مقالات متنوعة

عصام جعفر : تماسيح في سرادق العزاء


> كلهم كانوا هناك..
> مثل المريب يكاد يقول خذوني.. ومثل المجرم يحوم حول مسرح الجريمة
> كلهم كانوا هناك في سرادق عزاء شيخ حسن جاءوا بعيون خافتة البريق يبحون عن موقف يظهرهم ويريح ضمائرهم التي ماتت من زمن بعيد
> غادرت ضمائرهم أجسادهم الفانية منذ زمن بعيد وعندما إنتابتها صحوة مفاجئة لم تجدهم فكتبت على حائط مبكاهم ( حضرنا ولم نجدكم) الإمضاء ضميرك الغائب..
> كانوا الأكثر حضوراً والأكثر إنتحاباً وبكاءاً يظنون أن دمعهم سيطهرهم وسيخدع فراسة المؤمنين الطيبين الذين جاءوا لوداع شيخ حسن بقلب حسن بينما جاءوا وهم تطاردهم لعنة ماضيهم الخبيث ومواقفهم الجبانة
> كلهم كانوا هناك.. الخائن والغادر والجبان المتردد وحتى (السجان)..
> جاءوا تتبعهم كلماتهم الباردة وقصائدهم العجماء غير المفصحة فأدرك الناس بوضوح معنى أن ينزع الحياء من أحد فتظل عورته بائنة بين الناس .
> جاءوا يطلبون العفو والغفران والتوبة بعد أن فات زمان التوبة ورفعت الأقلام وجفت الصحف وكتبوا عند الشعب والناس من المنافقين والكذابين والأفاقين الذين تنكروا لوعودهم وخانوا مواثيقهم وقلبوا ظهر المجن لرجل عمل من أجلهم كل شئ وعلمهم كل شئ حتى كيف يضعوا ربطة العنق لكن أعناقهم لم تحمل بيعة الشيخ ولا وصيته ولا تعاليمه!!
> الذين تنكروا لشيخ حسن في حياته هل يمكنهم الوفاء له بعد مماته..كلا والله لكنها التماسيح إعتادت أن تذرف دموعها الكاذبة بعد كل ضحية..