زهير السراج

هل هُنتَ يا وطن ؟!


* انتهزت معظم شركات الطيران الأجنبية (تغييب) الناقل الوطنى الجوى (سودانير) عن سماء بلادنا، وفرضت شروطاً قاسية على المسافر السوداني، وعلى وكالات السفر التي تيسر للسودانيين والأجانب المقيمين في السودان إجراءات السفر!!
* غاب الناقل الوطني الذي كان يمخر عباب سمائنا، وييسر سفرنا ويجعلنا نشعر بالفخر بأن لنا شركة طيران نفتخر بها، كانت من أوائل شركات الطيران الأفريقية التي صعدت الى سماء القارة، لم تسبقها الا شركات قليلة مثل المصرية والجنوب أفريقية، وتزامنت معها وظلت ندا لها الخطوط الإثيوبية، ملكة جمال الخطوط الأفريقية التي يفخر بها كل أفريقي عندما يراها تسابق كل شركات الطيران في العالم وتبذها في الوصول الى كل المطارات العالمية، ولقد بدأت الشركتان معاً في عامي (٤٦–۱۹٤۷ ) ، وبينما صعدت الإثيوبية الى آفاق الثريا برعاية حكومتها وتقديسها لشركتها وصارت أنجح خطوط الطيران العالمية والأفريقية، سقطت السودانية في وحل المؤامرات والإهمال والفساد، وغابت حتى عن السماء السودانية وتركتها لمن ينهش في الأجسام والأموال السودانية، والكرامة السودانية.. يا للعار!!
* من منكم يصدق أن الشركة الإثيوبية التي لا تملك دولتها ولا عُشر ما تمتلكه دولتنا من إمكانيات، لديها الآن ۷٦ طائرة(كان العدد قبل أقل من ثلاثة أعوام ٥۸ ، لاحظ التطور المتصل)، منها ۸ طائرات شحن ضخمة (بوينج ۷۷۷ وبوينج ۷٥۷ )، و ٦۸ طائرة ركاب ( ۱۳ بوينج ۷۸۷ ، و ۱۰ بوينج ۷۷۷ ، و ۷ بوينج ۷٦۷ ، و ۳۸ طائرة بوينج وبومباردير متوسطة وقصيرة المدى)، فضلاً عن ۱۲ طائرة تدريب حديثة، وهي متعاقدة على شراء ٤۲ طائرة بوينج وآيربص طويلة ومتوسطة المدى، ركاب وشحن، ستتسلمها في الفترة القادمة حتى سنة ۲۰۲٥ ، كما لديها أفضل أكاديمية طيران أفريقية، وأفضل مركز صيانة للطائرات، وأفضل مركز خدمة أرضية لتزويد الشركات العالمية بالخدمات، ولديها اتفاقية شراكة مع ۱٦ شركة طيران عالمية وإقليمية، وهي توفر ۷۰۰۰ وظيفة للمواطنين الإثيوبيين منها ٤۰۰ وظيفة طيار و ۱۰۰۰ وظيفة مهندس جوي
وفني، يتم تأهيلهم وتدريبهم جميعاً بأكاديمية الطيران الإثيوبية، فماذا تمتلك سودانير غير (سجم خشمها) وطائرتين فقط، إحداهما مؤجرة، لا تصل إلا إلى أربع أو خمس محطات خارجية بعد معاناة كبيرة للذين يرميهم سوء الحظ في طريقها، وهم (وغيرهم) لا يملكون لها وللوطن الجريح سوى الآهات والأنات.. آه يا وطن!!
* استغلت معظم شركات الطيران (هذا الخزي السوداني) وتفننت على المسافر السوداني.. رفع البعض أسعار التذاكر وقيمة غرامات التأجيل والإلغاء، وفرض البعض شروطاً مجحفة مثل عدم استرداد قيمة التذكرة إذا استخدم المسافر جزءا منها، وعدم تغيير الخطوط إذا احتاج الشخص إلى مثل هذا الإجراء رغم القيمة العالية للتذاكر، وعدم منح السودانيين حق الإقامة في الفنادق مثل غيرهم من خلق لله إذا زادت فترة الانتظار في المطارات خلال (الكونيكشن) عن المدة القانونية، أو تركهم بدون وجبات، وفنونا كثيرة مثل هذه لا تُطبّق الا على السودانيين المسافرين من مطار الخرطوم!!
* أخيراً خاطب مدير مكتب شركة طيران خليجية صاحب ومدير وكالة سفر سودانية عريقة، احتج على سوء معاملة موظفي شركته للمسافرين السودانيين، قائلاً بأنه لا يريد مسافرين سودانيين لأن طيرانهم للنخبة فقط (تخيلوا)، وأين حدث هذا؟ في الخرطوم عاصمة السودان.. هل إلى هذه الدرجة هُنّا وهُنتَ يا وطن؟!!


تعليق واحد

  1. والأسواء من كدا يا أستاذ زهير أنها تطالب شراء التذاكر بالعملة الصعبة