أم وضاح

زيارات لا بد منها!!


مهما كانت سرعة التقارير أو دقة صياغتها أو شفافيتها العالية، فهي ليست بالتأكيد البديل الأمثل للزيارات الميدانية التي يفترض أن تكون مسلكاً طبيعياً وروتينياً لأي مسؤول، وليست هي أصدق أنباء من شوف العين وسمع الأضان، والمسؤول في الزيارات الميدانية يتوفر له المواطن بكل آلامه وأحلامه وأسئلته واستفساراته. أمس وصلتني دعوة من الإخوة في إعلام الولاية بشأن حضور مؤتمر صحفي يعقده السيد الوالي من داخل مستشفى حاج الصافي، وهو كما جاء في نص الرسالة لقاء صحفي مفتوح للمكاشفة والوضوح يتناول فيه الأداء الصحي بالولاية، وهذه الزيارة أعتقد أنها موفقة من حيث المكان والزمان. ومستشفى حاج الصافي واحد من المستشفيات الذي أصبح قبلة لشريحة كبيرة من المواطنين في محلية بحري حتى حدودها الشمالية، وفيه العديد من الأقسام للجراحة والنساء والتوليد والحوادث أو الطوارئ، وبالتالي فإن الإقبال عليه من جموع المواطنين يجعله مؤسسة تؤدي عملاً ضخماً على مدار الدقيقة واليوم والثانية، لذلك يصبح النموذج الأمثل لدراسة وتقييم تجربة تفكيك المستشفيات الكبيرة واتجاه الدولة للمستشفيات الطرفية. وحاج الصافي نموذج لها والزيارة مناسبة من حيث الزمان لأنها جاءت بعد الهجمة الانفعالية غير الموفقة من بروف “مأمون حميدة” على الصحافة والصحفيين، وإبداء شعور عدائي غير مبرر تجاه الصحافة ووصمها باتهامات لا أساس لها من الصحة، وكأن بروف “حميدة” يريد للصحافة أن تكون بوقاً يردد ما يقوله عن الإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهده رغم أنف القصور والإخفاق الذي لا يحتاج إلى دلائل وإثباتات، وبالتالي فإن لقاء الوالي بالصحافة في مؤتمر مفتوح كما جاء في الدعوة سيجعل “حميدة” تحت مرمى النيران وأمام الوالي نفسه وعلى نفسها جنت براقش. بالمناسبة وبحكم سكني أكاد أكون أعرف تفاصيل كثيرة عن مستشفى حاج الصافي، بل كنت مرافقة لفرد من الأسرة في عنبر الطوارئ قبل أسبوعين وكنت شاهد عيان على مستوى النظافة والبنية الصحية داخل المستشفى، وما عايزة أسبق الأحداث وأقول إنني ربما أشاهد اليوم مشهداً آخر ليس هو الطبيعي أو المعتاد بحكم أن المؤسسات الحكومية في العادة بتتقشا وتترشا فقط عند زيارة المسؤولين، وفي ما عدا ذلك الحال من بعضه.
في كل الأحوال زيارة السيد الوالي أرجو أن تكون فاتحة شهية لزيارات ميدانية متكررة للمؤسسات الصحية والمؤسسات التعليمية وكل المؤسسات الخدمية التي يفترض أنها عملت لخدمة المواطن وتسيير أحواله، وليس بالضرورة أن تكون هذه الزيارات معلنة أو مرتباً لها حتى يقف الوالي وبنفسه على ما يتعرض له المواطن يومياً في حراكه ومعاملاته، والزيارات وحدها ليست هي الهدف والغاية إذ أن المطلوب بعدها اتخاذ الإجراءات السريعة الحاسمة يعني المؤسسة التي لا يسير فيها دولاب العمل كما ينبغي تصدر في حق موظفيها العقوبات المنصوص عليها في قانون الخدمة المدنية، والمدير الما شايف شغله يتعرض للجزاء والمحاسبة، بل والإقالة إن كان الأمر يستحق ويرقى لذلك.
في العموم سنحرص على حضور هذا اللقاء النوعي متفقدين المستشفى المعروف بالنسبة لنا حارة، حارة وزنقة زنقة وفي انتظار تكرار الدعوة لمؤسسات أخرى.
{ كلمة عزيزة
أعتقد وبعد كل التداول الإعلامي لقضية منع وكالات السفر من إجراءات الحج وبعد أن عرضت شعبة الوكالات قضيتها بشفافية أصبح واضحاً وضوح الشمس أن لهذه الوكالات قضية عادلة، وأنهم قد تعرضوا لظلم واضح بقرار غير موفق وغير مدروس ومتعجل، وهذا القرار سيعرضهم بالتأكيد لخسائر ويعرض أسرهم للضياع، وبالتالي أرجو أن يكون هذا الملف قد تم رفعه بواسطة الجهات المختصة إلى رئاسة الجمهورية لاتخاذ القرار الذي يمنع عن هؤلاء الناس وقوع ظلم باين، لا أدري على أي معطيات استند وزير الإرشاد في إصداره ليؤكد بذلك أن كثيراً من المسؤولين للأسف يفتون في ما لا يعلمون!!
{ كلمة أعز
قرأت قبل أيام إعلاناً في عدد من الصحف قامت بنشره مؤسسة علاجية بالأعشاب تم إيقافها مؤخراً بسبب مخالفات في عملها والشركة لازالت موقوفة عن ممارسة نشاطها، والإعلان فحواه أنها تفتح الباب لثلاثة ألف وظيفة وبرواتب مغرية، فكيف يفسر هذا الإعلان؟ وما هو الهدف من ورائه وأية خطة بدأت تنفذ وهذه أولى الخطوات لذلك؟؟ وكدي النشوف آخرتا!!