مقالات متنوعة

محجوب عروة : زمان العرب وزمان السودان !!


صدقوني عندما أرى ما يحدث في سوريا من جرائم النظام وتحول الشعب السوري الى لاجئين هاربين من جحيم بشار الأسد وتحولت الشعب الى مقاتلين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويواجهون الموت الزؤام بسبب الجوع والأمراض والسلاح الكيماوي ويتوسدون السلاح، فأصبحت سوريا مركزاً للفوضى والتطرف والإرهاب باسم الدين البريئ منه والتدخل الدولي الكثيف والضار المفضي الى شرق أوسط جديد كما الماضي.. وعندما أرى ليبيا كيف أصبحت تتوزع بين متطرفين من الجانبين شرقاً وغرباً يعرقلان التراضي الوطني واتفاق الصخيرات وتتأهب القوى الدولية للتدخل العسكري في ليبيا تحت ستار محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، التى وجدت لها موطئ قدم بسبب النزاع الليبي.. وعندما أرى ما يحدث في العراق من تنازع غبي بين مكوناته.. وعندما أرى ما يحدث في اليمن غير السعيد من قتل ودماء وأشلاء وتدمير للوطن ومحاولة يائسة من المخلوع علي صالح هذا الطاغية الفاسد الذي يستعين بالشيطان من أجل أن يعود للحكم.. وعندما أرى كيف تحاول أقلية حوثية الاستعانة بالخارج لفرض رؤى أحادية عبر إنقلاب على الشرعية دون مبرر.. وعندما ظللت أشاهد كيف تحولت مصر الحضارة عقب ثورة يناير المباركة الى فوضى عارمة وانتهاكات مخزية للحقوق وإهانة للقضاء ومفهوم المن ومن عودة فلول النظام السابق والفاسدين للواجهة بسبب عجز الاسلاميين جميعاً خاصة جماعة الأخوان بجانب عجز القوى الليبرالية والوطنية والثورية لن تتوصل جميعها لحلول وطنية مرضية تحقق لمصر العزيزة قوة كيانها وتوحدها وقوتها السياسية والديبلوماسية والثقافية.. عندما أرى كل ذلك أحمد لله كثيراً أن السودان رغم ما ظل يعتوره من مشاكل ما زال هو الأفضل من تلك الدول والشعوب الأربعة وهو الأوفر حظاً منها في أن يجعل من نفسه واحة اقتصادية وسياسية وأكثر استقراراً وتوحداً وتوافقاً وطنياً ومن ثم مركزاً جاذباً ومباءة للآخرين تمتلئ جوانحه بالخير ثم يفيض بركة على جيرانه واشقائه بل العالم أجمع وسلة غذاء لاسلة مبدادرات… نعم يستطيع السودانيون أن يفعلوا ذلك وتتحقق المعجزة فقط إذا استطاعوا أن يلعنوا الشيطان ويتجاوزوا ما هم فيه من خلافات أراها ثانوية للغاية، فما يضير لو جلس الجميع حول مائدة حوار وعاد السيد الصادق المهدي لوطنه الذي من المؤكد هو فيه مواطن من الدرجة الأولى إن لم نقل بدرجة المواطن السوبر بدلاً من لاجئ درجة ثانية أو ربما ثالثة في بلاد العالم لا يتم التعامل معه إلا عبر شخصيات هي أقل درجة منه بكثير باعتباره رئيس وزراء سابق.. وما يضير السادة جبريل إبراهيم ومناوى وعبد الواحد إذا تركوا العمل المسلح والمعارض ورجعوا لوطنهم مع سائر أبناء حركاتهم ليكون صوتهم أعلى داخل وطنهم بدلاً من المنخفض خارجاً يتلقون الدعم السياسي والعسكري الممزوج بالأجندة الخفية ومصالح من يدعم.. ثم ماذا يضير السادة مالك عقار وياسر عرمان وغيرهم من مكونات الجبهة الثورية في جبال النوبة والمنشقين من الحزب الاتحادي
وحزب الأمة واليساريين اذا غيروا منهجهم في المعارضة لتكون داخل حديقة وطنهم وعواصمه بدلاً من التعامل مع الأجنبي الذي يدعم كل همه تسخيرهم لأجندته الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية… وفي داخل الوطن ماذا يضير جميع مكونات المعارضة الداخلية أن تغير من استراتيجيتها وأسلوبها الرافض للحوار وشروطها المسبقة التى تحقق بعضها بواسطة الحكومة وبقى منها بعضها؟؟ وأولاً وثانياً وثالثاً وآخراً يا حكومة الانقاذ ويا حركتها الاسلامية بكل فصائلها التي تشققت وتبعثرت أميبياً ماذا يضيركم لو ضربتم المثل في الإلتزام الحقيقي والصادق بالمبادئ العظيمة التي ظللتم ترفعونها ولكن لا تطبقوها بما يمكن ان يجعل كل ما طلبناه من المعارضة الداخلية والخارجية ممكناً كي نجعل من بلادنا انموذجاً عربياً وعالم ثالثياً رائداً ومحترماً.. لماذا لا يكون زمن السودان قد جاء في ظل زمان العرب المظلم هذا؟؟ لماذا نظلم جميعاً وطننا وأهلنا ومبادئنا وعروبتنا واسلامنا؟؟ لماذا؟؟