أم وضاح

معلمو الحصاحيصا يا والي الجزيرة


لست في حاجة أن أؤكد وأعيد وأزيد أن أكثر الفئات التي تستحق الوفاء والتعظيم والتمجيد هي فئة المعلمين، ولست في حاجة أن أكرر وفي أكثر من مرة أقول إنه مهما منحوا من مال أو أسبغ عليهم من الاحترام والتقدير والمكانة العالية فهذا حقهم لا محالة، والأمم التي لا تعترف بفضل العلم والعلماء والمعلمين هي أمم جاحدة لا تقدر الرسالة العظيمة التي يقوم بها هؤلاء.. وعلى فكرة ليست المسألة فقط في تلقين الدروس ولا شرح المواد، فالمعلم يقوم بدور آخر تربوي وإنساني ينعكس على شخصية تلميذه وكم منا من تأثر بطريقة حديث أستاذ ما، ومن لا زالت تتقمص شخصية معلمة أثرت فيها وأعجبت بها، والتلميذ يقضي ساعات نهاره في المدرسة ملتصقاً بمعلمه ومتأثراً به ربما أكثر من التصاقه بأهل بيته أو تأثره بهم، لذلك لا نستطيع بل لا نجرؤ أن ننكر دور المعلم في بناء الأمة أكاديمياً ووجدانياً، لذلك أنحاز دون تردد وأقف في معسكر المعلمين متخندقة معهم في قضاياهم العادلة، وهم قومٌ اختصهم الله بطولة البال والصبر ولا يجأرون بالشكوى إلا إن تكاثر عليهم الظلم، والظلم ظلمات.
أمس وصلتني رسالة، ليست هي الأولى من نوعها، من معلم بالمرحلة الثانوية بولاية الجزية وتحديداً محلية الحصاحيصا، والرجل أول ما لفت نظري في كلماته الحزن البالغ الذي كادت أن تنفذ منه وتتحول إلى كائن كئيب وتعيس يمشي بين الناس، حيث قال إنهم معلمو ولاية الجزيرة محلية الحصاحيصا ظلوا يعانون ويتجرعون من تأخر مرتباتهم لما يزيد عن الثلاثة أشهر، وإنهم حتى الآن لم يصرفوا فروقات رواتبهم التي صدر قرار بشأنها منذ شهر يونيو الماضي.. هذا لعمري وضع غريب في حق شخص يؤدي رسالته كاملة غير منقوصة، بل إنه يقبض على (الطبشيرة) كما لو أنه يقبض على (الجمر) وفي ظل ظروف اقتصادية ضاغطة تجره جراً إلى التفكير في همه الشخصي، وهو في المقام الأول إنسان ورب أسرة عليه التزامات (تهد) الجبال فكيف نطلب منه أن (يبني) دواخل صغارنا وشبابنا وهو لرقبته الهم (هادي) حيله.
وأخبرني صاحب الرسالة أنهم في ولاية الجزيرة الوحيدون من معلمي السودان الذين لا يتحصلون على بدلات للسكن أو بدل مواصلات في تفرقة لا معنى لها ولا مبرر، لكن الأدهى والأمر أن تأخر المرتبات هذه المرة فات الحد وثلاثة أشهر مضت على آخر مرتب تقاضوه في وضع غرائبي ومحير يجعلنا نوجه سؤالاً مباشراً للأخ والي ولاية الجزيرة السيد “أيلا” هل معقول أنه لا يعلم هذا القصور الواضح من قبل الولاية تجاه معلمي محلية الحصاحيصا، وما نعرفه عن “أيلا” أنه يعلم (دبيب النملة) في الولاية التي يقودها؟! وهل صحيح أن ملف الفروقات المستحقة لهذه الشريحة قد رفع إلى مكتبه لكنه تحجج بأن المبلغ كبير؟ كيف يكون المبلغ كبيراً لولاية بحجم الجزيرة؟ وكيف يكون المبلغ كبيراً والوالي أنفق إنفاق من لا يخشى الفقر على مهرجان الثقافة؟ وما قلنا حاجة لكن معقولة ترقص المدينة وتنتشي على أنغام “عاصم البنا” و”نانسي عجاج” وفي الحصاحيصا بس هناك المئات من أسر المعلمين نائمين بدون عشاء؟!
أخي الوالي، استبشرنا بتوليك ولاية الجزيرة وقلنا إن الخير على قدوم الواردين لكن ليس منطقياً ولا معقولاً أن يتم الإنجاز في المباني والشوارع والحدائق، وتهمل أهم ثروة وهي إنسان الولاية، وفي إنسان الولاية ثروته النفيسة ودرره الغوالي، المعلمون المكتوون بنار الظلم.. فهل تضع حداً لهذه المهزلة؟؟!
{ كلمة عزيزة
في بلدنا دي العشرات إن لم يكن المئات من الشركات والمؤسسات التي تفرد حيزاً كبيراً من ميزانياتها لما يسمى بالمسؤولية المجتمعية، بل وبعضها يلتزم تماماً بهذا الدور الإيجابي، وفي هذا الجانب استغربت والإخوة في منظمة (خطاوينا) متضامنون مع اتحاد المعاقين حركياً بمدينة (24 القرشي) يدقون كل الأبواب ويعودون خائبين وهم يطلبون معدات وآليات من شاكلة الكراسي والعجلات والعصي للمحتاجين إليها في اتحاد (24) القرشي دون أن يجدوا استجابة.. دعوني من خلال هذه الزاوية أناشد الخيرين والمؤسسات الكبيرة أن يتواصلوا مع هؤلاء الشباب من أجل عمل إنساني كبير تجاه شريحة من شباب وشابات هذا الوطن وعنوان المنظمة والاتحاد بطرفي وكتر خيركم مقدماً.
{ كلمة أعز
بكره إن شاء الله نفتح ملف الصندوق القومي للتأمين الاجتماعي والمؤسسات التي تقع في ظله.. وروتانا سينما مش ح تقدر تغمض عينيك.


تعليق واحد

  1. لست في حاجة أن أؤكد وأعيد وأزيد أن أكثر الفئات التي تستحق الوفاء والتعظيم والتمجيد هي فئة المعلمين، ولست في حاجة أن أكرر وفي أكثر من مرة أقول إنه مهما منحوا من مال أو أسبغ عليهم من الاحترام والتقدير والمكانة العالية فهذا حقهم لا محالة، والأمم التي لا تعترف بفضل العلم والعلماء والمعلمين هي أمم جاحدة لا تقدر الرسالة العظيمة التي يقوم بها هؤلاء.. وعلى فكرة ليست المسألة فقط في تلقين الدروس ولا شرح المواد، فالمعلم يقوم بدور آخر تربوي وإنساني ينعكس على شخصية تلميذه وكم منا من تأثر بطريقة حديث أستاذ ما، ومن لا زالت تتقمص شخصية معلمة أثرت فيها وأعجبت بها، والتلميذ يقضي ساعات نهاره في المدرسة ملتصقاً بمعلمه ومتأثراً به ربما أكثر من التصاقه بأهل بيته أو تأثره بهم، لذلك لا نستطيع بل لا نجرؤ أن ننكر دور المعلم في بناء الأمة أكاديمياً ووجدانياً، لذلك أنحاز دون تردد وأقف في معسكر المعلمين متخندقة معهم في قضاياهم العادلة، وهم قومٌ اختصهم الله بطولة البال والصبر ولا يجأرون بالشكوى إلا إن تكاثر عليهم الظلم، والظلم ظلمات.
    أمس وصلتني رسالة، ليست هي الأولى من نوعها، من معلم بالمرحلة الثانوية بولاية الجزية وتحديداً محلية الحصاحيصا، والرجل أول ما لفت نظري في كلماته الحزن البالغ الذي كادت أن تنفذ منه وتتحول إلى كائن كئيب وتعيس يمشي بين الناس، حيث قال إنهم معلمو ولاية الجزيرة محلية الحصاحيصا ظلوا يعانون ويتجرعون من تأخر مرتباتهم لما يزيد عن الثلاثة أشهر، وإنهم حتى الآن لم يصرفوا فروقات رواتبهم التي صدر قرار بشأنها منذ شهر يونيو الماضي.. هذا لعمري وضع غريب في حق شخص يؤدي رسالته كاملة غير منقوصة، بل إنه يقبض على (الطبشيرة) كما لو أنه يقبض على (الجمر) وفي ظل ظروف اقتصادية ضاغطة تجره جراً إلى التفكير في همه الشخصي، وهو في المقام الأول إنسان ورب أسرة عليه التزامات (تهد) الجبال فكيف نطلب منه أن (يبني) دواخل صغارنا وشبابنا وهو لرقبته الهم (هادي) حيله.
    وأخبرني صاحب الرسالة أنهم في ولاية الجزيرة الوحيدون من معلمي السودان الذين لا يتحصلون على بدلات للسكن أو بدل مواصلات في تفرقة لا معنى لها ولا مبرر، لكن الأدهى والأمر أن تأخر المرتبات هذه المرة فات الحد وثلاثة أشهر مضت على آخر مرتب تقاضوه في وضع غرائبي ومحير يجعلنا نوجه سؤالاً مباشراً للأخ والي ولاية الجزيرة السيد “أيلا” هل معقول أنه لا يعلم هذا القصور الواضح من قبل الولاية تجاه معلمي محلية الحصاحيصا، وما نعرفه عن “أيلا” أنه يعلم (دبيب النملة) في الولاية التي يقودها؟! وهل صحيح أن ملف الفروقات المستحقة لهذه الشريحة قد رفع إلى مكتبه لكنه تحجج بأن المبلغ كبير؟ كيف يكون المبلغ كبيراً لولاية بحجم الجزيرة؟ وكيف يكون المبلغ كبيراً والوالي أنفق إنفاق من لا يخشى الفقر على مهرجان الثقافة؟ وما قلنا حاجة لكن معقولة ترقص المدينة وتنتشي على أنغام “عاصم البنا” و”نانسي عجاج” وفي الحصاحيصا بس هناك المئات من أسر المعلمين نائمين بدون عشاء؟!
    أخي الوالي، استبشرنا بتوليك ولاية الجزيرة وقلنا إن الخير على قدوم الواردين لكن ليس منطقياً ولا معقولاً أن يتم الإنجاز في المباني والشوارع والحدائق، وتهمل أهم ثروة وهي إنسان الولاية، وفي إنسان الولاية ثروته النفيسة ودرره الغوالي، المعلمون المكتوون بنار الظلم.. فهل تضع حداً لهذه المهزلة؟؟!