الفاتح جبرا

بدل فقع مرارة


واحدة من الأشياء التي إعتدت على القيام بها عندما انتقل للكتابة في أي صحيفة هو أن أقوم بوضع رقم هاتفي (الجوال) في إستقبال الصحيفة منبهاً العاملين بها أن يعطونه لأي مواطن يطلبه ، وذلك من منطلق أن الكاتب الصحفي يجب أن يكون ملتصقاً بقضايا وهموم مجتمعه قريباً من المواطنين وفي متناول يدهم يستطيعون توصيل قضاياهم ومشكلاتهم ومعاناتهم له بسهولة ويسر من أجل طرحها للراي العام والمسؤولين خاصة .

ولقد تعلمت لاحقاً من هذه المسألة أنها (سلاح ذو حدين) حد موجب وهو تسهيل الأتصال والتواصل بيني وبين المواطنين لعرض مشكلاتهم وحد سالب (لأنو في ناس ممكن يكرهوك الكتابة ذاتا) !

مناسبة هذه الرمية كما يقو الصديق البروف (البوني) هو مهاتفة تلقيتها ظهر أمس ، ما أن رن الهاتف (الرقم غير معروف لي) حتى قمت بفتح الخط فجأني من الطرف الأخر صوت رجل يبدو أنه قد تعدي مرحلة الشباب :
– إنتا الفاتح جبرا ساخر سبيل
– معاي منو لو سمحتا
– (تجاهل السؤال ودخل طوالي في الموضوع) : عمودك الأخير بتاع النصائح ده !
– (في إستغراش) مالو عمودي؟ فيهو شنو؟
– قلتا ليا الزول الكاتب الستين نصيحة ده إسمو روبن منو؟
– (روبن شارما) ؟
– وده شغال شنو؟
– الزول ده خبير في التنمية البشرية وتطوير الذات وعمل النصائح دي عشان نحيا حياة جميلة وكده ! المشكلة وين؟
– بقيت تجيب لينا نصائح الكفار والنصارى كمان !
– يا خ ما تزعل لو ما نفعت معاك مافي زول جابرك عليها طنشا طوالي
– إنتا تجيب لينا نصائح الكفار ليه ما تجيب لينا كلام الصحابه ناس بن عباس !
– والقال ليك أنا ما بجيبو منو ؟ قاعدين نجيب كلام الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين .. إنتا قريت كل الحاجات الأنا كتبتها عشان تقول كلامك ده !
– (طبعن ما عرف يرد) : – مواصلا- تجيب لينا في نصائح الكفار ؟ المسلمين ديل ما عندهم نصائح؟
– ياخي قلتا ليك كتبنا .. إنتا جاوب على سؤالي إنتا قريت كل الأنا كتبتو ولقيتني ما كتبتا !!
– (رايح تاني) : تجيب لينا النصراني الكافر ده ينصحنا ؟
بالطبع فقد قمت بقفل الخط إذ كنت خارج البيت ولم أكن أصطحب معي أدوية سيولة الدم والشرايين والسكري والقلب !
قبل أن أواصل في المقال بالله عليكم الواحد هسه يسوى شنو؟ هذا النصراني الكافر (كما تم نعته) إجتهد في مجال التنمية الذاتية وتطوير الذات وقام بتأليف 11 كتابا في هذا العلم الحديث نسبياً وها هو يقدمها للعالم أجمع (دون فرز) من أجل أن يكون المجتمع (أي مجتمع) مجتمعاً إيجابيا وناجحا ولم يدع في نصائحه (الستين) التي قمنا بترجمتها إلى معصية أو فجور أو عصيان بل أن معظم نصائحه قد دعانا إليها ديننا الحنيف فها هو ينصحنا أن نستخدم فضيلة الشكر ( كن جادا حول مفهوم الشعور بالإمتنان والشكر تجاه الآخرين) والصبر والحمل (كن صبورا) .. ويدعونا إلى البر بالوالدين (أكرم والديك وعاملهما بالحسنى) وعدم التكبر والمشي بخيلاء(كن متواضعا في مشيتك ) والكثير الكثير !!
لا أدري ما هي وجهة نظر الأخ المتصل ؟ هل يريد منا أن نرفض أي شيء لا يصدر من غير المسلمين؟
على الرغم من أنه يخاطبني (بموبايل) أخترعه مارتن كوبر المهندس الأمريكي (الكافر) ، هل يعلم (أخونا ده) إنو معظم الإختراعات البشرية في كافة مناحي الحياة (عملوها كفار) وإنو (الحقنة الطبية الوااحدة) دي أخترعها يهودي إبن ستين كافر وهو (بنجامين روبن) فهل سوف يتوقف عن أخذ الحقن إن تعرض لمرض؟
ثم إنو كل تلك النصائح التي ذكرها (روبن شارما) تتعلق بالحياة الحديثة كنصيحته التي تقول :
– (قم ببيع جهاز التلفاز الخاص بك) وهذه نصيحة لا يمكن أن يسديها لنا شخص في العصر الإسلامي الأول إذ لم يكن هنالك حينها بسوق عكاظ أجهزة (واي فاي) !

– كسرة :

– العبدلله يفكر بمطالبة إدارة الصحيفة ببدل (فقع مرارة) .. هااات الحبوب ياااا ولد !!

كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+و
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووووووو) +(وووووووووووو)+و


تعليق واحد

  1. يا أستاذ جبرا ما ظننتك لا تستطيع أن تفرق بين الإختراع والإبتكار وبين الأخلاق مع انو الفرق واضح وكبير وليس من الضروري أن يكون هناك إرتباط بينهما…والمعروف الإنسان يولد وارث جينات الذكاء والإبداع لكنه يكتسب أخلاقه من البيئة المحيطة به…فيجب علينا كمسلمين ان نأخذ إختراعهم الذى يفيد البشرية في المناحي الحياتية ونترك أخلاقهم التى لا تناسب بيئتنا ولا ديننا.