منى ابوزيد

ليس الشيخ وحده ..!


“الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا” .. علي بن أبي طالب ..!
* في السعودية صدرت – قبل فترة – فتوى عن الشيخ الدكتور “أحمد بن قاسم الغامدي”، تقول بجواز الاختلاط استناداً على أحاديث كثيرة واردة في صحيح البخاري، باعتبار أن مصطلح الاختلاط لم يُعرف عند المتقدِّمين من أهل العلم، لأنه لم يكن موضوع مسألةٍ لحكمٍ شرعي كغيره من مسائل الفقه، بل كان الاختلاط أمراً طبيعياً في حياة الأمة ومجتمعاتها، ولم ينكر حديثه أحد ..!
*ذات الرأي الفقهي صدر – قبل سنوات – عن الدكتور حسن الترابي، ضمن حزمة آراء اعتبرها بعض الأئمة صادمة، فأورده ذلك موارد الحُكم بالردة والتهلكة .. فلماذا ..؟!
* بعض الإجابة تجدها في كتابه تجديد الفكر الإسلامي (ومن رأيي أن النظرة الإسلامية لأصول الفقه الإسلامي تبدأ بالقرآن الذي يبدو أننا محتاجون فيه إلى تفسيرٍ جديد .. إذا قرأتم التفاسير المتداولة بيننا تجدونها مرتبطة بالواقع الذي صِيغت فيه .. كل تفسير يُعبِّر عن عقلية عصره .. إلاّ هذا الزمان، لا تكاد تجد فيه تفسيراً عصرياً ..
* وفي باب فصل الدين والتجديد حيث كتب .. (حركة التحول الدائبة في ظروف الحياة توشك أن تحوِّل الإنسان عن الحق المطلق، فيلزم ديناً من ثم أن تقع منه أو ل حركة دائبة لمحاولة تصحيح وجهته وتقويم سيره لئلا يخرق بتديُّنه الواقع عن سُنة الله الواجبة ..(
* تأسيساً على هذا المنهج الفكري المجدد، صدرت عن الدكتور حسن الترابي الكثير من الفتاوى التي أثارت حفيظة شيوخ وعلماء كان من بينهم الشيخ “عبد العزيز بن باز” مفتي السعودية ـ رحمه الله ـ والذي أرسل إليه في الثمانينيات، خطاباً يستوضحه فيه عن بعض الآراء .. كجواز زواج المسلمة من مسيحي .. وجواز أن تؤم المرأة الرجال .. وجواز الاختلاط بين الرجال و النساء في صفوف الصلاة .. إذا تقاربت الأجساد دونما إلتصاق .. إلخ ..
فكان ردُّ الشيخ الترابي (أمَّا الاختلاط لا أستعملها استبشاعاً .. وإنما رأيتُ كيف تُمنع النساء مما كُن يشاركن فيه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كالمسجد والعيدين والخروج للحاجة بحجة سد ذريعة الاختلاط)
* مع أنه يقول بوضوح في كتابه “المرأة في تعاليم الإسلام”” إن عزل الرجال عن النساء مُضرٌّ بالمجتمع، وينشر فيه الرجس وعدم الطهر).. ويقول بشفافية في إحدى محاضراته عن مساوئ العزل، ومحاسن الاختلاط بين الجنسين في الجامعات (العزل مضرٌّ جداً بالمرأة ومضر بالمجتمع)!
* لاحظ معي أن حديث الترابي قد أثار حفيظة الكثيرين في حينه، لكن الفتوى السعودية التي صدرت بعد سنوات طوال، حول ذات المسألة لم تجد من يجتهد في إنكارها! .. أرجو أن تلاحظ – أيضاً – أن الذين أكدوا تحريم الاختلاط، منذ قديم الزمان، هم قِلَّة! .. ثم تأمل معي بهدوء في هياج بعض الأئمة حول ما صدر عنه من آراء فقهية وأطروحات فكرية ..!
* هل نبالغ إذا توقعنا أن يأتي يوم يبارك فيه تلامذة دعاة التكفير وورثة حراس بوابات الفكر الحاليين ذات النهج الفكري، من شيخ آخر، وفي زمن آخر ..؟!


تعليق واحد

  1. النوم موت … وقيل الموت الصغير …
    والدين ليس فكرة .. فالتفكير هو صفة الانسان وليس صفة الرب … وقد حثت الكثير من الآيات الانسان على التفكير: ” أفلا يعقلون ” ، ” أفلايتفكرون ” ، ” لعلكم تتفكرون ” ، ” لعلكم تعقلون ” ، كما وردت مشتقات ” العقل ” في القرآن الكريم ( 49 مرة ) …… فلا انتى ولا الترابى بافضل من انبياء الله وسيدهم رسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. فان كان هناك ما يضاف الى الدين وهو من عند الله .. عبر عقول البشر .. وهو من خلقهم .. لكان الله قد كلف به خاتم الانبياء .. ولكان الله احياه حتى زماننا هذا وما بعده وهو قادر على ذلك .. او يرفعه عنده ويعيده الى البشرية ليكمل لها الدين في زمان غير زمان قريش …

    عالم وهم ….