منوعات

بعد استطلاع بصيرة.. الطب النفسى يؤكد:ضرب الزوجات سيخلق جيل من المرضى


صراخ وجروح وأذى نفسى وبدنى، هذا ما يحدث حين يقوم زوج بضرب زوجته فى المنزل، مشهد ربما اعتدنا أن نراه فى غالبية المنازل فى قرى ومحافظات مصر المختلفة، ويظل هذا المشهد عالقًا فى ذهن الأطفال الصغار وكأنه طُبع بأذهانهم ما يسبب بالطبع ألم نفسى لهم ويؤثر فى سلوكياتهم عندما ينضجون. وحسب استطلاع أجراه المركز المصرى لبحوث الرأى العام “بصيرة” فإن 25 بالمئة من السيدات المصريات يجدن ضرب الزوج لزوجته إذا خرجت دون إذنه مقبول، سبب ربما يراه الكثير منا تافهًا، لكنه يعتبر كبيرًا لدى بعض العائلات والقبائل خاصة من يستند منهم إلى الدين. وفى هذا الشأن قال الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى إن من حق العائلات والزوجات مهما تعددت ثقافتهم أن يختلفن حول أهمية الاستئذان من الزوج قبل الخروج من البيت أم لا، فبعض النساء ترى أنها واجبة بينما ترى البعض الآخر أنه من الطبيعى أن تخرج من المنزل دون إذن زوجها وفى هذا اختلاف مباح. وأضاف المهدى لـ”اليوم السابع” أن مهما تعددت قناعتهن بضرورة الاستئذان أم لا، ينبغى عليهن جميعًا أن يدركن أن التعامل بالضرب أى بالعنف غير مسموح به إطلاقًا وغير مفضل، مؤكدًا أن هذا يأتى من النساء فى المقام الأول والبيئة التى نشأت فيها، فيمكن حل جميع المشاكل العالقة بين الأزواج بالنقاش فقط وليس بالضرب والعنف. “نوع من الإهانة” هكذا وصف الدكتور محمد المهدى نسبة الـ25 بالمئة من الزوجات اللاتى توافقن على الضرب، فالضرب لأى شخص وليس المرأة فقط يعد نوعًا من التقليل وأسلوب غير جيد يهدر الكرامة، قائلا بعض الناس تستند وتستقوى بأية “اضربهن” فترى أن الضرب هو تطبيق للشريعة، وهذا خطر يداهم الأجيال القادمة ويخلق منهن مرضى نفسيين. ووفقًا لما ذكره المهدى أن نسبة من 50 إلى 60 بالمئة من السيدات يتعرضن للعنف من قِبل أزواجهن، و 23 بالمئة من الأزواج يتعرضون للضرب من قبل زوجاتهم، وهذا يسبب قهر نفسى للأطفال شديد. بينما علقت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع على هذه النسبة قائلة أن مسألة ضرب الزوج لزوجته هى كثيرة فعلا فى المجتمع المصرى، لكنها بين فئات متدنية اجتماعيًا، فكلما أصبحت الطبقة فقيرة كلما اقتنعت المرأة تمامًا أن ضرب زوجها لها أمر طبيعى، كما أن هناك اعتبارات أخرى للزوجة التى توافق على ضربها، فأغلب هؤلاء السيدات لم يتلقوا تعليم أو أنهم يرون أنه شرعًا يجوز ضربهن. وأضافت خضر لـ”اليوم السابع” أن ضرب الأزواج لزوجاتهم يمثل خطر مجتمعى شديد، فالأطفال حين يرون والدتهم تُضرب أمامهم يتأثرون نفسيًا وينشئون على هذا المبدأ، مما يجعل العنف يزداد فى الأجيال القادمة بشكل يصعب محاربته. وناشدت خضر السيدات فى مختلف قرى ومحافظات مصر بضرورة أن يتبعن النقاش لحل المشاكل بينهن وبين أزواجهم، بدلًا من الأساليب العنيفة التى تؤذيهن وتؤذى أطفالهن.

اليوم السابع