زهير السراج

إلى نافع وإخوته !!


* عاد الدكتور (نافع) مرة أخرى الى الموال القديم الجديد المحبب اليه لتسميم الأجواء وتلويثها بالكراهية والعداء وصب اللعنات والشتائم والتهديدات على رؤوس الآخرين، وكأن الشعب السوداني لم يخلق إلا لمثل هذا النوع من الحياة المليئة بالكره والبغض والمعارك والدماء .. !!
* لقد مللنا وسئمنا ويئسنا، والله حتى من أنفسنا وحياتنا، ولم نعد نطيق العيش، ولو خُيرنا بين الموت والحياة، لاخترنا الموت غير آسفين أو نادمين على الحياة التي نعيشها معكم، وأجواء الألم والضنك والعذاب والكراهية التي تحاصروننا بها منذ أكثر من ربع قرن، والسهام المسمومة التي تصوبونها الى أجسامنا كل يوم بلا شفقة ولا رحمة ولا ذرة من تأنيب ضمير على ما تفعلونه بنا .. وكأننا خنازير نجسة تغسل أجسامها القذرة في الماء الذي تشربون منه، أو شياطين ملعونة تطاردكم ليل نهار لترمي بكم في النار .. رغم أنكم أخذتم كل شئ وحرمتمونا من أبسط مقومات الحياة، رغم أنكم سكنتم جنة الأرض ورميتم الشعب في الجحيم .. رغم أنكم تنتظرون جنات الفردوس المعدة لكم، وننتظر نحن الكفار الفجار دار البوار وحر النار !!
* ربع قرن كامل من الزمان مر منذ أن أمسكتم بخناقنا .. مات الملايين، وولد الملايين، كبر الصغار، وشاب الكبار .. من كان في المهد صبياً صار شاباً قوياً .. ومن كان شاباً صار كهلاً، ومن كان كهلاً شاخ أو مات .. تغيرت الدنيا وتبدلت الأحوال في الأرض وفي الفضاء، ذهب حكام وجاء حكام، ارتفعت دول وهوت دول، ازدهرت مجتمعات وانحطت مجتمعات .. نهضت شعوب وماتت شعوب .. بادت تكنولوجيا وسادت تكنولوجيا، احترقت نجوم وأضاءت نجوم!!
* وأنتم أيضاً تغيرتم، وتعرفون كيف تغيرتم والى ماذا تغيرتم، ونحن أيضاً تغيرنا، ولكن على النقيض منكم، حكمتم وسيطرتم وتمكنتم وأخذتم كل شئ، وحرمتمونا من كل شئ .. هجرتم الدنيا إلى الآخرة التي أتيتم تحثوننا عليها وتنقذونا من نار جحيمها، فصببتم علينا نار جحيمها قبل أن نصل اليها، ورفلتم أنتم في نعيم الدنيا، وتنظرون الى نعيم الآخرة .. ورغم ذلك ترموننا بسهامكم المسمومة كل يوم، وتسممون أبداننا، وتوجعون ضمائرنا، وتجرحون مشاعرنا، وترهقوننا، وتحملوننا ما لا نحتمل، وتقهروننا وتكروهننا .. وكأننا من ملك كل شئ، وحرمكم من كل شئ .. وكأننا من يحكم منذ ربع قرن ويضعكم في السجون .. لماذا تفعلون بنا هذا، لماذا تكرهوننا كل هذا الكره، ماذا فعلنا لكم؟!
* هل هذا ما أمر به الدين والإسلام والشريعة .. كلا، ليس هذا هو الدين الذي نعرفه، إنه دينكم وإسلامكم وشريعتكم وحدكم، غفر الله لكم!!