تحقيقات وتقارير

داعش في دارفور .. هل يمكن تكرار سيناريو تونس ؟!


في استطلاع مع الباحث وليد الطيب حول إمكانيه تكرار سيناريو تون في حال قررت داعش التسلل الى دار فور فكان ما يلي :
الاوضاع في دارفور مختلفة عن المنطقة العربية فالنموذج الحادي الذي يعتمد على وجود بيئة اجتماعية حاضنة و مصدر إمداد عسكري و بشري بالاضافة الى وجود أهداف يمكن مهاجمتها عسكريا و استمداد المشروعية من قتالها و هذا كله لا يتوفر في دارفور فالبيئة الاجتماعية القبلية الموالية للحكومة والمناهضة لمشروع الحركات المطلبية كما ان مصادر الامداد الآن كاد تكون غير متوفرة حتى للحركات المطلبية مقارنة بما كان عليه الحال قبل سنوات قليلة
وكما ان مثل هذة الحركات تحتاج لحضانة اجتماعية و هذا لا يتوفر في دارفور لان التدين في دارفور شعبي و لا يميل للتشدد و التطرف وبهذا يكون يكون التطرف قد فقد بيئته التي تغذية فمثلا في سوريا توجد سلفية جهادية وسط المجتمع لذلك سهلة السيطرة وقبول التنظيم و لكن جذور التطرف في دارفور ليست عميقة مثل دول افريقية اخرى مثل نيجيريا و مالي كما يمكن الانتباه الى ان اغلب المنتسبين للتيار الجهادي في السودان هم من اواسط وشمال السودان في الغالب الأهم و ليس لهم وجود عشائري او قبلي يعتد به في دارفور كما هو الحال في بوكوحرام في نيجريا او حركة الشباب المجاهد في الصومال التي تتكئ علي سند قبلي نوع ما .
اما بالنسبة لـداعش الليبية هي جزء من المشهد اليبي وهذا يجعلها مشدودة للصراع في ليبيا اكثر من دارفور و ينصب التوسع الاستراتيجي لداعش ليبيا كما جاء في منشور لاحد قادتها الى ازالة الحدود التونسية والمصرية والليبية وهذا يقتضي منها الحصول على سند اجتماعي ليبي و تونسي مصري و ليس البحث عن مأوى في السودان أضف الى ذلك أن داعش تدرك ان قدرتها على المناورة و ربما التفاوض مع اللاعبين الاساسين في المنطقة و ربما العالم يكون بالاستحواذ على مصادر النفط سواء كان في ليبيا ام العراق اضف لكل ذلك الحكومة السودانية سعت للسيطرة على الحدود ومنع تسلل الحركات المتشددة للإقليم و هذا يصعب مثل هذة التحركات خاصة انم المنطقة ذات طبيعة صحراوية صعبة و الاراضي مكشوفة يمكن مراقبتها .
وتشير تقديرات ان داعش باتت تسيطر على خمس الأراضي الليبية وتبرز تحذيرات بان الوضع الليبي يهدد دول الجوار والغرب على حد سواء و كان تنظيم داعش قد اصدر تعليمات بعدم توجهه المقاتلين الراغبين في الانضمام للتنظيم في سوريا و العراق و ان تكون وجهتهم الحالية هي ليبيا وهو ما يشير ان طموحات داعش في ليبيا كبيرة لغاية حيث قال ابو المغيرة القحطاني احد قيادات داعش في ليبيا ان التنظيم سيستغل الموقع الجغرافي لليبيا و مواردها النفطية في ضرب أوربا أمنيا و اقتصاديا .

صحيفة السوداني .