حسين خوجلي

كلمات أنس للمرهقين ويتامى الفكرة


· على الكثير من العرب أن يتذكروا أنهم يسكنون في قرى كبيرة وبلدان صغيرة ودويلات متوسطة الحال والأحوال والسكان، وبأحلام لا تحدها حدود، وثروات لا يدركها القصور والنفاد.
ولكن عليهم أن يتذكروا أن لهم في السودان قطراً يساوي المليون ميل مربع، بل يساوي ثمرات البلدان ويساوي مئات البطون العربية الرفيقة التي رغم سعيها الحثيث لم تستطع أن تحيط بهذا السودان الكبير.. إن يد العرب المسلمين تتقاصر من أن تحمي هذا الإرث العربي والثروات، فمواردهم المتاحة لو استغلوها كلها في الحماية والأمن لا تكفي شيئاً ولا تحيط بشيء.
· المطلوب من العرب اليوم أن يفكروا بعشر تحديات الفهم القومي وأن يمدوا الأيدي الآن للسودان، لأن تحدياته أكبر من أن ينظر له البعض في شماتة، وأكبر من محاولة البعض لتصفية حساباته، لأن سقوط السودان يعني بداية انهيار البوابة الجنوبية، وانهيار بوابة الجنوب يعني أن شمال العالم العربي والاسلامي وشرقه سوف ينهار لا محالة بأسرع مما يتوقع المتشائمون والمتفائلون.
إن كل المحللين يعتقدون- وهو معتقد صحيح- في البدايات والنهايات، أن المعركة القادمة هي معركة مياه ومخزون نفط وأرض وخام. والسودان يملك منه الكثير، ونقطة ضعفه المركزية غزارة في الثروات وقلة في الكوادر الفاعلة والإدارة الرصينة والخيال المنتج ورأس المال الشجاع. كلما ضاق عليهم الأمر امتدت الأرض فنسوا مصيبتهم. صحيح أن امريكا واسرائيل تراقبان المداخل والمخارج وأيضاً تراقبان كل عاصمة على حده بعيني صقر ولكن حتى الصقور تروض وتهرم.
· الدنيا في نظر الشعراء:
يقول أحدهم:
وما السعادة في الدنيا سوى شبح يرجي
فإن صار جسماً مله البشر
ويقول آخر:
وما العيش إلا أن تحب
وأن يحبك من تحب
ويقول آخر:
لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها
سرور محب أو اساءة مجرم
وقريب من هذا المعنى قول الشاعر:
ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر
خليلاً ولم ينظر إليك حبيب
ويقول في وصفها شيخ العرب
احداثك جسام يا دنيا ما بتسري
نادر فيك نلقى اللي همومنا يسري
كل ما نقول بسمتي تتلولوي وتنصري
وتواجيهنا بقذف السلاح السري
· نصيحة:
للناس وللدول وللحكام.
لا تكن ليناً فتعصر ولا صلباً فتكسر ولم تصل النصيحة فقد عصرنا وكسرنا.
جاء في الأثر:
(يقول ابن آدم مالي مالي قال وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت. أو لبست فأبليت أو تصدقت بأمضيت).
ويقول الشاعر ناصحاً:
يا جامع المال في الدنيا لوارثه
هل أن بالمال قبل الموت منتفع
قدم لنفسك قبل الموت في مهل
فإن حظك بعد الموت منقطع
الأمل والأجل:
قال الشاعر:
ولم أر شيئاً مثل دائرة المنى
توسعها الآمال والعمر ضيق
وقال آخر:
تمد المنى للمرء أسباب عمره
وسهم الردى من لحظ أعينه أسرع
وقال آخر:
وكل من ظن الموت مخطئه
معلل بسواء الحق مكذوب
وقال آخر:
وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفع
وقال السموأل:
من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد
وقال ابن كلثوم:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوماً على ألة حدباء محمول
وقال شيخ العرب:
ما بنتبع نروح للغير ونبقى سعيه
ننساق بالخشوم غنما موالفة رعية
نقجها قجة لوبقت علي التبعية
والسيف يبقى قاضي المحكمة الشرعية
مابننساق نروح تابعين عجاج زفة
نجدع توبنا فى توب الرجال نتلفه
نتبع من بعد تحمى ونحرت الكفه
والصقر اب رعود كبده وقلب يتكفه
وقال الأصمعي:
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻃﻮﻑ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﺫ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﺎﺑًﺎ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﺄﺳﺘﺎﺭ
ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻳﺎ ﻣﻦ ﻳﺠﻴﺐ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻈﻠﻢ
ﻳﺎ ﻛﺎﺷﻒ ﺍﻟﻀﺮ ﻭﺍﻟﺒﻠﻮﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻘﻢ
ﻗﺪ ﻧﺎﻡ ﻭﻓﺪﻙ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻧﺘﺒﻬﻮﺍ
ﻭﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺣﻲ ﻳﺎ ﻗﻴﻮﻡ ﻟﻢ ﺗﻨﻢ
ﺃﺩﻋﻮﻙ ﺭﺑﻲ ﺣﺰﻳﻨًﺎ ﻫﺎﺋﻤًﺎ ﻗﻠﻘًﺎ
ﻓﺎﺭﺣﻢ ﺑﻜﺎﺋﻲ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﺤﺮﻡ
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﻮﺩﻙ ﻻ ﻳﺮﺟﻮﻩ ﺫﻭ ﺳﻔﻪ
ﻓﻤﻦ ﻳﺠﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻴﻦ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ
ﺛﻢ ﺑﻜﻰ ﺑﻜﺎﺀً ﺷﺪﻳﺪًﺍ ﻭ ﺃﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ:
ﺃﻻ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻓﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺘﻲ
ﺷﻜﻮﺕ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻀّﺮ ﻓﺎﺭﺣﻢ ﺷﻜﺎﻳﺘﻲ
ﺃﻻ ﻳﺎ ﺭﺟﺎﺋﻲ ﺃﻧﺖ ﺗﻜﺸﻒ ﻛﺮﺑﺘﻲ
ﻓﻬﺐ ﻟﻲ ﺫﻧﻮﺑﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﻗﺾ ﺣﺎﺟﺘﻲ
ﺃﺗﻴﺖ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻗﺒﺎﺡ ﺭﺩﻳﺌﺔ
ﻭﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﻋﺒﺪ ﺟﻨﻰ ﻛﺠﻨﺎﻳﺘﻲ
ﺃﺗﺤﺮﻗﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻳﺎ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻰ
ﻓﺄﻳﻦ ﺭﺟﺎﺋﻲ ﺛﻢ ﺃﻳﻦ ﻣﺨﺎﻓﺘﻲ
ثم سقط على الأرض مغشيا عليه فدنوت منه فإذا هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين فرفعت رأسه في حجري وبكيت فقطرت دمعة من دموعي على خده ففتح عينيه وقال من هذا الرجل الذي يهجم علينا قلت عبيدك الأصمعي سيدي. ما هذا البكاء والجزع وأنت من أهل النبوة ومعدن الرسالة أليس الله تعالى يقول (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) فقال هيهات هيهات يا أصمعي، إن الله خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشياً وخلق النار لمن عصاه ولو كان حراً قرشياً أليس الله تعالى يقول (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون) ثم سقط مغشياً عليه.
وتفاخر العباس بن عبد المطلب وطلحة بن شيبة وعلي بن أبي طالب، فقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، وقال طلحة: أنا خادم البيت ومعي مفتاحه فقال علي: ما أدري ما تقولان أنا صليت إلى هذه القبلة قبلكما بستة أشهر، فنزلت: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم الآخر).
* وتفاخر رجلان على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة آباء مشركين، فقال الآخر: أنا ابن فلان ولولا أنه مسلم ما ذكرته، فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: أما الذي عد تسعة آباء مشركين فحق على الله أن يجعل عاشرهم في النار، والذي انتسب إلى أب مسلم فحق على الله أن يجعله مع أبيه المسلم في الجنة. قال سلمان الفارسي:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
· وتفاخر جرير والفرزدق عند سليمان بن عبد الملك، فقال الفرزدق: أنا ابن محيي الموتى، فأنكر سليمان قوله، فقال يا أمير المؤمنين قال الله تعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) وجدي فور الموءودات فاستحياهن، فقال سليمان إنك مع شعرك لفقيه. وكان صعصعة جد الفرزدق أول من فدى الموءودات).
وللعباس ابن عبد المطلب:
إن القبابل من قريش كلها .. ليرون أنا هام أهل الأبطح
وترى لنا فضلاً على ساداتها .. فضل المنار على الطريق الأوضح
وكتب الحكم بن عبد الرحمن المرواني من الأندلس إلى صاحب. مضر يفتخر:
ألسنا بني مروان كيف تبدلت
بنا الحال أو دارت علينا الدوائر
إذا ولد المولود منا تهللت
له الأرض واهتزت إليه المنابر
وكتب إليه كتاباً يهجوه فيه ويسبه فكتب إليه صاحب مصر:
أما بعد فإنك عرفتنا فهجوتنا
ولو عرفناك لأجبناك والسلام.
برقية
هل لكل العارفين والباحثين الاخوة والفكرة (كان الحر شديداً فهرول رجل بماء للنبي فقال أبو بكر رضي الله عنه (شرب رسول الله فأرتويت).
آخر كلمة مرفرفة ضممتها لقاموسي.