تحقيقات وتقارير

شاب محكوم بالإعدام يجلس لامتحانات الشهادة الثانوية


“صالح”،شاب في الثاني والعشرين من عمره تكسو ملامحه بالبراءة يمتاز بطول فارغ لا يكتسيه حزن او قلق على مصير سيقوده الى حبل المشنقة بعد أن أدانته المحكمة بالقتل العمد وحكمت عليه بالإعدام.التقته (السوداني) أمس من داخل سجن كوبر لا يزال ينتظر للحياة من زاوية العمل فقرر مثله ومثل عشرات من نزلاء السجون في السودان.الجلوس لإمتحانات الشهادة السودانية انطلقت أول أمس في جميع الولايات جلس نحو 468 ألف طالباً وطالبة منهم 164 جلسوا للامتحان من داخل السجون ومن داخل سجن كوبر أمتحن 21 نزيلاً من مختلف الأعمار ومن بينهم “صالح” دون ان يعرف ماذا سيجني من حصوله على نسبة عالية في الإمتحان أو فشله،اللهم إنه جلس ينتظر قرار أقدار الله العلي القدير لتتجلى في عفوٍ يمكن أن تُصرح به أسرة نديده القتيل في أي لحظة قبل التنفيذ.
الجلسة الأولى لامتحان الشهادة السودانية،حضرت مبكراً وقررت أن التقي النزلاء الممتحنين لكني فضلت أن اقابلهم بعد الامتحان حتى لا أشوش عليهم.لكن أثناء سير الإمتحان وجدت ال 22 ممتحنَاً منهمكين في الأجابة على الأسئلة وسط بيئة مهيئة(مكيف هوائي،منظمة رعاية النزلاء وفرت كميات من العصائر والفواكه وغيرها من الأغذية”لاحظت أن واحداً من الممتحنين مقيد بسلاسل حديدية،و مباشرتاً أدركت ذلك الممتحن ربما يكون من المحكوم عليهم بالإعدام،حينما اقتربت منه تحدث معي لكني لم ادرك ماذا قال،أدارة السجن سمحت لي بإلتقاط صورة من الخلف إحتفاظاً بخصوصية النزلاء.
بعد أن فرغ الإمتحان اول من قابلته وتحدثت معه هو ذللك الشاب المقيد بالحديد،عرفني باسمه كاملاً لكني هنا سأكتفي ب(صالح) كما تُفرض علينا الأعراف الصحفية،(صالح) قال إن عمره (22) عاماً وأنه في هذا السجن منذ ثلاثة سنوات وجريمته هي القتل.موضحاً أنه في لحظة غضب أعمى بصيرته طعن شاباً أخر في عمره ولم يكن في نيته قتله عمداً لكن تلك الطعنة أودت بحياة الشاب فتم القبض عليه وقدم للمحاكمة التي كان قرارها الإدانة بالقتل العمد والحكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت.صالح يقول انه نادم جداً على فعلته وأنه قام بخطأ فادح سيدفع ثمناً له”وكل ذلك بسبب الغضب الذي أعمى بصيرتي” ويضيف”لم أكن اعرف ماذا فعلت الا بعد ما حدث.كنت أفكر في الخطأ وكيف أني فقدت مستقبلي حتى وإن لم أصل الى حبل المشنقة فإن مصيري كان بين اثنين لا ثالث لهما السجن أو الإعدام”
صالح يقول أنه قبل الحادث جلس لإمتحان الشهادة الثانوية وكان قبل ذلك اليوم المشئوم ينتظر النتيجة وجاءت بالفعل لكن وصلته وهو داخل السجن الذي أمضى فيه اسبوعاً واحداً محرزاً نسبة(74%).
حينما سألته عن دوافع جلوسه للإمتحان هذا العام أجابني بقوله:إن الأمل لا زال عنده بأن يفلت من حبل المشنقة بعفو أهل القتيل،وبالتالي حتى يحدث ذلك أو عكسه فإنه يظل متشبتاً بالحياة وقبل ذلك بالأمل،وحول أدائه قال:إن الأسئلة كانت مناسبة والمراقبة كانت صعبة ومشددة،والجو مهيأ لهم داخل السجن للمذاكرة،وأنهم كممتحنين وفرت لهم إدارة السجن معسكراً كاملاً لمدة شهر قبل الإمتحانات.وحول حياته خلف القبضان قال”إن الأمر أصبح عادياً سيما أنه ظل فيه لمدة ثلاث سنوات.

صحيفة السوداني.


تعليق واحد