الموضوع ، مؤتمر صحفي يعني نشر كلام الوزير أو المسئول في وسائل الإعلام المختلفة فإستعمال بعض العبارات التي تبدو نشازاً لا يليق بمنصب الوزير إذا إفترضنا أن هذا الوزير نال من التعليم فوق الجامعي بمقياس الوظيفة فليس من المنطق وضع أكاديمي وزيراً للكهرباء فلابد أو على الأقل من المفترض أن يكون مهندساً ـ هناك أجيال ولدت خارج السودان وبعضهم لأمهات غير سودانيات فالعبارات من شاكلة (لن يقام كسر رقبة ) ( ده كلام ساي ) قرأت مؤخراً تصريح ( زول ما بقرا طب في البلد دي ) فتساءلت ما دخل البقرة في الطب أم المقصود الطب البيطري ، كيف نفهم المقصود من هذه العبارات خاصة إذا كانت صادرة من مسئول بحجم الوزير ، أين إدارة البروتوكلات والمستشارين الصحفيين ومدراء المدراء والخبراء والجيش العرمرم في الوزارات من غير شغلة ولا مشغلة ثم يخرج المسئول الأول يهرطق ويبرطع ساي !!