تحقيقات وتقارير

مشاجرات أبناء الجيران.. أولياء الأمور في عين العاصفة.. فراغ العطلة الصيفية


تعلو أصوات صيحات الجيران مع أطفالهم كل صباح بحجة أن “ابن فلان تشاجر مع ابنهم”، ثم ما تلبث المشكلة أن تتطور وتشتعل بشرعة فائقة، الكل يتسابق على التفوه بأقسى العبارات الجارحة، حتى أضحت الجلسات الأسرية مرتعاً خصباً للمشاكل والشجارات.
إنها مساجلات يفقد فيها الجيران احترامهم لبعضهم، وتنتهي علاقاتهم الاجتماعية بلا عودة، بسبب مشكلات صغيرة بين الأطفال الذين سرعان ما يعودون ببراءة متناهية إلى لعبهم وصفائهم ثم إلى اشتباكاتهم من جديد، لتتجدد المشكلات بين الأسر، وهكذا إلى أن طفت الظاهرة وعمت وأصبح من العسير غض الطرف عنها.
لحظة غضب
أصبحت العلاقات ضعيفة جدا بين الجيران بسبب مشاجرات الأطفال، هكذا ابتدرت أم خالد حديثها، وأشارت إلى أن هذا الشجار المستمر يحدث العديد من المشاكل، لاسيما إذا سمعت الأم كلمات وعبارات شتيمة في حق ابنها، وقد يضربها رأس السوط، وتنال هي وزوجها حظهما من الشتائم، عند تدخلها في حال عجز ابنها في الدفاع عن نفسه. وأضافت: ينطبق عليهم المثل القائل “يعملها الصغار ويقع فيها الكبار”، محذرة من مسايرة تلك الأمور الصغيرة التي تقودها لحظة غضب في نهاية الأمر إلى ما لا يحمد عقباه.
الحل ودياً
أما أم زينب، فحكت تجربتها الشخصية. وقالت عندما يتشاجر أبنائي الصغار مع رصفائهم في الشارع أثناء لعبهم، أفضل تدخل إخوانهم الكبار في الأمر وفض الاشتباك حتى لا تتطور المشكلة وتنتقل للكبار ونخسر بعضنا البعض. وأضافت: خاصة وأن الصغار يعودون بعد دقائق إلى حياتهم الطبيعية ويلعبون ويمرحون، وتساءلت فما جدوى المشاكل إذن، إذا كان بالإمكان حلها ودياً وبكل يسر.
تصغير عقول
من جهته، أكد الشيخ زكريا أحمد عدم تدخله في مشاكل الأطفال. وقال أنا لا أتدخل في شجارات أبنائي إلا في حالة الهداية وتقديم النصائح وأبتعد دائماً عن الزجر وعدم إحراج أولياء الأمور من جيراني. وأضاف: أريد أن أخلق منهم رجالاً يتحملون مسؤولية أفعالهم وحل مشكلاتهم بطريقتهم الخاصة، خاصة وأن المشاجرات التي تحدث أثناء اللعب مع أصدقائهم أو رفاقهم مشكلات بسيطة ولن يصعب عليهم الدفاع عن أنفسهم، غير أنها لا تستحق تدخلنا. وأرى تدخل الكبار في أمور كهذه تصغير عقول ليس إلا.
حسم المواضيع
اتفق علي حامد مع زكريا أحمد في حديثه، ونبَّه إلى أن تدخل أولياء الأمور يؤثر في الطفل ونشأته وقراراته مستقبلاً، ولن يستطيع إدارة بيته وحل مشكلاته لأنه لا يأنس في نفسه الكفاءة، ولن يستطيع حسم مواضيعه التي كانت تحسمها والدته نيابة عنه منذ الصغر.
تدخل غير سليم
أوقعت زينب الشيخ نفسها في العديد من المشاكل جراء شجار أختها الصغيرة مع ابنة عمها، مبررة الأمر بأنها لا ترضى أن يؤذي أختها الصغيرة أحد ولا تقبل إحراجها. وقالت إن أختها مسالمة جداً، ولا تستطيع الدفاع عن نفسها لذلك تلجأ للدفاع عنها دائماً، ورأت أن التدخل مهم خاصة في حالة أختها لكن في ذات الوقت يجب أن يكون بحذر والأشياء التي تستحق فعلاً وتستوجب التدخل. وأكدت أن تدخلها في مشكلة ابنة عمها عمق المشكلة، وامتدت للأسرة الكبيرة.

الخرطوم – سارة المنا – اليوم التالي