صلاح احمد عبد الله

جامعة الرباط.. رمال تحت الأقدام!؟!


* التقرير الذي قدمته الابنة الأستاذة عازة أبو عوف.. عن تجارة الحبوب المخدرة.. وإحاطة شوارع الجامعة.. المحيطة بالمكان بهذه التجارة.. أماكنها.. شخوصها.. توزيعاتها.. الأسماء الكودية.. والشفرات.. الإشارات المتبادلة.. كل هذا جعل من (التقرير) الضافي.. تحقيقاً متميزاً جداً.. فيه من المهنية.. والحرفية العالية.. والموضوعية ما أثلج جبين صحيفة (الجريدة)..
* كانت تحركاتها مدروسة بعناية.. (ويرافقها) من يعرف جيداً خبايا الأمور.. ولذلك وجد (صدى) وأثراً في (الأجهزة) المنوط بها الحماية.. وعلى أعلى المستويات.. وأعرف جيداً.. ومن واقع التجول بين الإدارات مدى هذا الاهتمام.. وحتى مدى (الإشادة) التي لن تستطيع أن تداريها تجليات وبريق العيون..!!
* نعم.. يا عزيزتي (عازة).. ألف مبروك.. الحقيقة وصلت.. ولكن تعالوا جميعاً نسأل ونلقي المزيد من الضوء.. على نوع هذه (التجارة).. ومدى وخطورة انتشارها.. لأن الصدى العميق في المجتمع اليوم.. أن جامعة الرباط.. تتبع لإدارة الداخلية.. وتنصرف العقول أن هناك قصوراً في الأداء..!!.. أبداً الصورة الحقيقية.. أن وزارة الداخلية بكل إمكاناتها لا تستطيع أن تضع أمام كل منزل.. وجامعة ومدرسة.. في أي مرحلة.. وحتى روضة أطفال.. لا تستطيع أن تضع شرطياً.. ليراقب السلوك الإجرامي.. أو حتى السلوك الإنساني.. هذا أولاً..!
* ثانياً.. موقع هذه الجامعة.. شارع النيل شمالاً.. وكثافة الأشجار والجروف وشجيرات الغابات النباتية.. وامتداد الشارع المحاذي.. ومن الشرق إلى الغرب.. السيارات (المظللة) على الأجناب.. ومقاهي الشاي والقهوة.. وسيارات (الأمجاد) المتجولة تحت الشجيرات أو الأشجار وامتداد الشارع من الشمال إلى الجنوب.. حتى شارع (المعرض).. (هنا) كميات الركشات وسهولة حركتها وبعضهم يتجول سيراً على الأقدام.. بملابس زاهية وأشكال أقرب (للطلبة) أو حتى الطالبات.. وهذا لا يمنع أن (القلة) وقعت في البراثن والشراك.. وهذه مسؤولية الشرطة.. وحرس الجامعة.. تحت (رعاية) الإدارة.. وهم من الرجال الأكفاء.. والكل يتناسى دور الأسرة.. (وهنا) لابد أن ننظر.. وبعمق.. أن الجامعات الخاصة أسر طلابها من المقتدرين.. الذين لابد أن تكون (عيونهم) متيقظة لشرور بعض أفراد المجتمع..!!
* شارع المعرض.. جنوب الجامعة والمستشفى.. وعدد الكافتيريات.. المنتشرة.. هذه الأماكن لإضافة للأماكن السابقة.. هي أماكن تجمعات طلبة وطالبات على (مدار اليوم).. وكل الأماكن الخارجية.. من السهل تجفيفها.. بعد مراقبتها جيداً وإدارة الجامعة الموقرة لا تعدم الكفاءات المقتدرة.. وإذا بدأ (التجفيف) من الخارج.. من السهل عملياً وأكاديمياً وضع (الكنترول) الملائم.. والسيطرة خاصة أن النشاط الطلابي.. يبتعد عن السياسة.. لأنها مؤسسة إيراداتها.. متشبعة بالروح العسكرية.. مما جعل لتقرير (الابنة عازة) هذا الصدى الواسع.. وحرك الكثر من المياه الراكدة.. والكثير من المسكوت عنه..!!
* بهذه المناسبة.. وأنا أعتبرها (مهمة).. لإدارة الجامعة.. وحتى إدارة الشرطة العليا.. لأنها ألقت الضوء على حقائق.. رغم مرارتها وهي حقائق تتطلب علاجاً.. عاجلاً.. وجذرياً.. وأيضاً يبقى السؤال..؟!!
* كيف وصلت هذه الحبوب المخدرة.. وبعض أنواع الحشيش الى الخرطوم.. من تجارها.. ومن قادة (كارتلاتها).. وظائفهم وأماكنهم وقدراتهم المالية العالية؟!.. كيف تسللت بهذا الهدوء المثير للأعصاب.. والمخيف.. الى جامعاتنا.. ليست جامعة الرباط فقط.. هناك عدد من الجامعات في الخرطوم نفسها.. وخاصة (الشهيرة) منها وميدانها الأشهر.. وروائح ما بعد العصر الذي يشتكي منها العابرون والسابلة.. من هي الجهة.. أو الجهات التي تسعى لتدمير عقول شبابنا..؟؟؟!!
* وهل هانت إرادتنا حتى أصبحت بلادنا (مرتعاً) وممراً آمناً لتجار المخدرات.. وكيف يكون الحال إذا وصلوا بسلاحهم الذي أصبح ينتشر في كل مكان.. وكيف هو الحال إذا وصلوا الى الخرطوم بهذا السلاح..؟.. وهل هانت علينا كرامتنا.. لتصبح بلادنا ممراً.. آمناً لتجارة البشر؟!
* إنه فعلاً ثالوث مرعب.. لم نتعود عليه.. هو نتاج ضعف (اجتماعي) وأخلاقي مريع.. سحق بدواخل البعض.. كل القيم النبيلة..!!
* ورغم ذلك (أثق) وكلي إيمان.. أن الشرطة قادرة على فعل المستحيل..!!
* فقط أبعدوها عن السياسة… وأصنام الكهنوت…
* بلادنا ما زالت بخير.. برجالها.. وشبابها..
* العزيزة (عازة أبو عوف) الله يعطيك ألف عافية..