هيثم صديق

زلط عمليات


* قد نفقد في معركة كعاصفة الحزم جندياً واحداً لكنا نفقد في كل يوم عشرات القتلى في الشوارع الموبوءة بالموت.
* إن ذهاب جندي إلى مناطق العمليات يبقى عند أهله أقل مدعاة للقلق عليه من ذهابه لحضور عرس في ولاية أخرى.
* وأمس أتت الأخبار المصورة بفاجعة جديدة في طريق الموت الخرطوم مدني لما نطحت عربتان ما بين ولاية أيلا وولاية عبد الرحيم.. بسبب حفرة في وسط الشارع.
* إلى متى سيكون هذا المسلسل مستمراً، مسلسل الدم المجان والموت السهل مردوداً للتخطى الخاطئ والسرعة في تقارير باردة.
* نصف سرادق الموتى نصبت لمن قضوا بحوداث الطريق في بلاد أدخلت اليها القطارات قبل العربات.. إن قطاراً واحداً يعني الأمان لمئات الأشخاص عوضاً عن بصات الهم وحافلات الغم وبكاسي الإسراع نحو القبور.
* أبو فلان وخال علان وود فرتكان وكادت الأسماء تنتهي وهي تكتب على صفحات البصات التي تتناهد في الطرقات ويقودها في كثير من الأحيان سائق غير مؤهل أبداً لسواقتها.
* لن يسمع أحد لشكوى الناس لأن الواقع لا يحتاج إلى شكاوي فهو أوضح من عورة شاة كما يقول العسكر.
* أمس الأول كنت في زيارة اجتماعية إلى جنوب الخرطوم في المنطقة الواقعة جنوب مايو وشرق الاحتياطي المركزي، هناك حيث تكب النفايات وتحرق.
* سيهولكم الأمر والمنظر لو رأيتموها.. هناك ترمي العربات بإجمالها كيفما اتفق فتمتلئ الآلآف الأفدنة بأكياس البلاستيك في منظر قبيح وترد بيئي خطير ينذر بكارثة ماحقة قريباً.
* إن أولى خطوات نظافة الخرطوم هي إيقاف مصانع أكياس البلاستيك.
* أو حصارها حتى يصبح الكيس بجنيه حتى لا يحمل رجل ما عشرة أكياس لنصف كيلو موز.. ثم ترمى خارجاً مع ملايين إلى الشوارع والخلاء، إن الشجيرات الممتدة لتظنها تحمل ثمارا (أكياسا).
* لا نظن إن إدارة البيئة جادة في نظافة الخرطوم أو أن “كيسها” فاضي.
* إن هذه الخرطوم لو لم تكن الأولى في القذارة على مستوى العواصم فعلى مواطنيها إرسال احتجاج.