تحقيقات وتقارير

فنانو ومبدعو السودان.. قدرات هائلة تفتقر للتسويق


شخصية الفنان والمبدع السوداني متعددة الثقافات، ولديها قدرات هائلة لا مثيل لها في العالم.. لكنها تفتقر القدرة على تسويق نفسها لتنتقل من المحلية إلى العالمية في المجالات المختلفة وخاصة الموسيقى والفن وتحتاج إلى تسليط الضوء عليها من قبل الإعلام، هذا ما أكده الفنان النوبي السوداني شمت محمد شمت، وعدد كبير من فناني ومبدعي السودان.
ورصدت موفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى الخرطوم خلال جولتها بجامعة الخرطوم التي يتم فيها تصوير العديد من الأعمال الفنية والإبداعية تجسيد البيئة والعادات والتقاليد السودانية في تلك الأعمال وتفاعل المواطنين معها.
وقال الفنان شمت: إن “سكان السودان يمتازون بأنهم عبارة عن مجموعات عرقية وقبلية ومدنية نتجت عن الانصهار فيما بينها، ولكل مجموعة منها عاداتها وتقاليدها وثقافتها الخاصة بها،لكنها انصهرت فيما بينها ونتجت عنها الثقافة السودانية المتنوعة التي شكلت بمرور الزمن وجدان كل الشعب السودانى.
وأضاف “السودان لديه ظاهرة غريبة غير موجودة في العالم، حيث تتلاقي الثقافات في أشكال موسيقية مختلفة وممتزجة لارتباط حدوده مع دول كثيرة، فضلا عن علاقاته الثقافية والبيئية المتنوعة مع دول أفريقيا”، موضحا أن موسيقي السودان يقبل عليها الموسيقيون في الدول الأوروبية، ويتم إعداد أبحاث حول تركيب الإيقاعات وأشكالها والآلات المصنوعة من الطبيعة التي تعبر عن الموسيقى الشعبية.

وأكد شمت أن أهم ما يميز الثقافة الشعبية السودانية هي أنها تتحرك جماعية وتعبر عن تفاصيل الحياة بالسودان مثل “الزراعة والحصاد والزواج”، وتخلق منتجا ثقافيا مختلفا في إيقاعاته من حيث ( الموسيقي واللهجة ) حسب البيئة المحيطة.

وحول أشكال الطرب السوداني، قال إنه يوجد المطربة “الحكامة”- وهى تعد ثقافة شعبية حيث ترتجل في الغناء ارتجالا لحظيا يخص موضوع يهم المواطنين بالقبيلة، وتسهم من خلاله في محاولات الصلح بين القبائل بدارفور بغرب السودان حيث يكون أثره كبيرا على المتواجدين، مؤكدا في الوقت نفسه أن المرأة محور أساسي في الثقافة الموسيقية بالسودان وهي الرمز والقائد في كثير من الأمور المحيطة بمجتمعها في بعض القبائل، فأنها تمتلك القدرة أن تخمد نار الحرب أو تشعلها”.

وأوضح أنه يوجد شكل آخر من الموسيقى يسمى “الوازا” وهو منتشر في جنوب السودان ومناطق جنوب وشرق كردفان، وهي آلة نفخ تعزف مجاميع ولها قائد يسمى “شيخ” يأخذون منه الأمر لكي يلعبوا الموسيقي، وهو عزف له طبيعة خاصة خاصة بعد الزراعة والحصاد، كما توجد آلة شعبية أخرى “البالمبو”، وهي آلة شعبية سودانية مشهورة، عبارة عن أعواد من الخشب، تشتمل على درجات السلم الموسيقي العالي، بإضافة إلى آلة “الطمبور” وهي آلة مثل “الربابة” في الصعيد.
ولفت شمت إلى وجود آلة “النحاس” أيضا وهي آله إيقاعية ضخمة مصنوعة من الجلد وهى مفتاح ية احتفالية وكانت قديما تستخدم في الحروب، كما توجد آلات موسيقية أخرى بدأت تندثر مثل “الأدونجو” وهي تعزف بالأصابع وأداؤها الموسيقي له شكل مختلف.

وحول التواصل الفني بين مصر والسودان، أكد عدد من فناني ومبدعي السودان، وعلى رأسهم الإعلامي والشاعر بشري سليمان ضرورة العمل على زيادة التواصل الثقافي والفني بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان، وتنظيم احتفالات فنية مشتركة كما كان قديما في العمل السودانى المصري المشترك ” أمير الشرق” والذي حقق نجاحا مميزا في البلدين.
واقترح أن تفتح الحدود بين الدول لتعريف وتعريب الفنون والموسيقى، لتحقيق التقارب بين الشعوب، إضافة إلى تنظيم ورش عمل مشتركة، لإلقاء الضوء على الأعمال الفنية المتميزة وتعظيم التبادل الفني والثقافي، مشيرا إلى أن هناك العديد من الفرق الفنية السودانية التي شاركت في مهرجان القاهرة السينمائى،والأوبرا وحققت نجاحا منقطع النظير.

أما الشاعر والإعلامي السوداني عبد الوهاب هلاوي، قال إننا يجب أن نتغلب على المشاكل التي تواجهنا ونسعى لحلها، ونعيد صياغة المستقبل الفني والإبداعي.، مؤكدا أن السودان لديه العديد من الفنانين والمبدعين، كما اتفق معه في الرأى بشير سليمان شاعر وإعلامي سوداني حيث قال “إن المشكلة في الأساس إعلامية، حيث أننا نستقبل فقط الإنتاج الإعلامي ولا نصنع بأنفسنا ما نصدره، كما أنه لا يوجد الاهتمام الكافى من المعنيين بالسودان لإظهار إبداع الفنان السودانى.

أ ش أ