الهندي عز الدين

بين الصحة والصحافة.. هل من طريق ثالث ؟


الأخ الأكرم أستاذ “الهندي عز الدين”
رئيس مجلس إدارة صحيفة (المجهر)
تحيه زاكية. .
{تابعت أخي .. ما خطه قلمكم في عمودك المقروء بصحيفتكم الغراء في ما يتعلق بأمر الصحة بولاية الخرطوم الذي تتناوله في عدة أعمدة أذكر منها زيارتك لمستشفى (البلك) للأطفال بكرري، ثم حديثك عن تأخر عمليات جراحة المخ والأعصاب لأكثر من عام، ثم أخيراً حديثك عن تصريحات الأخ بروف “مأمون حميدة” وزير الصحة.
{ودعني أبدأ دون تراتبية بالوسط وهو أمر تأخر العمليات الباردة للمخ والأعصاب لأكثر من عام، ذلك أن هذه العمليات كانت تجرى في مستشفى الشعب وكانت مركزاً للقلب والمخ وكانت تجرى في غرفتين فقط للعمليات وملحق معها غرفة عناية مكثفة مشتركة بين المخ والقلب بها 5 سراير فقط.
{وكان أحياناً يحتل القلب 3 أسرة ويكون هنالك سريران فقط لعمليات الجهاز العصبي وعندما قمنا بإنشاء المركز القومي عملنا توسعة مقدرة فزادت غرف العمليات من2 إلى 4 وسراير العناية المكثفة من 2 إلى 12 سريراً.
{نعم حدثت زيادة وتوسعة مقدرة جعلت قائمة الانتظار تقل من عامين إلى 3 أعوام، إلى أقل من عام ثم ازدادت لتصل عاماً تقريباً وهي بلا شك أفضل كثير من السابق.
{نعم كان لابد من رؤية الصورة السابقة لنحكم على الحالية والسبب في هذه الزيادة أن المركز يعالج كل السودان وليس الخرطوم وحدها ..وقد يقول قائل إن المستشفيات في القاهرة أو عمان تعالج كل مواطني البلد بدون شكوى نقول نعم ولكن كم هي ميزانية هذه الدول للصحة؟
{نحن في الخرطوم ميزانيتنا لهذا العام في التنمية لا تتجاوز 145 مليون جنيه فقط. وهو رقم ضعيف جداً مقارنة بالآخرين إذا أحب البعض أن يطالبنا بخدمات كاملة الدسم والجودة عليه أن يحث الآخرين لدعم الصحة أولاً .
{نعم الصحة تحتاج لدعم قوي ومستمر مثل ما حدث للمياه التي تم دعمها بـ400 مليون جنيه إضافة لمحطات هدية قيمتها 400 مليون دولار .
وأتمنى أن تتذكر أخي “الهندي”يوم أن كتبت بذات النظرة السالبة عن الصحة فقمنا بزيارة للأخ الكريم الوالي السابق د. “عبد الرحمن الخضر” في منتصف الليل في شهر رمضان وتفاكرتم حول أمر الصحة، وبعدها كان دعمك لنا من منطلق أن الصحة مسؤولية الجميع وقامت (المجهر) ممثلة في شخصكم الكريم بمبادرة لدعم مراكز الكلى نتج عنها أن أرسلت لنا (3) ماكينات غسيل كلى ألمانية، بعد أن استجاب مصنع أسمنت عطبرة لندائك الكريم، وتم تركيبها بمستشفى (النو)، وتقوم هذه الماكينات بالغسيل لعدد (12) شخصاً يومياً منذ أكثر من عامين، وما زالت تعمل.. جعلها الله في ميزان حسناتك . .هل تذكر؟
{فلماذا لا يكون هنالك طريق ثالث تقف فيه الصحافة جنباً إلى جنب مع الصحة. نعم فلنقم بتلك المبادرات ونبدأ بمستشفى (البلك) التي تحدثت عنها والتي قام الوزير بزيارتها لأكثر من (3) مرات، علماً بأنها كانت تتبع لإحدى الجامعات لمده عشر سنوات وعادت للوزارة قبل (8) أشهر فقط .
{نعم فلنقم بنفرة من أجل الصحة يشارك فيها المجتمع بمنظماته المجتمعية ومؤسساته الخاصة ورجال أعماله مع الدولة جنباً إلى جنب ممثلة في صحة الخرطوم والصحة الاتحادية . نعم أن نوقد شمعة خير من أن نلعن الظلام .
{فليتوقف العنف اللفظي بيننا وتعييب الآخر وإظهاره بصورة الفاشل، كما تحدثت في آخر عمود لك لا لشئ إلا لأن تصريحات الأخ الوزير تم إخراجها من سياقها فالأخ الوزير كان يتحدث عن أن نقل المعلومة الخاطئة يؤدي إلى حدوث ضرر كبير للصحة عامة وللبلد على وجه الخصوص.
{وقال إن الذي ينقل معلومة صحية خاطئة يؤدي دون قصد لإحداث ضرر نتيجة جهله بالمعلومة الطبية ولا يقصد البتة ما ذهب إليه البعض أن الوزير نعت الصحفيين بالجهل فهو حقيقة لا يقصد الجهل التعليمي.
{وأسوق لك أمثلة تدل على احترام الأخ الوزير للصحافة والصحفيين عامة فقد قام بإشراكهم في لجنة تحقيق قضية نقص الأكسجين بمستشفى (بحري) لمزيد من الشفافية، كما قام بعمل دورة تدريبية بكنانة لعدد مقدر من الصحفيين الذين يغطون الصحة فظهر أثرها بصورة جيدة.بعد ذلك بل امتد أكثر من ذلك بمنحه لعدد 15 صحفياً لتحضير الدبلوم العالي في الإعلام الطبي.
{كل ذلك لتلافي الأخطاء القاتلة والتي أذكر لك واحداً فقط منها وهي أننا ذكرنا نسبة حدوث لمرض محدد وكانت صفراً فاصل 67 من المئة، أي أقل من واحد في المئة فكتب سبعة وستون بالمئة !! وتفاجأ البروفيسور بسؤال أحد الخبراء له وهو في لقاء للأم المتحدة خارج السودان.كيف تركتم هذا المرض ينتشر عندكم ولولا التصحيح من قبل الوزير لأخذه الكثير من الباحثين كمرجعية.
{بالله عليك لو كنت مكانه ماذا كنت ستفعل ؟! .والمعلومة الخاطئة ليس مصدرها الإخوة والأخوات الذين يغطون وزارة الصحة بقدر ماهي تأتي من آخرين لا يكلفون أنفسهم وسع التأكد منها قبل كتابتها.
{في بريطانيا يمنع كتابة أي شئ عن الصحة دون الرجوع إلى الطبيب الذي يعمل في الصحيفة نعم هناك يعينون أطباء للرجوع إليهم قبل الكتابة في شأن الصحة. ونحن لا نطالبكم بهذا الأمر حتى لا تطالبونا بصحة مثل بريطانيا، ولكن دعونا نتواثق للرجوع لبعضنا البعض للتأكد من سلامة المعلومات .
{أخي “الهندي” هنالك خير كثير في هذا الشعب دعونا نستثمره لصالح البلد نعم فلنترك المشاحنات جانباً ولنقم بالمبادرات. نحن وأهل الصحافة ولنبدأ بمستشفى (البلك). فلنفعل مثل ما فعل الإخوة المصريون في مستشفى 5757.الكرة في ملعبكم. هل من مجيب؟
{أترك الإجابة لمن له قلب وألقى السمع وهو شهيد.
د . معز حسن بخيت
الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة – ولاية الخرطوم .
من الكاتب :
{شكراً للأخ د. “معز” على التعقيب، وهو يعلم أننا أصحاب مبادرات في كل المجالات. فقط عليك بنصح الوزير بأن يهديء من روعه ويفتح ذهنه وقلبه للرأي والملاحظات، وألا يركب رأسه وينفرد بالقرار في أمر يهم كل الشعب ويتعلق بحياتهم، أمر الصحة.
{عليه أن يتعامل مع استقالة مدير مستشفى “إبراهيم مالك” بعقلانية لا أن يسفهها ويقول: (أسباب الاستقالة واهية)، متى كان الناس في السودان يستقيلون من المناصب لأسباب واهية ؟!!
{تحياتي.