رأي ومقالات

لو كان نقد حياً لبكى مرتين مرة لأجل رحيل الترابي ومرة أخرى لأن بعضا من أتباعه لم يرثوا منه تهذيبه ورجولته


لو كان نقد حياً
في تأبين الراحل ‫محمد ابراهيم ‏نقد‬ رحمه الله الزعيم التاريخي للحزب الشيوعي كانت من أكثر الكلمات التي أثرت في الحضور كلمة غريمه السياسي الدكتور المرحوم بإذن الله ‏حسن الترابي‬ حيث قال وقد علا وجهه التأثر أن نقد زميلي في حنتوب كان (داعية إنسانياً ) لأنه وهب حياته للتبشير والدعوة لفكر إنساني عالمي .. وقال أن نقد كان أحد أسباب كتابته للتفسير التوحيدي حيث كان الراحل كثيرا ما يطلب منه كتابة تفسير القرآن يتماشى مع الحياة العصرية .. وقال الترابي : “نقد كان رجلاً سمحا عف اللسان لا تسمع منه نابية”.

حدثني قبل عدة أشهر أحد مرافقي شيخ حسن أن نقد كان حين يزور بيت الترابي لا يدخن أمامه وإنما يستأذن ويجلس في الخارج ويدخن ثم يعود للداخل .
ليت لنا أدب الراحل نقد..!

واليوم حديثي للشباب الناهض الباحث عن مستقبل أجمل فالسودان ليس بحاجة للمزيد من مصانع الكراهية والأحقاد .. بل إلى مصانع للحب والسلام .. نحن في أمس حاجة لرتق النسيج الإجتماعي والبحث عن أسس للعيش المشترك لأجل أحفادنا القادمين، نحن لمنا أجدادنا بأنهم لم يسلموننا السودان خاليا من الحروب والتراشقات الحزبية وإني لأخشى أننا نسير على نفس نهج الساسة السابقين وسيلعننا أحفادنا .. فهل نتعظ ونستدرك ما فاتنا ونتخلص من حمولات الكراهية والأحقاد؟

صدقوني لو كان نقد حياً لبكى مرتين:

– مرة لأجل رحيل الترابي ولترك لنا كلمة للتاريخ مثل كلمة الترابي في حقه ولربما أكثر قوة.. فقد كانا يختلفان برجولة ويتفقان برجولة .
– ومرة أخرى لأن بعضا من أتباعه لم يرثوا منه تهذيبه ورجولته في الإختلاف والتفرقة بين ما هو إنساني وما هو سياسي، والخروج عن المروءة والنبل والشهامة وكربم الأخلاق.

ألا رحم الله الآستاذ نقد والدكتور الترابي وعمر نور الدايم والسيد أحمد الميرغني وسعاد إبراهيم أحمد وعبد الخالق محجوب والإمام الهادي المهدي والشيخ الهدية وابوزيد محمد حمزة والأزهري ومحمد أحمد محجوب وجعل البركة في تلاميذهما وأحل المودة والعقلانية في أتباعهما وبقية القوى السياسية.

بقلم
د. لؤي المستشار

*الصورة أعلاه
الراحلين
محمد ابراهيم نقد
حسن عبد الله الترابي