زهير السراج

إعدام مساعدي الصيدلة !!


* أعلن رئيس لجنة الصحة بالبرلمان بالإنابة)صالح جمعة(، عزمه التحقيق في استشراء كليات صيدلة وظيفية غير شرعية بالخرطوم تمنح الدارسين دبلومات في) ۳) أشهر للعمل في الصيدليات، ووعد بالعمل الجاد للتحقيق والتفتيش بالتنسيق مع المجلس القومي للأدوية والسموم بالخرطوم لحسمها والقضاء عليها!!
* لم يشر الخبر الذي أوردته الزميلة الغراء (آخر لحظة) قبل بضعة أيام بقلم الزميل النابه (صبري جبور) ، إلى المقصود ب(كليات صيدلة وظيفية)، وطبيعتها وجهة التصديق ونوع العمل الذي يحصل عليه الخريجون، ولماذا يريد السيد (صالح جمعة) القضاء عليها ..إلخ وهي معلومات في غاية الأهمية لا بد منها لتحديد جدوى هذه الكليات، والدور الذي تلعبه في رفد القطاع الصحي بكوادر مساعدة مؤهلة للعمل في مجال الصيدلة!!
* نعلم أن الكوادر الوسيطة لا غنى عنها لأي عمل، وإذا أخذنا الصيدلة كمثال لوجدنا الصيدليات والمستشفيات والمعامل في كل أنحاء العالم تمتلئ بمساعدي الصيدلة، بل هم أساس العمل الصيدلي مثل استلام الروشتات وإدخال بيانات المرضى في أجهزة الكمبيوتر وتجهيز الأدوية وتسليمها لأصحابها .. إلخ، بينما ينحصر دور الصيدلي في الإشراف العام وتقديم النصائح والإرشادات المطلوبة للمريض إذا احتاج إليها، بالإضافة الى تحضير بعض المركبات الصيدلانية داخل الأجزخانة، والإشراف المباشر على صرف الأدوية الخطرة مثل المهدئات، أو المضادات الحيوية التي يمكن
أن تتسبب فى بعض الأعراض الجانبية الخطيرة والتأكد من عدم وجود موانع صحية لدى المريض لتناولها ..إلخ، كما هو معمول به في كل بلاد العالم !!
* إذا دخلت أي صيدلية في بلاد العالم المتقدم، لوجدت عدداً يزيد عن ثلاثة أو أربعة مساعدي صيدلة (حسب حجم العمل) يقومون بمعظم العمل، وتحرص كل دول العالم على إنشاء الكليات الوسيطة التي تؤهل حاملي دبلوماتها أو شهاداتها للعمل كمساعدين لأصحاب التخصصات الجامعية وما فوقها في كل المهن، بل إن كثيراً من أصحاب الشهادات الجامعية الذين لا يجدون وظائف في تخصاتهم الجامعية كثيراً ما يعودون الى الكليات للحصول على دبلومات وسيطة تؤهلهم للحصول على وظائف وسيطة، وهنالك الكثير من النظم والقوانين التي تنظمها وتضبطها وتجيز شروط الحصول عليها، وتضبط الأعمال التي يشغلها حاملوها!!
* إذن فوجود كليات تمنح دبلومات وسيطة مسألة لا جدال عليها، ولا غنى عنها، كما أنها تتيح الفرصة، للذين لا يجدون أو لا يرغبون في الدراسة الجامعية، أو الراغبين في الحصول على وظيفة سريعة، لتحسين مؤهلاتهم ومقدراتهم الأكاديمية بعد الانتهاء من الدراسة الثانوية!!
* ولكن لا يعني هذا بأي حال من الأحوال وجود فوضى في هذا المجال الأكاديمي المهم، تبيح لكل صاحب مال أو أية جهة أخرى إنشاء كلية بدون وجود المعايير المطلوبة، ولا بد من وجود قوانين ونظم دقيقة لإنشائها ومراقبتها والتأكد من مطابقتها ونوع التأهيل الذي يحصل عليها طلابها للمواصفات المطلوبة التي تجعل منهم إضافة حقيقية لأي عمل يلتحقون به، خاصة في مجال خطير مثل الصيدلة يتعلق بصحة وأرواح المواطنين!!
* في الخبر الذي أوردته الزميلة(آخر لحظة)، هدد نائب رئيس لجنة الصحة بالبرلمان بإغلاق هذه الكليات التي أسماها ب(الوظيفي) ،وقد تكون له أسبابه المنطقية، ولكن إذا لم يكن هنالك سبب آخرغير المؤهل الجامعي للعمل في مجال الصيدلة، فليس هذا سبباً لإغلاق هذه الكليات التي تنتشر في كل بلاد العالم ويؤدي خريجوها دوراً عظيماً في خدمة وتنمية مجتمعاتهم!!
زهير السراج – (مناظير – صحيفة الجريدة)