رأي ومقالات

عبد الله بن بجاد العتيبي : وفاة الترابي ووثائق ابن لادن


صرح زعيم حزب «النهضة» التونسي راشد الغنوشي برفضه لتصنيف «حزب الله» اللبناني كمنظمة إرهابيةٍ، وجادل بنفسٍ إخواني معروف عن الحزب وجرائمه وقتله للشعب السوري بتعبيرٍ سامجٍ هو «إشكالي».
وعلاقات الغنوشي بإيران راعية «حزب الله» واحتفالاته بالحزب في أكثر من مناسبة تأتي امتداداً للدور الذي مارسته جماعة «الإخوان» في التقارب مع ما عرف بالثورة الإسلامية في إيران، وهي علاقات ممتدةٌ وطويلة الذيل.
وقد شهدت الأيام الماضية تطورات عدة، منها وفاة «الإخواني» السوداني الشهير حسن الترابي، شيخ الغنوشي، والسياسي المتقلب والمفكر «الإخواني» غريب الأطوار والأفكار، الذي لم يوالِ أحداً طول حياته إلا عاداه في مرحلة لاحقة، من الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري إلى رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، وصولاً إلى الرئيس عمر البشير، فهو خان الأول وانقلب على الثاني، ودخل في خلاف طويل مع الأخير استمر حتى وفاته. قدّم نموذجاً لجميع حركات الإسلام السياسي وحركات العنف الديني بإمكانية الوصول لسدة الحكم عبر انقلابٍ عسكري 1989 يقوده إسلاميون هذه المرة لا قوميون ولا بعثيون ولا يسار، وهو فتح السودان بعد نجاح الانقلاب العسكري لكل إرهابيي العالم من كل شكل ولون من الفنزويلي كارلوس إلى أسامة بن لادن، ثمّ قام بتسليم الأول لفرنسا، وطرد الثاني لأفغانستان.
استقر في السودان في زمن سلطته كل جماعات وقيادات الإرهاب، من جماعة الجهاد المصرية إلى الجماعة الإسلامية بمصر إلى الجماعة المقاتلة في ليبيا، وصولاً لتنظيم «القاعدة». أعلن أسامة بن لادن من السودان معارضته الصريحة لبلاده المملكة العربية السعودية، وأسس ما كان يعرف بـ «هيئة الإصلاح والنصيحة»، التي والت إصدار مواقف ابن لادن المعارضة للسعودية، وحدثت تفجيرات الرياض 1995، ودبّر من السودان تفجيري سفارتي الولايات المتحدة الأميركية في كينيا وتنزانيا.
كان الترابي نصف مفكرٍ ونصف سياسي، ولكنه كان ديكتاتوراً بكل المقاييس، بنفوذه وقراراته وتوجهاته وسياساته الداخلية والخارجية، خان كل حلفائه، وخذل أتباعه، وجمّع أشرار العالم في بلده وقدم لهم الدعم، وسرق ثروات بعضهم كابن لادن، وكان شخصاً مليئاً بالأنانية والغرور، لا يفكر إلا في السلطة والاستحواذ عليها.
كان الترابي أحد الإخوان المسلمين الذين احتضنتهم السعودية في فترةٍ معينةٍ، ثم قلب لها ظهر المجنّ، وأيد صدام في غزوه للكويت، وهاجم السعودية ودول الخليج، وجعل بلاده مركزاً للإرهابيين الذين يهاجمونها ويعادونها، وكان أحد قادة الإخوان المسلمين الذين أيدوا الثورة الإيرانية واستمر في علاقاتٍ طيبةٍ معها مدةً طويلةً.
لم يفقد الترابي سلطته إلا والسودان تحت حكم ديكتاتوري، واقتصاد شبه منهار، وبلد مقسم، ومهددٍ بمزيدٍ من التقسيم، ومترع بالإرهاب والإرهابيين، وتزامناً مع وفاته نشرت الولايات المتحدة الأميركية أكثر من مئة وثيقة تعود لأسامة بن لادن قائد تنظيم «القاعدة» الإرهابي، فيها الكثير من الفضائح السياسية والإجرامية والسلوكية، وهي تكشف خيالاته وأوهامه ومخاوفه وبعض أساليب قيادته لتنظيمه وتدبيره لعلاقاته وجرائمه.
ظلّ الباحثون الجادون لسنوات يرصدون العلاقات المتينة بين «تنظيم القاعدة» وحكم «الولي الفقيه» في إيران، وهي علاقات لها العديد من الدلائل الواضحة والشواهد البينة، ولكن الجديد في هذه الوثائق التي تم الكشف عنها اليوم هي أن هذه العلاقات لم تكن تتم على مستويات أدنى في التنظيم الإرهابي والنظام الإيراني، بل إنها كانت تتم على أعلى المستويات وعلى الرغم من الأيديولوجية الصارمة للطرفين، فإنهما كان ينسقان الجهود، ويحاربان دول الخليج العربي، بل ويتفقان على نشر الإرهاب في الدول العربية.
وبحسب عرض «العربية نت» للوثائق، فقد احتج أسامة بن لادن على بعض أتباعه في إعلانهم نيتهم مهاجمة إيران، فقال: «إنكم لم تشاورونا في هذا الأمر الخطير الذي يمس مصالح الجميع، وكنا نتوقع منكم المشورة في هذه المسائل الكبيرة، فأنت تعلم بأن إيران هي الممر الرئيس لنا بالنسبة للأموال والأفراد والمراسلات، وكذلك مسألة الأسرى».
أخيراً، على الرغم من كل الشعارات، فقد كان ابن لادن وتنظيمه «القاعدة» وامتداده «داعش» مجرد بيادق صغيرة بيد إيران تسلطهم على دولهم وشعوبهم ولا يمسون إيران بسوء، ولئن كان الترابي انشق عن «الإخوان»، فهو لتعزيز الغاية نفسها والهدف ذاته، وما بعض فتاواه التي تحمل شيئاً من الانفتاح إلا لخدمة طموحاته السياسية والسلطوية، وعدم فقد الزخم الإعلامي الذي كان يعشقه.

العربية


‫3 تعليقات

  1. لا فُضَ فُوُكْ…
    وزيادة على سردك الموثّق أنه كان (أي الترابي) زنديقا مارقاً يلعب بثوابت الدين ويشكك فيها على الملأ وسنده في ذلك أنه قال (والكلام مسجل): من حسن حظي أنني انشر أفكاري في وسط مجتمع جاهل.
    إن من يشكك في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ويرد أحاديثه ويعتبر نفسه أنه غير ملزم بها او لا تلزمه يعتبر وبالأجماع كااااااااااافر.
    وهذا الدعيّ الصفيق قد شكك في عذاب القبر وأنكر أكثر من ٢٢ حديثا ستة منها في الصحيحين تتحدث في هذا الشأن.
    قال تعالى:((ومن أظلم ممن أفترى على الله الكذب وهو يدعى الى الاسلام..)) وهذا الهالك قد افترى على الكذب وهو ينسب نفسه للاسلام كمفكر وداعية ضال.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث بما معناه: أيما حاكم مات وهو غاش لرعيته الا وحرم الله عليه الجنة وأدخله النار. وهذا الضال قد افتى وضل وأضل وما تزال فتاويه تضل كثير من العباد، وقد نهب من المال العام ما جعله الى يوم مماته متنعما بغير وجه حق، ولقد أورد اكثر من عشرين ألف شاب مؤمن مجاهد موارد الحرب والموت وفي النهاية أنكر عليهم تضحياتهم واستشهادهم في سبيل الله والوطن والعرض.
    اللهم عبدك الترابي قد جائك وهو منكر لعذاب القبر مستهزاءاً به اللهم فأجعله عبرة لمن خلفه وآية

  2. الكاتب ككثير من الكتاب العرب معلومات مغلوطه وتنم عن جاهل فاحش بالدكتور الترابي رحمه الله اكاد اجزم انه لايعرفه ولم يقراء له وان مقاله عبارة عن شذرات من هنا وهناك لارابط بينهم ولو سالته عن خلافه مع الرئيس البشير سوف لايدري فقد خلط الحابل بالنابل والصق في مقاله ولاية الفقيه الايرانية مع داعش ثم حروب الخليج اهرف الرجل بما لم يحط به علما

  3. السلام على من اتبع الهدى،،، ترابينا،،، مهدينا،،، بشيرنا،، مرغنينا،،، سودانيون ،،، كونهم ديكتاتوريون امر يخص السودانيين وحدهم،،، ولا نحتاج لمحاضرات من منافق مبتدئ سعودي،،، ليكلمنا عن الديكتاتورية،،، وان كان ولابد فعليك بأمرائك وملوكك الذبن جادوا عليك (بالتابعية)،،،اذهب وحدثهم عن الديكتاتورية،،، ان كنت رجلا منصفا،،، فعليك فقط ببلدك البائس،،، ودع خلق الله للخالق،،،، حسبنا الله ونعم الوكيل..