منوعات

في رثاء الترابي.. تبقي كريماً في جوارِ مُحَمْدٍ..وتشربُ نبعاً صافياً ومُخَتَّما


مأتم في القلب –
في رثاء الدكتور حسن الترابي

وحين نعاك الناسُ جال بخاطري
ألم يك بالإمكان أن نتكتَّما

ولكن قضاء الله لا شك نافذٌ
يصير فراق الخلق أمراً محتََّما

لعل اليقين الحقَّ يغشي نفوسنا
ينير ضياءُ الصبرِ ما كان معتما

أقول بأنك عشتَ العمرَ براً وراشداً
وللآي حفاظاً وبالفقه عالما

وثابرت في الأجيال تحدو ركبها
إماماً رشيداًً صادقاً ومعلما

وعشت عفيفاً لست تبغي دنيئةً
وعرضك موفورٌ وقدرك قد سما

تيقَّنت أن الله لا ربَّ غيرهُ
وأمرُك محسومٌ ورزقك في السما

فرسَّخت للإيمانِ أركان نهضةٍ
أقِمتَ عليها المجدَ صرحاً مُجْسَّما

وألفت بين المؤمنين تقودُهم
وما قد رميتَ…إنَّ ربَّك قد رما

وإذ ما أساءَ الناسُ فهمكَ تارةً
تغاضيتَ لا شاكٍ ولا متبرما

شريفاً نظيفاً ألمعياً مهذبا
رفيق سخاءٍ يطردُ الجوعَ والظمأ

وحين يضيقُ الناسُ للجودِ باذلٌ
عن الناسِ عفاءً وللغيظِ كاظما

رحيماً عظيماً يملأُ النورُ قَلْبَه
ولم يكُ مغروراً ولا متعاظِما

وكان عزيزاً بين من شاعَ كُفْرُهم
ذليلاً لذي الإيمانِ للدينِ خادماً

وفي الله قد آخي وللِّه قد دعا
وللجهلِ قد عادي وللشركِ هادما

أخي لو أن الحزن يُرجعُ غائباً
أقمتُ لكم في داخل القلب مأتما

لأنَّ الحزاني بعدكم طال حُزْنهم
وزادَ اليتامي وحشةً وتيتما

وأرجو الإله الحقَّ ينزلك منزلاً
تعيشُ لديهِ هانئاً ومنعَّما

وتبقي كريماً في جوارِ مُحَمْدٍ
وتشربُ نبعاً صافياً ومُخَتَّما

وصلي الإلهُ الحقُّ جَلَّ ثناؤه
علي أحمدٍ من كانَ للرُسْلِ خاتما

د. زينب عثمان سعيد