مزمل ابو القاسم

الدفاع عن الباطل صعب


* لم أستغرب دفاع د. صلاح محمد إبراهيم عن د. مأمون حميدة، فالرجل يكتب في صحيفة مملوكة لمأمون حميدة، ويعمل عميداً لكلية تتبع لجامعة يمتلكها مأمون حميدة.
* صلاح لم يكتف بتبني آراء مخدِّمه والدفاع عنه فحسب، بل سار على دربه، واقتفى أثره في الإساءة للصحافيين ووصفهم بالجهل، عندما كتب أمس مدعياً أنهم (يجهلون الفرق بين الطبابة والتثقيف الصحي)!
* سنتعامل مع ما كتبه الدكتور صلاح بطريقة المثل الذي يقول (مجبورة خادم الفكي على الصلاة)، ونعتقد أنها ليست صدفة أن تنشر الكتابات المدافعة عن حميدة في الصحيفة المملوكة لحميدة، وأن تصدر آراء مساندة لهذا الوزير من كُتاب تربطهم به علاقة عمل أو قربى.. لا غرابة!
* زعم الدكتور صلاح أن الوزير أورد أرقاماً موثقة حول الأخطاء التي ترتكبها الصحف في تغطياتها للقضايا الصحية، وأن تلك الأرقام مأخوذة من المكتب الإعلامي للوزارة، ونحن نحيله إلى ما ذكره الدكتور المعز حسن بخيت مدير إدارة الإعلام في الوزارة نفسها لصحيفة (السوداني)، عندما أورد إحصائيات، أفادت أن (70%) من الأخبار التي نشرتها الصحافة عن وزارة الصحة بولاية الخرطوم كانت صحيحة ودقيقة، وأن (90%) مما أوردته الصحف صدر من إدارة الإعلام نفسها، فعن أي إحصائيات وأي أرقام موثقة تتحدث يا رجل؟
* يبدو أننا نعيش زمناً يزدري فيه أساتذة الجامعات أبسط قواعد البحث العلمي ويغيبون فيه الحقائق، سعياً للاقتصاص للذات والدفاع عن الباطل بكل قوة عين.
* زعم الدكتور صلاح أن الصحافة يفترض أن تتطرق إلى قضايا الصحة من منظور قومي، ولا تحصي كل صغيرة وكبيرة تتعلق بخطوات حميدة، وكأنما هو الوزير الولائي الوحيد للصحة في السودان.
* وزيرك يا سيدي تحدث على الملأ مؤكداً أن مستشفيات العاصمة تعالج ما نسبته (60 إلى 70%) من مرضى السودان، مضافاً إليهم مليوني أجنبي، ومن الطبيعي أن تهتم الصحافة بتقييم أداء من يزعم أنه يعالج كل ذلك العدد المهول من المرضى.
* هل سمعت بأي وزير صحة ولائي أساء إلى الصحافة، أو زج بنفسه في ما لا يعنيه؟
* هل بادر أي منهم بالحديث عن ما لا يليه بخصوص قضايا الصحة مثلما فعل من تدافع عنه في صحيفته؟
* الخرطوم هي العاصمة والنموذج، ويفترض في مستشفياتها أن تقدم أفضل خدمات علاجية في السودان.
* إذا ساءت خدمات الصحة في العاصمة وتواضعت فلن يتوقع أحد أن يتم تجويد تلك الخدمات في الولايات والأطراف البعيدة، علاوةً على أن بقية وزراء الصحة الولائيين لا ينظمون الندوات وورش العمل لاستغلالها في الإساءة للصحافيين، ولا ينازعون وزارة الصحة الاتحادية في صلاحياتها، مثلما يفعل وزيرك الهمام.
* لولا النقد الإيجابي الذي كتبته الصحافة في حق وزيرك لما بادر والي الخرطوم بتفقد بعض مستشفيات العاصمة من دون أن يصطحب معه وزير الصحة، ولما زار الوالي مستشفى الشعب التعليمي ليجد بعض المرضى القادمين من الولايات موضوعين على نقالات، لعدم توفر أسرَّة لهم في المستشفى المذكور.
* لولا الصحافة لما عرف الوالي بوجود أزمة في الأسرَّة، وأزمة في الأطباء، وأزمة في الأجهزة الطبية، وقصور مريع في الخدمات المتعلقة بالعلاج في مستشفيات العاصمة.
* هؤلاء المرضى ظهيرهم الأول وسندهم الأقوى هو الصحافة الحرة، التي تكتب للمصلحة العامة، وليس لإرضاء أولياء النعم والمخدمين.
* الوزير الذي تدافع عنه بلا وجه حق خبير في الأمم المتحدة، ترى كيف سيكون رأي تلك المنظمة الدولية فيه لو علمت أن وزارة يشرف عليها خبيرها لا تأخذ من الدواء المخصص للأطفال دون الخامسة إلا ما نسبته (33%) فقط، وتترك (67%) منه مكدساً في المخازن، بدلاً من صرفه لمستحقيه بالمجان؟
* ماذا ستقول لها لو أنها علمت أن الخرطوم (العاصمة) حلت في المرتبة الأخيرة في نسبة صرف الدواء المذكور للأطفال دون الخامسة بين كل ولايات السودان؟
* تقرير رسمي (نمتلك نسخة منه) أفاد وجود (46) دواءً مجانياً لا تأخذه وزارة الصحة بولاية الخرطوم لتصرفه لمستحقيه، وتقرير رسمي آخر أفاد أن وزارة حميدة لا تصرف سوى (47) صنفاً من مجمل (196) دواءً للطوارئ لمستحقيها، هل تعلم لماذا يتم ذلك؟
* أدوية مجانية مخصصة للأطفال، وأدوية طوارئ مماثلة لا تصل إلى مستحقيها كي تتمكن وزارة الصحة الولائية من تصريف أدوية (صندوق الدواء الدائري)، الذي يرأس مجلس إدارته الوزير الذي تدافع عنه بلا وجه حق.
* إننا نطالب السيد والي الخرطوم تكوين لجنة تحقيق لمعرفة المصارف التي تنفق فيها أموال ذلك الصندوق، ونطالب المجلس القومي للصحافة الكشف عن هوية الجهة التي مولت نفقات (ندوة نبذ الصحافيين)، ونتمنى أن تبادر إدارة فندق (كورال) بتحديد هوية الجهة التي سددت نفقات ورشة تسبب من نظمها في فشلها، لأنه وظفها لـ(فش غبينته) على حساب الهدف الذي نظمت من أجله الندوة الفاشلة.
* الدفاع عن الباطل صعب يا دكتور الصحافة الذي يزدري أبجديات البحث العلمي، ويورد معلومات (مضروبة) ليدافع بها عن حميدة في صحيفة حميدة.
* أطرف ما كتبه الدكتور صلاح يتعلق بزعمه أن من يتناولون قضايا الصحة ينبغي أن يكونوا من الأطباء.
* لو سلمنا بمنطقه البائس فستضطر الصحف لتوظيف مهندسين للكتابة عن قضايا الهندسة، وزراعيين للكتابة عن أمور الزراعة، وقانونيين لتناول القضايا المتعلقة بالقضاء ومهنة القانون، ولتم تفريغ الصحف من الصحافيين، لأنهم لن يجدوا ما يكتبون عنه، ما خلا قضايا الإعلام.. (ده اسمو كلام)؟
* إذا كان من يعملون في مهنة الصحافة ليسوا مخولين بالكتابة عن قضايا الصحة كما تهرف، فلماذا تكتب أنت عنها يا دكتور الصحافة؟
* هل تعمل طبيباً (من ورانا ونحن ما عارفين)؟