رأي ومقالات

عندما بكي الرجال.. دعونا نتامل اخر 24 ساعة في حياة الترابي


عندما بكي الرجال …

كثيرون دهشوا وهم يرؤن دموع الرجال تبكي علي فقدان الدكتور حسن الترابى …
ماذا كان يفعله هذا الرباني لهذه الالوف لتبكي كالاطفال حسرة علي فقدانه ..
دعونا نتامل اخر 24 ساعة في حياة الترابي ..
علها تجيب علي السؤال ..

مابين مسجد القوات المسلحة ليعقد عقد الزواج لاحد الاخوان يوم الجمعة، ومخاطبته للحاضرين عن اهمية العقد في الاسلام وربط العقود السياسية بالدين، واهمية الايفاء بالعقد .. الي صالون منزله بالمنشية الذي ظل يستقبل فيه افواج الضيوف، مابين مستانس؛ ومستفسر؛ وظل يجالس الضيوف بمختلف قاماتهم حتي الساعة الواحدة والنصف فجر يوم السبت ..

وبعد منتصف الليل يضي مفتاح التلفاز ليتابع تداعيات الانتخابات الامريكية، واخبار حملة المرشح ترامب الذي يثير اهتمامه بمعاداته للاسلام؛ فالترابي لم يكن محليا؛ ليقطع متابعته من اجل اوراده اليومية وصلاة الفجر …

بعد صلاته للفجر يدخل الترابي ذو الهمة الشابة مباشرة ويستلم اوراقه وقلمة ويبداء مواصلاً كتاباته في تفسيره التوحيدي، ويخط بعض الاوراق حول الحوار محضرا لاجتماع امانته العامة ..

ويبداء الترابي ليجهز نفسه ليغادر منزله الي المكتب ليبداء فيه اعمال ويوم ونشاطات جديد ..

عندما قرعت الساعة تمام الحادية عشر صباحا، كان الدكتور الترابي يدلف داخل الي مكتبه بالمركز العام للمؤتمر الشعبي، بعد ان القي التحية واستانس مع بعض الموجودين …

ليفقد الوعي بعد وصوله داخل مكتبه وبين اوراقه وهو يعمل لغد وواقع افضل …

هكذا كانت حياة الترابي .. نشاطات مختلفة .. واعمال متعددة لاجل الاخرين .. لم يكن له هم خاص .. بل كانت كل حياته للاخرين ..

لم تمنعه انشغالاته عن اجتماعيات الاخوان … بل كان حاضر في كل نشاط ..

ولم يضع لنفسه حاجب عن الضيوف، بل كان بيته مفتوح لاستقبال عشرات الضيوف يوميا ..

كان الترابي بمثابة الاب للاخوان ..
فكان المربي والقائد والموجه ..

وكان بمثابة الاخ ..
فكان الرفيق والصديق والزميل …

وكان بمثابع الشيخ ..
فهو الهادي والداعي والناصح ..

وكان بمثابة العالم ..
فهو المفكر والمنظر والمفسر ..

وكان السياسي ..
فهو من يحاور.. ويجادل ويناقش

وكان .. وكان .. وكان …
لم يعرفه الاخوان الترابي السياسي في المقام الاول .. لذا كان للترابي مكانه خاصة بين اخوانه ..

فسلام عليكي شيخي واخي حسن الترابي في عليين ..
وليسترح جسدك النحيل عند مليك مقتدر .

بقلم
المدرب مهندس. عاصم خليفة