نور الدين مدني

الحراك السوداني الإنساني في سدني


*تأثرت العلاقات السودانية السودانية في أستراليا بصورة واضحة عقب قيام دولة جنوب السودان لكن ظل الحرص قائماً على التواصل الإجتماعي بين أبناء دولتي السودان خاصة في المناسبات العامة والأفراح والأتراح.
*في أكتوبر من العام الماضي شاركت فرقة إستعراضية من أبناء “جنوب السودان” في إحتفالات “أبناء السودان” بذكرى ثورة أكتوبر الشعبية ١٩٦٤م بعرض نال إستحسان وتقدير كل الحضور.
*صحيح .. خلفت الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة في السودان أثاراً سيئة وسط المجموعات السودانية في أستراليا وظهرت بعض التكوينات المختلفة لكن ظل التواصل الإجتماعي قائما يحتاجه الجميع .
*هناك مبادرات طيبة وسط السودانيين في أستراليا مثل جمعية البر التي تأسست قبل سنوات وهي تعنى بإدادا مقابرلدفن الموتي تعتمد على الإشتراكات والتبرعات وقد نجحت في توفير عدد من المقابر.
*نقول هذا بمناسبة الحادث المؤسف الذي ماتت فيه ثلاثة نساء من “جنوب السودان”في سدني واتضح أن ذويهم لا يملكون ثمن المقابر اللازمة لدفنهن علماً بأنها تكلفة المقابر الثلاثة خمسين الف دولار.
* عندما علم أبناء”السودان” في أستراليا بذلك قام وفد منهم بالذهاب إلى أشقائهم من”جنوب السودان” لتقديم واجب العزاء‘ وحضروا معهم إجتماعاً تشاورياً لجمع المبلغ المطلوب.
*لم يكتف أبناء السودان في سدني بذلك وإنما عمموا رسالة إلى السودانيين للمساهمة – كل قدر استطاعته – في دفع المبلغ المطلوب لدفن القتيلات الثلاثة ووجهوا لهم الدعوة لمن يريد المشاركة في العزاء العام.
*من المقرر ان يتم إجتماع يوم غد الإثنين لتسلم التبرعات وجمعها ومن ثم تحديد موعد الدفن في تظاهرة سودانية إنسانية إخلاقية تحيي روح التكافل والتراحم بين السودانيين أجمعين.
*بعيداً عن الخلافات الفوقية المصطنعة التي فرقت بين أبناء السودان فإننا نثمن مثل هذا الحراك السوداني الإنساني الطوعي العفوي الذي يعزز الروابط الإنسانية بينهم ويحافظ على متانة النسيج السوداني المتعايش في دولة الأجناس والثقافات المتعددة استراليا.