رأي ومقالات

ما بين المعتصم والترابي


ترديد الخطباء على المنابر وامعتصماه.. هل هي غيبة وعي أم انتهازية منهج ؟!
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يقول قولاً بيناً واضحاً في إعذار المتأولين من سائر فرق المسلمين إذ يقول: (كذلك سائر الاثنتين وسبعين فرقة من كان منهم منافقًا فهو كافر في الباطن، ومن لم يكن منافقًا بل كان مؤمنًا بالله ورسوله في الباطن لم يكن كافرًا في الباطن وإن أخطأ في التأويل كائنًا ما كان خطؤه) مجموع الفتاوى 7 /218 !!
أخي السلفي الحبيب تأمل هذه المسألة :
1/ هل تعتبر
الخوارج
المرجئة
الجهمية
المعتزلة
الجبرية
الرافضة
القدرية من هذه الفرق الاثنتين وسبعين ؟!
2/ هل تعرف مقالاتهم وعقائدهم هل وقفت عليها ودرستها ؟
3/ هل توافق أستاذ المدرسة السلفية شيخ الإسلام ابن تيمية في أنهم معذرون في ما تأولوا فيه ؟
4/ هل توافق شيخ الإسلام ابن تيمية إمام المدرسة السلفية في أن هذه الفرق مع (شناعة) أقوالهم خطأهم مغفور وبهذا التشديد الحراني التيمي السلفي السني (كائنا ما كان خطؤه) ؟
5/ فوالله العظيم ما قال دكتور حسن عبدالله الترابي أشر من مقالة هذه الفرق وما ذكرتم قولاً له تراه شراً إلا وذكرت لك عن من عذرهم إمام المدرسة السلفية ابن تيمية رحمه الله تعالى قولاً أشر منه فكن منصفاً يا هذا فالحق لا يتجزأ والقاعدة في الاعذار لا يحكمها الهوى فنعذر مخطئاً ونكفر آخر تحت دعاوى مصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان مزقنا به صف الأمة وفرقنا بها جماعتها أصول وفروع احتار المتبنون لهذا التفريق في ضبطه وما يسمونه معلوماً من الدين بالضرورة وقد حاروا في تحقيقه وتحرير مناطه فهذا قدامة بن مظعون صحابي جليل والخمر ينزل حكمها في عهد النبي عليه الصلاة والسلام فيقيم على شاربيها الحد بما لا يخفى على أحد ومضى الخلفاء الراشدون من بعده يقيمون الحدود على الشارب بما سارت به الركبان وعرفه راعي الضأن ومع ذلك استحلها قدامة بتأويل تأوله فلم يكفره عمر بن الخطاب رضي الله عنه بل عذره وحاوره ألم يكن تحريم الخمر من المعلوم من الدين بالضرورة على حسب توصيفكم له !! فهذه هي السلفية الحقة وهؤلاء هم السلف الصالحون يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (القول المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين: أنهم لا يكفرون، ولا يفسقون، ولا يؤثمون أحدا من المجتهدين المخطئين لا في مسألة عملية ولا علمية.الفتاوى” (19/ 207) !! فعن مصادر السلفية نهلت كلامي هذا وباللغة التي تعرفون خاطبتكم وستظل دعوتي وجوب اعتصام المسلمين على قاعدتين التسليم للنصوص واعذار المتأولين فهذه قاعدتي أطردها لا استثني منها أحداً.
فهل كان ابن تيمية رحمه الله تعالى كافرا وضالا وهو يعذر المتأولين من الاثنتين وسبعين فرقة ؟! وهل كان داعيا لاجتماع النطيحة والمتردية ؟! ولما كان تطويل المقال في الفيس يقلل من الانتفاع به اكتفي بهذا النقل عنه وهنالك نقول أخرى عنه وعن غيره من أئمة السلف الصالح أكثر وضوحاً وأبين في الدلالة على المقصود فهذا باب قد تخصصنا فيه لأنه المدخل في تحقيق وحدة الأمة التي جعلناها مشروع حياة .
أيها السلفي الحبيب إجعل شعارك مع من خالفك (تفهمه _اعذره_أحببه ) .
اللهم إني أعذر كل مسلم يأخذ من كلامك ويرد إليك في كل مسألة أخطأ فيها سواء كان في مسائل الأصول أو الفروع وأحبه في الله وأتقرب بحبه إليك .

الخطباء يرددون من على المنابر عند الأزمات والنكبات وامعتصماه !! يرددون تلكم الاستغاثة التي أطلقتها امرأة في عمورية تستغيث بالملك المعتصم أحد ملوك بني العباس فأغاثها وحرك جيشا لنجدتها ونصرة تلك المستغيثة ففتح عمورية إلى هنا الأمر يبدو طبيعيا والفخر بالمعتصم يبدو مبررا، لكن السؤال هل يدرك هؤلاء الخطأ من هو المعتصم وما هي عقيدته هل يعرفون ما هو دينه وماذا فعل بالعلماء مثلهم في زمانه كيف قتل وشرد وضرب وسحل وعاقب وسجن الفقهاء والعلماء وهو يكرههم على القول بخلق القرآن هل يعلمون أنه كان يتولى ضرب الإمام أحمد بن حنبل بيده حتى يغمى على الإمام، هل يعلمون أنه كان يحضر علماء المعتزلة ليناظروا أحمد بين يديه فإن أفحمهم أحمد بحججه وبراهينه صرخ المعتصم في وجهه وأحمرت عيناه، وأمر بإعادته للسجن ليزاد ضربه ويتواصل التنكيل به، الخطباء وهم يرددون وامعتصماه هل هي غيبة وعي بهذه الحقائق أم هي انتهازية منهج تجعل المعتصم عندهم معذورا بينما من يقول بأقل من قوله عندهم كافرا ومرتدا، فوالله إن بعض حكام زماننا أفضل من المعتصم وجبروته وشدة حربه على السُنة وأهلها ما هي عقيدة المعتصم:

1/ أنكر عذاب القبر وأن العبد يعذب في قبره.

2/ أنكر رؤية الله عز وجل يوم القيامة.

3/ نفى جميع صفات الله تعالى.

4/ أنكر أن يكون الله خالقا لأفعال عباده.

5/ قال إن القرآن مخلوق وليس بكلام لله تعالى، وعليه لم يكن عندهم مقدسا بل كان عندهم مهانا حتى أن قاضي المعتزلة ابن أبي دؤاد كان يتغوط بأوراق المصحف إهانة له !!

6/ أنكر شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام .

6/ أنكر كرامات الأولياء.

7/ قال بأن العقل مستقل بالتشريع ولا حاجة للوحي والنبوة.

هذا هو المعتصم الذي يهتف الخطباء باسمه على المنابر وامعتصماه !! فوالله لقول وا ترابياه خير من وا معتصماه ولم يقل بعشر ما قال المعتصم وقد حمى الترابي بأمره بتحرك يونيو 1989 السودان من زنجبار جديدة ومن كارثة لاستئصال الإسلام وجلسة الجمعية التأسيسية يوم السبت قبل التحرك بأربع وعشرين ساعة كانت لإلغاء ما يسمونه بقوانين سبتمبر لتفتح البارات وتشرب الخمور وتفتح البنوك الربوية وتحل الجماعات الإسلامية، بل الأخطر من ذلك أن تحرك 30 يونيو 1989 قطع الطريق على انقلاب بعثي دفعت له العراق (دم قلبها) في حركة انقلابية بعثية كانت ستختطف السودان إلى علمانية بغيضة يكون أشر على الإسلاميين من السيسي ولو تعلمون ما أعلم من حقائق ووثائق عن مشروع السودان الجديد الذي تحطمت أنصاله في صدور أبناء الترابي وحركته لم يشاركهم من أبناء الحركات الإسلامية أحد لدعوتم للرجل واعترفت له بالمنة بعد الله عز وجل، وقد خضت مع المشروع صولات وجولات أمينا عاما لمنبر السلام العادل حتى كفً الله شره وانزوى في دولة ألصقت بالسودان المسلم إلصاقا لتمييع هويته وتضييع وجهته !! فلم يكن الإسلاميون سينعمون بهكذا حرية في الدعوة وتنامي الأتباع في صفوفهم وتوسعا في نشاطهم لولا أمر الترابي بهكذا تحرك ولو فشلت 30 يونيو 1989 لقطعت من الترابي العنق ولضربت حركته ضربا لا تقوم لها من بعدها قائمة فكان له أجر المخاطرة وأجر الإنجاز وما كنا سنجد منظمة مشكاة ولا قناة طيبة ولا منظمة دعوة ولا منظمة ذي النورين ولا رابطة شرعية اتقوا الله يا قوم وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في أسرى بدر من المشركين: (لو كان مطعم بن عدي حيا وحدثني في هؤلاء لأطلقتهم له) فحفظ لمشرك نصرته له وموقفه معه عند عودته من الطائف فكيف بمن خالفك في بعض اجتهاداتك أيها الإسلاميون والموضوعيون والمنصفون منكم على وجه الخصوص بقليل من سعة الأفق ورفق الخطاب وفقه الإنصاف يمكننا تعزيز التدين في الدولة والمجتمع بما يحفظ بلدنا إسلاميا نظاما وشعبا لا نخشى عليه التقهقر ونمزق ورقة العلمانية إلى الأبد وهذا أحمد بن حنبل رغم أن المعتصم قال ما قال في الدين وفعل به ما فعل، رفع يديه إلى السماء بعد أن بلغه فتح عمورية على يد المعتصم وهو يقول: (اللهم إن عبدك المعتصم قد آذاني وأراد أن يفتني عن ديني اللهم بفتحه لعمورية فاغفر له) !! اللهم أرزقنا الإنصاف واجعلنا من دعاته وأهله .

 

الصيحة