تحقيقات وتقارير

هل تعيد مواقف “جوبا” الداعمة للحركات السودانية العلاقات للمربع الأسوأ؟


في أعقاب التوجيهات الرئاسية من الرئيسين “البشير” و”سلفاكير” مؤخراً بالشروع في فتح الحدود والمعابر بين البلدين وتمتين العلاقات ووقف نشاط الحركات السالبة بعد حالة جفوة مكتومة، توقع الجميع حالة انفراج كبير في العلاقات بين “الخرطوم” و”جوبا” على أرض الواقع، وأن تنتعش التجارة بين البلدين وتعود العلاقة إلى أفضل حالاتها، إلا أن الأمر كان مغايراً تماماً وبدأت معلومات كثيفة تطرأ عن تجاوزات لدولة جنوب السودان بدعمها لنشاط بعض الحركات المسلحة، كان آخرها ما أثاره الخبر الذي سطر بصحف الأمس عن اجتماع عالي المستوى جمع بين متمردي قطاع الشمال وقيادات رفيعة بالجيش الشعبي لجنوب السودان، وذلك لتأمين الدعم العسكري للقطاع بجنوب كردفان. ذلك الاجتماع الذي وصف بأنه (طارئ) وناقش كيفية الإمداد الحربي الراتب الذي ظلت تقدمه الدولة الوليدة للحركات المسلحة بصورة عامة وقطاع الشمال بصفة خاصة، وذلك لمقابلة الصيف الحاسم الذي تقودها قوات الجيش للقضاء على التمرد بجنوب كردفان والنيل الأزرق، أثار الكثير من الجدل والاستفهامات لإمكانية عودة العلاقة إلى سابق عهدها في ظل توالي الأنباء عن دعم “جوبا” للمتمردين والذي أكده عدد من القيادات التي انشقت من حركة المتمرد الدارفوري “عبد الواحد محمد نور” وحركة العدل المساواة، حينما سلموا أنفسهم للقوات السودانية وأعلنوا انضمامهم للسلام وأكدوا أن حكومة “جوبا” تظل هي الداعمة للحركات.
اعترافات حركة العدل والمساواة
الخبر الذي نشر أمس تزامن مع التصريح المقتضب لرئيس الجمهورية المشير “البشير” حينما تم سؤاله عن دولة جنوب السودان بالحوار الذي أجرته معه صحيفة عكاظ السعودية بمدينة حفر الباطن السعودية أثناء حضوره لختام مناورات رعد الشمال بالمملكة وهو يرد بإجابة مختصرة مفادها (دولة فاشلة)، ويبدو بأن العلاقات ستتخذ منحى آخر إذا لم تدافع “جوبا” عن الأخبار الواردة التي انتشرت بسرعة النار على الهشيم طيلة يومي أمس وأمس الأول، عن الاجتماع الطارئ الذي جمع قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال مع قيادات الجيش الشعبي.
وأثناء عودتهم قبل أسبوع أكد القائد المنشق عن حركة العدل والمساواة اللواء “مهدي جبل مون”في حديث لــــ(المجهر) بمدينة “نيالا” حاضرة جنوب دارفور، بأن دولة الجنوب ظلت تدعم الحركات المتمردة باستمرار وأن أغلب المعسكرات الرئيسية للحركات تقبع في مدن الجنوب المختلفة، وأن العدل والمساواة ظلت تقاتل بجانب قوات الرئيس الجنوبي “سلفاكير” ضد المتمرد د. “رياك مشار”  مقابل حصولها على كل ما تجده من غنائم. وأشار إلى أن الحركات باتت تسترزق من الحرب بالجنوب ودولة ليبيا، مضيفاً بأن أغلب قيادات الحركات المتمردة باتت لديهم استثمارات فعلية بجوبا من شركات تعمل بالتجارة وغيرها.
اجتماع يوغندا
وحسب الأنباء المتداولة بأن قيادات التمرد وعقب اجتماعها مع قيادات الجيش غادرت إلي يوغندا حيث أجرت اجتماعاً وصف بالسري حضره الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية قطاع الشمال “مبارك أردول” و”بثينة دينار” مدير  مكتب الحركة  بيوغندا  والعميد “الطيب خليفة” و”جواهر سليمان” سكرتيرة المكتب بيوغندا، وذلك بمنزل رئيس الحركة “مالك عقار” وبحضور ممثلي للحكومة اليوغندية، مع التذكير بأن الاجتماع جرى بتنسيق من حكومة الجنوب ونظيرتها اليوغندية، مشيرة إلى أن الاجتماع تناول سبل الدعم العسكري واللوجستي والاستفادة من حالة الحكومة اليوغندية ومقاطعتها للخرطوم.
“الدومة”: تصرف الجنوب سلوك غير ودي
الخبير السياسي د.”صلاح الدومة” يرى في حديثه لــ(المجهر) بأن هنالك شيئاً غير معلوم وهو يقول: في الفترة الأخيرة شاهدنا انفراجاً كبيراً على مستوى العلاقات ما بين البلدين ولكن الفعل الأخير لدولة الجنوب هو سلوك غير ودي.  وزاد: ربما حكومة الشمال لم تفِ بشيء محدد. وأضاف خلال حديثه بأن رد الخرطوم على التداعيات الأخيرة هو الذي سيحدد مجرى العلاقات ما بين البلدين، هل ستتفاقم أم هنالك انفراج سيحدث وكل هذا مرهون برد الحكومة هنا.
فيما يختلف في الرأي عضو الحركة الإسلامية البرلماني العميد (م) “صلاح كرار” في الرأي ويقول لـ(المجهر)، إن العلاقة حتى الآن في أحسن أحوالها ما لم تخرج جهة رسمية تؤكد خبر الاجتماع هل تم فعلياً أم أنه محاولة لجس النبض. وأضاف بأنه لا ينبغي أن نأخذ بحديث وارد بلا تصريح من جهة رسمية وقد يكون وراء تسريب مثل هذا الخبر غرضاً لا نعلمه، مشيراً إلى أن الدولة لديها أجهزتها التي تستطيع أن تثبت صحة الخبر من عدمه.
ربكة في مسار العلاقات !!
فيما اعتبر القيادي السياسي بالحزب الاتحادي “علي السيد” أن العلاقة بين “الخرطوم” و”جوبا” ظلت غير واضحة وتفرز كمية من التناقضات، مما يشير إلى ربكة واضحة في تحديد مسار العلاقات بين البلدين.
وأشار “السيد” في حديثه لـ(المجهر) إلى أنه حال صحت الأنباء الواردة بأن هنالك اجتماعاً تم فعلياً بين قطاع الشمال والجيش الشعبي بدولة الجنوب، فهي تذهب فقط إلى محاولة الضغط من قبل قطاع الشمال على الخرطوم لتستعد للاجتماعات المقبلة بين الطرفين حال تم تحديدها .
ويبدو أن العلاقات بين “الخرطوم” و”جوبا” حال صحت الأنباء ستأخذ منحى جديداً في العلاقات التي ظلت تتباين بين الفينة والأخرى، وتميل في الكثير من الأحيان إلى التوتر. وبحسب خبراء سياسيين فإن الاجتماع الأخير قد يؤدي إلى عودة التوتر من جديد خاصة أن حكومة الجنوب ظلت تبدي حسن النية لجارتها وآخرها قرار رئيس الجمهورية بفتح الحدود، بالإضافة إلى استقبال الوافدين والهاربين من جحيم الحرب الأهلية الطاحنة التي راح ضحيتها الآلاف من الجنوبيين بالخرطوم ومعاملتهم كمواطنين، غير أن حكومة الجنوب ردت الجميل بطريقة غير لائقة.
مبعوث “سلفا”  لـ”البشير”
وعلى عكس المتداول من الأنباء الأخيرة فإن هنالك ربكة واضحة تبين علاقة غير واضحة المعالم بين “جوبا” و”الخرطوم”، حيث وصل يوم الأحد الماضي  مبعوث لرئيس جنوب السودان “سلفا كير ميارديت” وحمل رسالة خطية للرئيس “عمر البشير”.
وتسلم الرسالة النائب الأول للرئيس “بكري حسن صالح”  لدى لقائه بالخرطوم  “تور دينق”  مستشار “سلفا كير” لشؤون الحكم اللامركزي، وكانت الرسالة تحمل في طياتها الدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها. وفي ذلك اللقاء أكد مبعوث “سلفا” حرص “جوبا” على تقوية علاقاتها مع الخرطوم، لافتاً إلى انسياب حركة المواطنين بين السودان وجنوب السودان بصورة طبيعية بعد تنفيذ توجيهات رئيسي البلدين أخيراً بفتح المعابر والحدود بين الدولتين، ليبقى السؤال حائراً هل استبقت الحركة الشعبية قطاع الشمال اللقاء التشاوري المزمع عقده بأديس أبابا بالفترة المقبلة لتضغط على حكومة الخرطوم والتي توعدت المتمردين بصيف ساخن وقضت فعلياً على التمرد بدارفور في انتظار الأيام لتسحق التمرد، كما أكدت قيادات الدولة والجيش أم أنها بداية لعودة التوتر ما بين “الخرطوم” و”جوبا” في ظل أوضاع اقتصادية وإنسانية بالغة السوء تعيشها حكومة “جوبا”، على خلفية الحرب الدائرة ما بين “سلفا” و”مشار”، أم أن حكومة “جوبا” ستنفي الاتهامات في غضون الساعات أو الأيام القادمة.

 

المجهر السياسي


‫4 تعليقات

  1. على المدعى ان ياتينا ببيناته ….الخبر جبتو من وين .؟ ماهو المعارضة الجنوبية مالية الخرطوم وكمان دولة الخرطوم بتساعدهم فى اقامة الفعاليات الشعبية من ندوات وخلافة …….ومن هو الاكثر فعالية المعارضة الجنوبية التى تقاتل جوبا ولا المعارضة الشمالية التى بتقاتل الخرطوم ؟؟؟؟؟؟ ياناس ابو محمد وغيرو من السلبين تجاه الجنوب ياخى اقفلو الحدود دى تماما لانو جد مافى فايدة من التحنيس وغيرو ونحنا أصلا جينا من الغابة والى الغابة وفى النهاية ح نستقر وما تنسو أقفلو البلف من الان والجنوبين العندكم ارموهم فى البحر ……عشان نرتاح من الموال دا …..وكان ضاقت عليكم بلدكم زى الدارفورين والكردفانين وناس الشرق مرحب بيكم لاننا نعى معنى الانسانية لاننا لا فاشلين ولا حشرات

    1. التصريحات من غير بينة تثير الفتنة وتجدد الماضي الاليم ،فهذا خبر يحتمل الصدق والكذب كما درسنا في قواعد اللغة العربية ما لم ياتي بيان رسمي يؤكد ذالك، فنحن الي متي نظل في مثل هذه المهاترات السلبية التي لا فائدة مرجوة منها لشعب البلدين، ياخي العالم اطور واتقدم في البحوث العليمة وخلافو دعونا نعيش بي سلام ونحب الجميع ما لم يثبت لنا منهم العكس.

    2. انتم لستم تعون معني الانسانية ولا شئ والدليل ما تفعلونه في انفسكم.

  2. نقول لبريطانيا العظمي

    زهجنا

    تعالو احتلونا تاني ورجعو مشروع الجزيرة وسودانير وسودانايل والسكة حديد والخدمة المدنية الي سابق عهدها

    نناشدكم يابريطانيا التدخل

    الشعب السوداني سيبقي داخل البيوت وكل من يواجهكم هو كوز اسحقوه

    دعوة لحملة علي مواقع التواصل تنبه كل من ليس له علاقة بالكيزان والمعارضة ان يبقي في بيته

    اذا كانت اسرائيل حاكمت رئيس الوزراء السابق بالسجن 19 شهرا بسبب الفساد

    نرحب بتدخل اسرائيل

    وامريكا

    لن ينصلح الحال السوداني الا باستعمارة مرة اخري والاستقلال من جديد

    لان السودان منذ استقلاله والي هذه اللحظة يترنح ويتخبط بسبب ضيق الافق لكل المتعاقبين علي حكم السودان

    كل الحكومات مصلحة الوطن لاتهمهم بقدر ماتهمهم الكراسي

    نريد تدخل بري والشعب سينحاز لبريطانيا ومافي كوز ود مرة بكاتل دي اعرفوها الحرروا هجليج دي سودانيين غبش واولاد حلال الكيزان كلهم ضاربين الكندشة

    بس خلو طبول الحرب تدق بالتزامن مع عصيان مدني وفي ثواني تلقو الكيزان ولو الدبر

    غير كدا مافي حل والبلد ماشه للهاوية

    لايوجد حل غير حكومة موالية لامريكا
    ونريد ان يحصل التدخل كما حصل في الكويت الكيزان عبارة عن محتل اجنبي ليس لديهم شعبية ويكفي انهم اكتر من شهر لم يكملو
    100 الف صوت في حملة رفع العقوبات واكثر الاصوات كانت من الغلابة والمساكين