تحقيقات وتقارير

الأمين العام للجامعة العربية .. جدل الترشح والهوية يتجدد ..!!


تشهد جامعة الدول العربية في الأسابيع القليلة القادمة انتخاب أمين عام جديد لها خلفا للمصري نبيل العربي الأمين العام، في وقت أعلنت فيه جامعة الدول العربية أنها تلقت مذكرة رسمية، من مصر بترشيح وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط لتعيينه في منصب الأمين العام للجامعة العربية للسنوات الخمس المقبلة خلفا للعربي، الذي أعلن رغبته في عدم التجديد لولايته التي تنتهي في 30 يونيو المقبل.

امتناع سعودي

وحملت الأنباء من العاصمة المصرية أن القاهرة تكثف جهودها الدبلوماسية لإقناع الدول العربية بقبول ترشيح مصر وزير خارجيتها السابق أحمد أبو الغيط لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، خلفا لنبيل العربي الذي اعتذر عن قبول تجديد ولايته، في حين امتنعت الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية عن دعم هذا الترشيح حتى الآن. ويزداد الغموض حول أمين عام الجامعة العربية المقبل، مع اقتراب موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم الخميس لمناقشة وربما التصويت على المرشح للمنصب. بالمقابل يتداول دبلوماسيون عرب احتمال أن ترشح السعودية سفيرها في القاهرة أحمد قطان ليصبح أول أمين عام للجامعة العربية غير مصري في القاهرة.

لماذا مصر..؟

ومنذ قيام الجامعة العربية في العا 1945اتخذت العاصمة المصرية مقرا لها وظل الأمين العام مصريا.

ومنذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945 شغل مصريون منصب الأمين العام باستثناء التونسي الشاذلي القليبي الذي شغل المنصب عام 1979 بعد نقل مقر الجامعة إلى تونس احتجاجا على اتفاقات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. وعادت الجامعة العربية إلى القاهرة عام 1990، ولكن هل ينص دستور أو ميثاق الجامعة بذلك؟.. الواقع يقول لا ..ففي عام 2005 م الجزائر بدعم من العراق قد أثارت قضية تدوير منصب الأمين العام للجامعة، بترشيح عبد العزيز بلخادم وزير خارجيتها للمنصب، لإنهاء العرف السائد بأن يكون الأمين العام للجامعة العربية من دولة المقر، غير أن هذه المحاولة أجهضت وقتها بتنسيق مصري سعودي سوري، وتم تجديد ولاية ثانية لعمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة حتى 2011.

وبحسب إفادات الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى لصحيفة مصرية – الأربعاء- فإن هناك اتفاقا عربيا على أن يكون الأمين العام مصريًا، وأن ترشح مصر من تراه كفء لهذا المنصب .. ولا يوجد معركة سياسية في هذا الشأن.

الفقي والعطية

وفي الدورة السابقة عام 2011م كاد ترشيح مصر للسفير السابق وسكرتير الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك, مصطفى الفقي لمنصب الأمين العام للجامعة أن يعصف بالعلاقة بين مصر من جانب وقطر والسودان من جانب آخر واللتين اعترضتا على ترشيح الفقي لتهكمه عليهما، فقامت قطر بموازاة ذلك بترشيح عبد الرحمن العطية الأمين العام السابق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لتولي منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفا لعمرو موسى، ولم تجد مصر حينها بد قد سحب ترشيح الدكتور مصطفى الفقي وترشيح الدكتور نبيل العربي لهذا المنصب، وهو أمر أرضى قطر والسودان فتم سحب ترشيح العطية، ليفوز العربي بأمانة الجامعة العامة.

انتخابات الخلافات:

وفي السياق يقول السفير الرشيد أبوشامة أستاذ القانون الدولي بالمعهد الدبلوماسي بجامعة الخرطوم في حديثه “للصيحة”: استبعد أن تحدث خلافات بين بعض الدول العربية ومصر في انتخابات جامعة الدول العربية المقبلة معزيا ما حدث في السابق مواقف مرشح مصر من دولتي السودان وقطر، إلى موقفهما من المرشح (الفقي) نفسه وعن تحليله للموقف المصري من عاصفة الحزم والأزمة السورية ومدى تأثير ذلك على مرشح مصر، ذكر أن العلاقات السعودية المصرية ليست بالسوء الذي يصوره الإعلام هنالك مصالح مشتركة كبيرة ومن الصعب أن تخسر المملكة العربية السعودية في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها .

دولة مقر

ولم يذهب أستاذ الإعلام والعلوم السياسية بجامعة شرق النيل الدكتور عبداللطيف محمد سعيد عن ما ذهب إليه السفير كثيرا فهو يرى – وفق حديثه “للصيحة” – أن منصب الأمين العام تتولاه مصر بحكم تبنيها للقضايا العربية منذ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إضافة إلى أنها دولة مقر لكن الآن الوضع اختلف فالدول العربية أصبحت تنظر إلى مصالحها برؤية تختلف عن مصر، وأصبحت تتمتع بعلاقات دولية واسعة مضافا إليها الإمكانات الاقتصادية والعسكرية الكبيرة وكذلك التغيير الجذري في التفكير والنظرة للقضايا الإقليمية والدولية إذا هي أصبحت تمتلك عناصر القوة في حين فقدت مصر جزءا كبيرا من نفوذها فأتوقع إذا لم تتنازل مصر من بعض مواقفها في الأزمة السورية تحديدا ربما ترشح السعودية أمينا عاما من طرفها وأتوقع دعما كبيرا لمرشح السعودية من الدول العضوة بالجامعة.

أين السودان؟

وقد يسأل سائل عن موضع السودان من انتخابات الجامعة العربية في حديثه “للصيحة” أوضح السفير الرشيد أبوشامة أن السودان حظي بمنصب مساعدين للأمين العام في بداية الثمانينيات من القرن الماضي وشغل هذا المنصب السفير مهدي مصطفى والسفير أحمد السيد حمد، مما يؤكد أن السودان موجود داخل الجامعة ومواقفه مؤثرة كما حدث في رفض مرشح مصر مصطفى الفقي في الدورة الماضية لكن فرص نجاحه في حال ترشيحه لأحد لشغل هذا المنصب ضعيفة لأسباب تعود إلى تاريخ انضمام السودان للجامعة العربية واعتراض بعضها على ذلك لكنني أرجح أن تسعى الأطراف إلى كسبه بجانبها أن حدث تنافس بين الدول لكني استبعد حدوث ذلك، لكن الدكتور عبداللطيف يرى غير ذلك فهو يرجح حدوث خلاف مع السعودية لمواقف مصر من الأزمة السورية على الأقل وعلى الرغم من تحسن علاقات السودان مع مصر، لكن مصلحة السودان تتطلب وقوفه مع الجانب السعودي لأن مصالحه الاقتصادية على الأقل مرتبطه بها بصورة كاملة خاصة وأن علاقات السودان بالسعودية شهدت تطورا غير مسبوق في الآونة الأخيرة وهو أمر يرجح بأن يلعب السودان دورا وفاقيا مع الدول وأن يحافظ على علاقاته مع الجميع وهو مؤهل للقيام بهذا الدور.

 

الصيحة