مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : قائمة العار


٭ من الطرائف التي كانت تروى عن رئيس أمريكي أسبق، أنه كان ثقيل الظل، وقرر ذات مرة أن يلقي خطاباً في السجن المركزي .. وعلى الفور إتصل العديد من السجناء قائلين : ( إننا نعترض فالاستماع إلى خطاب الرئيس ليس جزءًا من عقوبتنا) .
٭ ويبدو أنه ليس الرئيس الأمريكي وحده ثقيل الظل، فالأمم المتحدة في بعض الأحايين مثله، في مواقفها تجاة السودان .. تذكرت الطرفة ومساع جادة تقودها الحكومة لإزالة اسم السودان من قائمة (العار) و (يا كافي البلاء أي قائمة يحشرونا فيها ).
٭ وقائمة العار معنية بالدول التي تجند وتستخدم الأطفال في أعمال القتال .. ومعلوم أن إدراج أي دولة في أي قائمة لة تأثيرات سالبة على وضعية الدولة خاصة على المستوي العالمي.
٭ تتعامل الحكومة مع الأمم المتحدة بالندية، وهي مسألة خاطئة أثرت على موقف السودان في المحافل الدولية، ويحسب للحكومة (تعقلها) في الآونة الأخيرة ، مما خلق وضعية مميزة للسودان وإرتياحاً بالغاً حياله ودونكم المشاركة في (عاصفة الحزم).
٭ إن مايفسد أي ترتيبات للتعامل بحكمة ودبلوماسية حيال الملفات الخارجية هو غياب التنسيق بين الجهات ذات الصلة، وهذه هي نقطة ضعف الحكومة، ودونكم انفصال الجنوب، حيث كان وزير المالية السابق (غفر الله له) يوهمنا بعدم تاثير الإنفصال.
٭ قرأت مذكرات وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط، والتي كشف فيها عن تشكيلهم لجنة للتعامل مع دولة كانت في رحم الغيب اسمها الجنوب ، (وبرضو تقولو لي مذكرات مصطفى عثمان) !!
٭ وقفت كثيراً على عدد سنوات المفاوضات بين الحكومة و اللجنة الأممية لحماية الأطفال – منذ فترة طويلة ظللت أبحث عن جهة حكومية تتعامل بهدوء وفي صمت وبعيداً عن اللغة (الهتافية)، وأضناني البحث.. الآن تجاوزت الحكومة الطريقة (العنترية) في إدارة الملفات، وتعلمت سياسة النفس الطويل، مثل الدول الغربية، وقامت على مدار أربع سنوات دون كلل أو ملل بخطوات جادة لإزالة السودان من القائمة.
٭ توجت المساعي بزيارة مرتقبة لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحماية الأطفال من الانتهاكات في النزاعات المسلحة ليلي المرزوقي ، التي ستزور البلاد نهاية الشهر الجاري حيث سيتم التوقيع على خطة حماية الأطفال من الانتهاكات في المناطق المسلحة عند زيارة المسؤولة الأممية.
٭ كان إعتراض السودان بدءً على مسمي الخطة ،(وقف تجنيد الأطفال) والذي فيه تجريم صريح، وكأنما الحكومة تجند الأطفال في أعمال القتال، ولعل تلك التهمة جاءت بسبب الحركات المسلحة التي افتضح أمرها عند دخول (العدل والمساواة) لأم درمان وفي (قوز دنقو).
٭ ملف (الشرف) ، للخروج من قائمة (العار) وراءه سيدتان وزيرة الرعاية مشاعر الدولب وأمين مجلس رعاية الطفولة سعاد عبد العال، وربما لذلك طبيعي أن نشهد (طولة البال) .