صلاح حبيب

لمن تمنح التأشيرة الأمريكية؟!


استبشر المواطنون خيراً بعودة منح السفارة الأمريكية السودانيين تأشيرات دخول إلى أراضيها بعد أن عانى المواطنون في الحصول عليها من دول أخرى مثل جمهورية مصر العربية، التي يظل فيها الشخص الراغب في الحصول على التأشيرة لفترة من الزمن وربما تمتد لشهور لتفصل في طلبات المتقدمين.
السفارة الأمريكية بالخرطوم ربما تمنح التأشيرات حسب رؤيتها أو رؤية الشخص الذي يقوم بإجراء المقابلة مع طالب التأشيرة.
بالأمس جاءني الزميل “محمد الحسن الكلس” غاضباً من السفارة الأمريكية، ليس لأنها لم تمنحه تأشيرة الدخول لكن زاد غضبه لأنها أخذت منه رسوماً تقدر بألف ومائة وعشرين جنيهاً رسوم التأشيرة، وقال “الكلس” إنه جاءته دعوة للمشاركة في أحد المؤتمرات المقامة هناك وبعد أن أكمل مطلوبات التأشيرة كافة من تذاكر وملء فورمات تقدر بخمسمائة جنيه حمل كل الأوراق والمستندات والدعوة المقدمة له، لكن وقبل أن تكتمل المقابلة مع موظفة السفارة جاء الرفض دون ذكر الأسباب التي أدت إلى ذلك، وقال إن الموظفة لم تعطه فرصة لشرح كيف جاءته الدعوة وما هو الدور الذي سيقدمه خلال المؤتمر ومدة الزيارة ومتى سيعود للسودان وكثير من التفاصيل غابت عن الموظفة التي استعجلت في رفضها وكأنما الرفض كان جاهزاً، ومع ذلك تسلّمت السفارة المبلغ كاملاً وهو أعلى مبلغ يطلب من طالبي التأشيرة وكان من المفترض أن يؤجل دفع المبلغ إلى حين المنح أو الرفض، لكن أن تتسلم السفارة أكثر من مليون جنيه سوداني بالقديم وترفض منحه التأشيرة ففي هذه الحالة يكون الأمر استهبالاً ليس إلا فالجارة مصر لا تأخذ نظير منح التأشيرة أي مبلغ مالي.. فهل ما تفرضه السفارة الأمريكية من مال لطالبي التأشيرة تعجيز أم أن هناك خدمات تقدم نظير هذا المبلغ؟!
على العموم الولايات المتحدة الأمريكية لن ترضى عن السودان ولا عن المواطن السوداني، ومنح التأشيرة عندها لا ندري إلى أي شيء يخضع هل للشكل أم الاسم أم اللغة أم ماذا؟ كلها أسئلة لا نعرف إجابتها إلا من الموظفين داخل نفس السفارة.
وأذكر أنني خضت تجربة مثل تجربة الأخ “محمد الحسن الكلس”.. ففي العام 1990 فكرت الذهاب إلى أمريكا وجهزت كل المستندات المطلوبة لمنح التأشيرة العربة والمنزل ومبلغ مالي بالبنك، وقتها الإنقاذ في بداياتها وحظر التجول من الساعة الثانية عشرة حتى الصباح ولا توجد طريقة إلا المبيت بالقرب من السفارة، وبالفعل وجدت أحد الأصدقاء نمت عنده وفي الرابعة صباحاً ذهبت إلى السفارة، ورغم أن الوقت مبكر كان عدد طالبي التأشيرة بالمئات ووقفت مع (خلائق) الله في زحمة شديدة ونجحت في تسليم جوازي، وبعد التسلّم طلب منا الحضور إلى المقابلة عند العاشرة فذهبت في الوقت المضروب وبدأت عملية تفتيش شخصي ومنها أدخلنا إلى مكتب للانتظار ريثما يعلن اسمك للمقابلة، وبعد عدة أسماء أجريت لي المقابلة وكاد الموظف وهو من أصحاب البشرة السمراء أن يمنحني التأشيرة لكن جاء شخص أعتقد أنه من دولة جنوب السودان همس في أذنه ولم تمض ثوانٍ حتى أعلن رفضه لطلبي، فتأكدت أن منح التأشيرة لأمريكا تدخل فيه أشياء غير منظورة للعامة.