سياسية

ديبي في الخرطوم .. تحسب سوداني تشادي لمواجهة داعش


النظرة التقليدية السائدة في السودان تجاه تشاد بأنها الدولة الأقرب إليه من كل الدول المجاورة له من الناحية الغربية بحكم التداخل الذي بينهما بكافة أشكاله العرقي والثقافي والجغرافي والاقتصادي بما يمكن من بناء قاعدة تعاون صلبة، فالملف الأمني يتصدر قائمة هذا التعاون المبني على هذه الروابط التي تجمعهما باعتبار أن الأمن يشكل أبرز الهموم المشتركة كواحد من أكثر القضايا حساسية خاصة في السنوات الأخيرة بعدما تغيرت وتطورت طبيعة الجرائم التي تتم في الحدود والتي كانت تصنف ضمن الجرائم العادية التي تحدث من قبل قطاع الطرق ودائماً ما يتم حلها في الإطار التقليدي، والآن يظل الحفاظ على الأمن هو الهاجس الأكبر في الهموم المشتركة للبلدين سواء على الحدود أو داخل أي منهما، وأضحى أولوية قصوى في القضايا المشتركة لجهة ان الاستقرار الأمني أساس التنمية ما دفع الطرفين لتوقيع الكثير من البرتوكولات الأمنية ونشر قوات مشتركة على الحدود بعد التوترات التي شابت العلاقات بين البلدين في الفترة السابقة..

داعش وبوكوحرام

قضية دارفور لا زالت تصنف باعتبارها اكبر القضايا التي تتطلب حلاً جذرياً حتى تحقيق الأمن والاستقرار في البلدين للحفاظ على العلاقة بينهما خاصة وأن تشاد تنظر للسودان بأنه المنفذ الوحيد لها إلى البحر الأحمر، وهذا ما عبر عنه صراحة الرئيس التشادي خلال زيارته أمس الأول بتخصيص مساحات في ميناء بورتسودان لصادرات وواردات تشاد. ورغم حديثه السياسي والاقتصادي، إلا أن تصريحات ديبي الأخيرة في الخرطوم لم تغب عن الهواجس الأمنية التي بدت ظاهرة ، ولاسيما التوتر الذي تشهده الجارة المشتركة ليبيا التي تنشط فيها جماعات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، كما لم تغب عن المشهد جماعة بوكوحرام التي تنشط في دولتي نيجيريا والكامرون المجاورتين لتشاد، وهنا يبرز بوضوح ما أعلنته الدول الغربية سابقاً بإعدادها لمهاجمة معاقل الجماعات الإرهابية في ليبيا، لياتي السؤال هل جاء ديبي للسودان لمزيد من إحكام إغلاق الحدود في وجه هذه الجماعات ومنعها من التسلل إلى داخل أراضي البلدين في حال تضييق الخناق عليها في ليبيا، أم ما الدوافع الحقيقية لذلك؟

تعاون مشترك

في السياق أبان المحلل الاستراتيجي والخبير في الشؤون الافريقية بروفيسير حسن مكي في حديثه لـ(الصيحة) أمس أن علاقة تشاد بالسودان صارت أكثر قوة بعد مشاركتهما في التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية وهما يشاركان بقوات بعدد مقدر في حربه التي يقودها في اليمن.

ويرى مكي أن الاتفاقيات التي وقعها الرئيس التشادي مع السودان في زيارته الأخيرة إلى الخرطوم تمخضت عن تخصيص مساحات لصادرات وواردات بلاده التجارية في ميناء بورتسودان، وأنها جاءت بتوصية من الملك سلمان حتى يتيسر أمر تشاد التجاري، وتنقل بضائعها عبر موانئ السودان. ويضيف مكي: وهناك أيضاً قضية بوكوحرام التي هي ممتدة بين الكاميرون وتشاد ونيجيريا والسودان، وهي من القضايا التي تحتاج لمراجعة ومعالجة أمنية، بجانب الموقف الثابت والمؤثر للرئيس ديبي في قضية دارفور خاصة وأن شهر مارس الحالي سيشهد جولة مباحثات جديدة بين حكومة السودان وحركات دارفور المسلحة، وهذه تحتاج لدفعة من الرئيس ديبي بعد وفاة د. الترابي، خاصة ما يلي جانب حركة العدل والمساواة التي يقودها د. جبريل إبراهيم وغالبية منسوبيها من الزغاوة.

تحالف دولي

ويزيد بروف مكي بقوله:(واضح أن الرئيس ديبي قد أبدى تعاوناً بمساندة جهود الحكومة السودانية في الوصول لاتفاق مع الحركات التي تربطه بها علاقة سواء في السابق أو الآن، وذلك بإقناعها بالاندماج في الحوار الوطني لجهة أن مخرجاته ذات وجهين، خارجي وداخلي، مبينا أن الصفحة الداخلية لن تكون ذات فائدة وجدوى كبيرة إن لم تتكامل معها الصفحة الخارجية، وعن علاقة الزيارة بالحرب التي يعتزم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب شنها على جماعة الدولة الإسلامية (داعش) وحصارها في ليبيا، قال مكي إن بوكوحرام وداعش، وكل الحركات الإرهابية الدولية موصولة ببعض وإنهم الآن يستغلون المقاتلين السودانيين في عملياتهم التي يشنونها.

طابع أمني

القيادي بالمؤتمر الشعبي وعضو هيئة محامي دارفور بارود صندل في سياق رده على سؤال الصيحة فيما إن كانت زيارة الرئيس التشادي للسودان تحمل في طياتها الطابع الأمني أكثر من التجاري الذي كان أكثر وضوحاً في التصريحات التي أدلى بها دبي للإعلام، أفاد أن الجانب الأمني بالقطع يأخذ الحيز الأكبر في أجندة هذه الزيارة لجهة أنه أكثر القضايا التي تشغل الدولتين في الوقت الراهن باعتبار أن حدودهما مع ليبيا أصبحت مفتوحة بعد الاضطرابات التي شهدتها بسبب التصعيد الأخير بين الفرقاء في الدولة الليبية، مما أفسح المجال لكثير من الحركات الإسلامية الراديكالية أن تتخذها كمنفذ خاصة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتزيد من نشاطها الذي يعتبر مهدداً أمنياً إضافياً لنشاط بوكوحرام التي تنشط في نيجيريا والكامرون.

أكثر حرصاً

ويضيف صندل بأن كل هذا يجعل دولتي السودان وتشاد تزيدان من حرصهما وزيادة تعاونهما في الجانب الأمني حتى تكون المنطقة الحدودية بينهما آمنة وشبه خالية من تحرك لهذه الجماعات، وهذه التنظيمات التي يشكل تسللها لداخل حدود إحداهما خطراً أمنياً، لذلك زيادة التعاون الأمني بينهما يمكن أن يساعد في السيطرة على أي انفلات في حدودهما، وهذا ما يحمل الرئيس دبي والرئيس البشير على تكثيف اللقاءات بينهما.

خطر ماثل

عموماً يبقي الملف الأمني هو الأبرز في هذه الزيارة بتوقيتها والظروف الأمنية المحيطة به كدليل على تطور العلاقة بين البلدين التي تخطت مرحلة التطبيع التجاري للتعاون الأمني أمام خطر داعش الماثل في ليبيا لمنعه من التمدد للعمق الأفريقي الذي إن دخله سيجد فيه أرضية أكثر خصوبة وثباتاً من الشام وساحل المتوسط الذي يقابل أوروبا التي تشن حربها عليه.

 

 

 

الصيحة


تعليق واحد

  1. رجاء أبعدو عن العناوين الرنانة ديبى ورط نفسه فى حرب لا ناقة له فيها ولا جمل فكان أن عرفت داعش كيف ترد له التحية مثى وثلاث ورباع أبعدو عن داعش نحنا ماشين بالبركة لو داعش قبلت عليكم خمو وصرو الجزائر بكل امكانياتها لم تدخل فى صدام مباشر ضد داعش رغم وجودها على حدودها 1200 كلم بالعسك ما فتئت ليل نهار تحذر من أستخدام القوة ضدها لانها تعلم علم اليقين أنها أن تدخلت ستصلها النيران وان رفضت ستغضب الغرب فرجاء خلونا فى حالنا الفينا مكفينا نحن الدولار ما قدرنا عليهو يعنى نتم الناقصة ويبقى (سوق أسود) و(رآيات سوداء) اللهم أحفظ العباد والبلاد من كيد هؤلاء وشر أولئك