سياسية

رئيس اليمن المخلوع”علي عبدالله صالح”: الترابي كان صادقا صاحب رأي شجاع لا يتردد عن قول كلمة الحق


برقية الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إلى المؤتمر الشعبي في السودان
بعث رئيس جمهورية اليمن السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام، الزعيم علي عبدالله صالح، برقية عزاء ومواساة، لأعضاء الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي السوداني في وفاة الدكتور حسن عبدالله الترابي رئيس الحزب، جاء فيها:

بِسْم الله الرحمن الرحيم

الأخوة الأعزاء أعضاء الأمانة العامة
لحزب المؤتمر الشعبي السوداني الخرطوم حياكم الله

ببالغ الأسى والألم تلقينا نبأ انتقال الدكتور حسن عبدالله الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني إلى رحمة الله تعالى، بعد عمر حافل بالعطاء الفكري والعمل التنويري والنضال السلمي من أجل إعلاء كلمة الحق ونصرة الدين والدعوة إلى الله بالطرق الصحيحة والمتجردة من كل أنواع استغلال الدين وتوظيفه لتحقيق أجندات مشبوهة تهدف إلى التسلط والهيمنة على مقدرات الشعوب الحرة المتطلعة لحياة حرة خالية من كل أنواع التسلط والهيمنة مهما كانت المبررات.

لقد كان الراحل الدكتور حسن عبدالله الترابي رجل دين صادقاً رافضاً لكل أنواع التشدد والغلو والتطرف ينبذ العنف والإرهاب يؤمن بالرأي والرأي الآخر, وكان إلى جانب ذلك عالماً مجتهداً ومفكراً إسلامياً وقومياً أسهم بجهد كبير وعظيم في انتشار الدعوة الإسلامية الحقه النابعة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف, وأثرى المكتبة العربية والإسلامية بمؤلفاته القيمة, ومن أجل ذلك واجه الكثير من المتاعب والتعسف ومحاولات الانتقام منه بهدف إخضاعه وإجباره على الخنوع والقبول بما يراد منه تمريره أو الترويج له بما يخدم الأهواء السلطوية المتجبرة والتي لا يهمها سوى خدمة أهدافها التسلطية على الشعب السوداني الشقيق ولكنه، رحمة الله تغشاه، كان صلباً وثابتاً على مبادئه وقناعاته الوطنية والدينية متمسكاً بمواقفه الرافضة لكل أنواع الهيمنة والتسلط.

كما أنه كان، رحمه الله، صاحب رأي شجاع لا يتردد عن قول كلمة الحق ويستهجن تصرفات بعض الأحزاب والجماعات الدينية التي لا هم لها سوى الوصول إلى السلطة ولو على جماجم وأشلاء الأبرياء والمواطنين, وكان يختلف معهم أشد الاختلاف وينتقد ممارساتهم بقوة.

إن رحيل قامة إسلامية مستنيرة كالدكتور حسن عبدالله الترابي بقدر ما يمثل خسارة كبيرة لأسرته والمؤتمر الشعبي العام السوداني ومؤيديه ومحبيه فإنه يمثل خسارة أكبر وأفدح للحركة الإسلامية المستنيرة وللشعب السوداني الشقيق وللأمة العربية والإسلامية لا يعوضها سوى الاستمرار في نهجه العقلاني المعتدل المجسدة لتعاليم الدين الإسلامي الحقة التي تدعو إلى المحبة والتسامح والتعايش دون إقصاء لأحد.

وإننا ونحن نشاطركم أحزانكم وآلامكم في فقدان داعية إسلامي بارز ومجتهد نعبر لكم عن صادق التعازي وعميق المواساة باسمي شخصياً وباسم إخوانكم قيادات وهيئات وأعضاء وأنصار وحلفاء المؤتمر الشعبي العام في الجمهورية اليمنية , سائلين المولى جلت قدرته أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جنانه , وأن يلهمكم ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
إناّ لله وإناّ إليه راجعون ،،

علي عبدالله صـالـح
رئيس الجمهورية اليمنية السابق
رئيـس المؤتمر الشعبي العام

صنعاء – خبر للأنباء:


تعليق واحد