أبشر الماحي الصائم

المتمة 2020


دعوني أبدأ من هناك، كانت تجمعني بعض (أشواق خضراء) مع ابن المنطقة الأخ عثمان أحمد يعقوب، ونحن يومئذٍ أبناء فكرة واحدة وقرى متجاورة، كنا نجتمع ونفترق على حتمية أن (بلاد النيل والشمس والصحراء) لن تكتب مجدا وتاريخا جديدين إلا تحت (سنان الطواري)، وتحت ظلال شعار (العودة إلى الأرض)، ولما صدر مرسوم ولائي بعاصمة الولاية الدامر بتعيين الأخ عثمان أحمد يعقوب معتمدا لمحلية بربر، قلت في نفسي (إن أشواقنا الخضراء تمتحن الآن)، أمهلت الرجل بضعة شهور (وركبت أبونفيلة) أطلب بربر، فوجدت صديقي ما بين (جزيرة بربر) وامتداد مشروع الراجحي الزراعى (يدندن)!! وفي برنامجه العاجل رؤية لإعادة إنتاج مشروعات الحصا والخير ومبيريكة وكذا مشروعات الضفة الغربية، غير أن تقلبات أمزجة الحكم والسياسة لم تمهله طويلا عندما رأى المشرعون، بأن لا يبقى معتمد في محلية مسقط رأسه، فسحب الرجل إلى محلية المتمة تاركا تلك الأشواق في عهدة معتمد آخر لايقل غيرة على (الكورة) والزراعة .. هو الأخ صلاح حسن سعيد، بالأمس احتفلت محليته بتوزيع (المعدات الرياضية)، وغدا نحتفل معه، لا محالة، بتوزيع المعاول الزراعية واستكمال مشروع كهربة الحقول والحواشات، إنه مضمارنا الأخضر الجميل أخي صلاح.. (ما هي دنيتنا الجميلة بأزهارها ونخيلها)!!
* كنت على يقين بأن ابن يعقوب لن يخذلنا كما لن يحد عن مشروعنا الأخضر، فمنذ أن وصل إلى (متمة ودسعد) وهو (يباصر ويعافر) في جعل المنطقة كلها تنتظم في مسيرة الخضرة والإنتاج، في منطقة لا شغل لها غير صناعة التأريخ والمحاصيل الزراعية، طربت أكثر والرجل بمعاونة لجنة تطوير المتمة يعكف علي وضع مشروع طموح تحت عنوان (المتمة 2020)، والذي يطربك أكثر هنا هو تضافر الجهد الشعبي والرسمي الكتف بالكتف والحافر بالحافر، كالعادة طرز تصور الخطة بالمشروعات الخضراء، بحيث تميزت هذه المنطقة دون غيرها بسماحة (الرضا الأهلي)، فوضعت حدا لعمليات إشهار(العكاكيز) في وجه المستثمرين !!
* بطبيعة الحال لن يكون لمشروع (المتمة 2020) مستقبل حافل ما لم يكتمل ما عرف هنا بالطريق الغربي، طريق الباوقة أم الطيور المتمة أمدرمان، وقد قطع فيه شوطا مقدرا، فعلى الأقل أن حكومة الولاية قد دشنت السبت الفائت في احتفال كبير بريفي ودحامد، تعبييد الجزء الثاني من ناحية محور الجنوب ويقدر بستة عشر كيلومترا، على أن هذا الطريق ينظر إليه المركز كطريق رديف لطريق التحدي المثقل بالقاطرات البرية، وتنظر إليه حكومة الولاية (ككلمة سر) لنهضة منطقة منتجة تمتمد من السليمانية على تخوم مناطق الرباطاب، مرورا بالباوقة والفاضلاب، فمحلية المتمة إلى أمدرمان، وفي رؤية معتمد المتة إن هذا الطريق يمتد إلى مطار الخرطوم الجديد، ذلك مما يعني أن سقوفات العشم تمتد إلى الصادر.. وما أدراك ما الصادر!!
* وللذين يقرأون ببعض الهواجس والظنون، إن هذه المساحة مفتوحة لكل (رؤية خضراء).. على أننا انتهينا إلى قناعة.. إن (كيلة فتريتة واحدة خير من ألف خطبة عصماء لا تسند جائعا)، وإن نهوض حواشة واحدة أنفع وأبقى وأصلح من نهوض عشرات السمنارات والاحتفالات.. ولن يهدأ لنا بال إلا يوم أن يعلن وسط الملأ (إن السودان دولة زراعية).. لا شرقية ولا غربية جمهورية زراعية !!
* انتهت المساحة المقررة لهذا المقال، وفي المقابل لن تنتهي تغطية طموحات المساحة المحتمل اخضرارها في رؤية متمة ود سعد 2020.. والله ولي التوفيق.