اسحق احمد فضل الله

ثم ماذا؟؟


> وبعد معركة قوز دنقو.. ومعركة جبل مرة.. التمرد يجد الآن أنه يتبعثر.. ويبحث عن شيء جديد
> والإسلاميون بعد الترابي يجدون أنهم يتبعثرون .. ويبحثون عن شيء جديد
> والأمة يعيد مشهد الصبي في تركيا بعد الزلزال
«والصبي هناك يجلس فوق ركام بيته بعد الزلزال.. ويمسك قطعة من الزجاج.. ويظل يلمعها.. ويلمعها»
> والأمة يتبعثر.. ويبحث عن شيء جديد
> والشيوعي والاتحادي و.. و..
> كلهم يتبعثر.. ويبحث عن شيء جديد
> والسودان يجد أنه يتبعثر ويبحث عن شيء جديد
> والشعور هذا يجعل مراثي الترابي عاجزة لأن العيون تبحث عن شيء جديد
> والخطر يقترب
«2»
> وكل أحد يريد أن يجتمع الناس.. وكل أحد يجهل.. كيف.
> وحزب الأمة يلتقي.. قبل سنوات.. لتوحيد الحزب
> وكل أحد يخرج من بيته بهيجاً يكمل عمامته في الطريق متجهاً الى مكان اللقاء «لأن الرئيس القادم هو .. أنا»
> واللقاء يصبح لقاء خناجر.. في حكاية من أمريكا الجنوبية
«وفي معرض هناك للتراث يرقد اثنان من الخناجر لرجلين كانا عدوين بصورة غريبة
> واحد السياح يحمل الخناجر الاثنين.. ويلمس أحدهما بالآخر
> وفي الحال يرتعد الخنجران معاً.. وكأن كلاً منهما كان نائماً .. توقظه الآن رائحة الدم».. وكل فئة من حزب الأمة تستيقظ بالهياج القديم ذاته.. للمعركة ذاتها
> والأمة يتبعثر
> والإسلاميون.. منذ زمان يتنادون للقاء.. وكل منهم يخرج من بيته مبتهجاً يكمل عمامته في الطريق متجهاً الى اللقاء
«لأن… الإمام هو… أنا»
> والإمام.. هنا.. هو إمام الصلاة في الحكاية السودانية
> وعمدة قبيلة كبيرة تقول الحكاية الساخرة أنه كان في صف الصلاة مع الآخرين.. وخادم من خدمه .. فقيه.. يؤم الناس
> وامرأة ترى المشهد وتصيح بالعمدة تزجره.. كيف يصلي خلف.. خدامه؟
> وفي الحال العمدة يجذب الخدام إلى الصف.. ويقف هو اماماً..
> والعمدة الذي لا يحفظ من القرآن حرفاً يلتفت ليقول للخدام
: اقرأ يا ولد
> الإسلاميون يصنعون الإنقاذ بعلم بازخ عند الشباب
> ثم يجدون أن الشالات تجذبهم للخلف.. ثم تقول اقرأ يا ولد
> والوطني.. والشعبي كلاهما يتبعثر.. ويبحث عن شيء جديد
> والسلفية.. بعد ابي زيد يبتعثرون
> وبعضهم ينحدر إلى درجة بعيدة أمس الأول
> و«بعض» السلفية يعلن إبتهاجه بموت الترابي
> وبعضهم يجيب السلفية من هناك.. ليقول
> أحدهم .. قديماً.. في مجلس عربي يفخر بأبيه الذي قاد الجيوش وأسر الملوك.. وفعل .. وفعل
> وعدو له في المجلس يقول
: لا جرم.. فقد قتل أبوك .. وصلب
> وهذا يقول
> دع عنك قتل أبي وصلبه.. وقل لنا .. أبوك هل «حدث» نفسه بشيء من هذا.. قط؟
> وحديث السلفية عن الشيخ وحديث الرد.. كلاهما يصبح بعثرة جديدة
> نتبعثر.. ونجهل أننا نواجه الآن عالماً غريباً.. مخيفاً..
> فالجدال.. حتى القتال.. هو شيء يبحث عن الصواب.. وأين هو..
> بينما الصواب والخطأ.. هما الآن عملة تخرج من سوق العالم.. التعامل الآن بين العالم القوي والضعيف له لغة أخرى غريبة غريبة
«5»
> ومصر امس تعلن للعالم.. وهي تلهث من الغيظ.. انها توصلت إلى أن.. «مجرمين من جماعة الأخوان المسلمين الارهابية القاتلة هي التي قتلت بركات.. المدعي العام في زمان السيسي الذي يقتل الآلاف من الأخوان»
> والأخوان يقولون بهدوء
: لا تقتلوا أربعة آلاف شاب منا في ليلة.. حتى لا نقتل واحداً منكم
> والشهر الأسبق.. مشهد في جامعة أمريكية.. في بوسطون
> وفي المشهد طالب عربي يشتم الغرب وأهله..
> وطالبة هناك تقول للعربي
: ما دمت تكره الغرب هذه الكراهية.. لماذا أنت هنا الآن..؟ لماذا لا تخرج من الغرب؟
> وصفقوا لها….
> لكن التصفيق يصاب بالشلل والشاب يقول لها
: اخرجوا من بلادنا .. لنخرج نحن من بلادكم
> والغرب الآن.. والعالم الآن يدخل مرحلة جديدة
> مرحلة .. أنا أقوى منك.. اذن فأنا سيدك
> والعالم يتخطى مرحلة
: انت عبد يخدمني.. إلى مرحلة
: انت قطع غير بشرية لي
«4»
> ونحن الآن نتبعثر ونرفض صيحة التحذير لأن صاحب صيحة التحذير هو التربي.. لمجرد انه الترابي
> نسأل الله ألا نذكر الترابي
> لأن مثل الترابي يذكره الناس وهم يتقلبون في فضاء الهاوية