مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : سيرة المنصب مجددا و افادة (مريم)


> القوى التي تحاور أو ستحاور أو لن تحاور الحكومة في قاعة الصداقة، منها من يريد على ما يبدو أن يحول طبيعة الحوار إلى طبيعة تفاوض.
> يطالبون بأشياء دون أن يطرحونها للنقاش.. ونجد الحزب الحاكم يرفض على عجل كل مطالبات يبعدونها من الحوار.. ومعروف ما معنى الحوار.
> فلا رئيس وزراء ولا تراجع عن بعض القوانين ولا هذا ولا ذاك.. قبل أن تطرح للحوار. ورئيس الوزراء الآن موجود .. هو رئيس الجمهورية.. لكن رجلاً مثل الصادق المهدي يريد أن يجعل البشير مثل الرئيس اللبناني أو رئيس الهند أو رئيس دولة الاحتلال اليهودي. أو إذا لم تكن هناك فرصة لتنصيب الصادق رئيساً للوزراء.. فليس هناك إذن.. ما يشجعه على الدخول في الحوار الوطني.. حتى لو أفادتنا ابنته ونائبته مريم بذلك.
> والصادق المهدي ذاته، لماذا يريد تكليفاً (ثالثا) إضافة إلى رئاسة الحزب وإمامة الأنصار؟!. ولماذا في نفس الوقت يجمع بين منصبين ويريد – ضمناً – أن يضيف إليهما منصب رئيس الوزراء.
> على أي حال، فإن الصادق المهدي حينما فاز حزبه عام 1986م سمى نفسه رئيس وزراء ووزير دفاع.. ولأن حزبه شكل مع الحزب الاتحادي الديمقراطي حكومة إئتلاف، فقد تم تكوين مجلس رئاسي هو (مجلس رأس الدولة).
> كان قد ترأسه الراحل أحمد الميرغني.. وكان أحد أعضاءه من الجنوبيين. فهل يريد السيد الصادق أن تكون صلاحيات الرئيس البشير مثل صلاحيات أحمد الميرغني آنذاك؟!. ولا يستطيع السيد الصادق أن يرد قائلاً بأن الأمر الآن يختلف من ذي قبل. طبعاً سيختلف وسيكون السيد الصادق عملياً مثل وزير شؤون مجلس الوزراء.. فهو يفهم تماماً عمق الحكومة.
> لكنه يريد الآن مكافأة اتفاقية نداء الوطن..ويريد مزيداً من كشح الأضواء الإعلامية على الأسرة الكريمة كقائدة للحزب والأنصار. والحكومة لها حساباتها، فهو ليس مثل جون قرنق أو سلفا كير.. هو رئيس حزب الأمة الذي كانت تفوزه جماهير الحزب .. ثم تضيع من بين يديه الديمقراطية .. ويغنون مع سيد خليفة (ثم ضاع الأمس منا.. وانطوت في القلب حسرة).
> لكن رئيس وزراء يعني أن يقود قضايا البلاد الأمنية المعقدة إلى الحلول بقوة واقتدار.. فهل استطاع من قبل السيد الصادق المهدي ذلك؟!. لقد كانت حكومته مهزلة في اعتبار جون قرنق.. لقد وافق أن يجلس معه جون قرنق بصفته رئيس حزب الأمة وليس رئيساً منتخباً للحكومة.
> ويبدو أن مطلب قرنق كان فكرة أجنبية لإعاقة أية خطوة في اتجاه السلام.. السلام المبكر بالنسبة لها. فقد مضت حينها ثلاثة أعوام على التمرد.. وتبقى مفاوضات السلام حينها بالنسبة للقوى الأجنبية صانعة وداعمة للتمرد في وقت مبكر.. فلابد من تعكير أجوائها بتحريض قائد التمرد. والآن نرى تحريض قادة الجبهة الثورية أيضاً لتعكير أجواء المفاوضات .. حتى المفاوضات التي تسمى غير رسمية. ثم إذا كانت مجاملة الصادق بمنصب رئيس الوزراء لإكساب الحوار ألقاً .. فهل الصادق نفسه يرى أن هذه معادلة صحيحة لتجاوز الأزمة؟!.
> إن تجاوز الأزمة لا يعني تجاوز (الأمة) – الحزب – لكن رئيس هذا الحزب يفم جيداً أن الحكومة في اتجاه مشكلاتها وتحدياتها لن تستفيد من قيادة الصادق لها والاستغناء عن رئيسها الحالي.
> وأفضل أن تحدثنا مريم الصادق المهدي عن خلو طموحات حزب الأمة من فكرة وأمل منصب رئيس وزراء لرئيس الحزب الحالي. لكن ربما يحظى به رئيس الحزب القادم بإذن الله.
> لكن الآن فإن الحوار الوطني مصمم لإجابات لتساؤلات تدور في أذهان الملايين ظلت تجيب عليها القوى الأجنبية بأساليب تحريضية نتجت عنها كل الحروب منذ قبل رفع علم الاستقلال.. أما تقلد المناصب فستحدده مخرجات الحوار الوطني.. (ولا ضرر ولا ضرار).
غداً نلتقي بإذن الله…