سياسية

السودان يواصل ملاحقة الإعلام ومراقبة الانترنت والصحافيون ينظمون أول إضراب في تاريخهم


تواصل السلطات في السودان إجراءات قمع الصحافيين ومصادرة الصحف وحجب مواقع الانترنت، حيث تبين أن المواطنين في السودان غير قادرين على الوصول إلى مئات المواقع الالكترونية بسبب الحجب الحكومي، إضافة إلى الملاحقات المستمرة التي تستهدف الصحافيين في البلاد.
وقالت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» إن مستخدمي الانترنت يعانون من صعوبة تصفح عدد من المواقع الشهيرة منذ نحو 20 يوماً، ومن أشهر هذه المواقع وكالة أنباء البحرين، وموقع النيلين، وشركة ترانا السعودية وموقع الموجز المصري».
ولفتت الشبكة إلى أن الحكومة السودانية من أشد حكومات الدول العربية التي تفرض رقابة على شبكة الانترنت، ولها تاريخ في حجب المواقع على شبكة الانترنت، وتخصص الهيئة القومية للاتصالات وحدة خاصة لحجب المواقع علي شبكة الانترنت، وتخصص السودان أيضا وحدة أنشئت في عام 2011، تعمل على التجسس على الانترنت والاتصالات. وبحسب تقرير (citizen lab) لعام 2014 فإن الحكومة السودانية تستخدم تقنيات شركة إيطالية للتجسس على مواطنيها عبر برنامج يُسمى (RCS) ويتيح التجسس على مستخدمي شبكة الانترنت. يشار إلى أن السودان يحتل مرتبة متأخرة جداً على القائمة السنوية التي تصدر عن منظمة «مراسلون بلا حدود» حيث يتربع في المركز (172) من أصل (180) دولة في الترتيب العالمي لحرية الصحافة، وذلك بحسب التصنيف الصادر في العام 2014.
والترتيب العالمي لحرية الصحافة يمثل أداة مرجعية ويتمحور حول سبعة مؤشرات وهي: مستوى الانتهاكات، ومدى التعددية، واستقلالية وسائل الإعلام، والبيئة والرقابة الذاتية، والإطار القانوني والشفافية، والبنية التحتية.
وكان تقرير صادر عن «مراسلون بلا حدود» في نهاية العام الماضي وضع «جنوب السودان» بين الدول الخمس الأخطر في العالم، والأكثر فتكاً بالصحافيين، حيث تصدر العراق قائمة الدول الخمس الأولى من ناحية المخاطر «الأكثر فتكاً بالصحافيين» متبوعاً بسوريا، بينما حلّ اليمن في المرتبة الرابعة وجنوب السودان في المركز الخامس.

صحافيون مضربون عن الطعام

إلى ذلك، أطلق 30 صحافياً سودانياً الأسبوع الماضي أكبر إضراب عن الطعام في تاريخ البلاد احتجاجاً على الإغلاق القسري لصحيفة «التيار» التي يعملون بها من قبل الحكومة السودانية.
وتجمع الصحافيون مرتدين السلاسل ومكبلي الأيدي أمام مبنى صحيفتهم المصادرة للإعلان عن خطتهم، وقال مدير تحرير صحيفة «التيار» خالد فتحي: «أردنا لفت الانتباه إلى الصعوبات والقيود المفروضة على الصحافيين وعلى حرية الصحافة في البلاد بشكل دائم».
وأفادت المراسلة وكاتبة العمود في جريدة «التيار» شامي النور أن حظر الصحيفة يمثل تحولاً كبيراً في النضال من أجل حرية التعبير في السودان، مضيفة: «هذا أول اضراب عن الطعام بواسطة الصحافيين في تاريخ الصحافة السودانية وأول اضراب عن الطعام يحدث خارج السجن».
ولفتت إلى أن الاحتجاج لا يهدف فقط إلى رفع الحظر عن جريدة «التيار» مشيرة «بالطبع نهدف إلى رفع الحظر عن جريدة «التيار» لكننا نستخدم حالة الجريدة كمثال للدفاع عن حرية التعبير».
ويواجه المحرر العام لجريدة «التيار» عثمان مرغني عقوبة الإعدام حالياً بسبب اتهامه بالتحريض على الثورة في البلاد، وتأييده لثورات الربيع العربي التي أطاحت بعدد من الأنظمة في المنطقة.

 

القدس العربي