صلاح الدين عووضة

أيام (القنا)!!


*ونهرب من السياسة اليوم كعادتنا أيام الجُمع..

*ونستعيض عن ذلك ببعض ذكريات (صادقة وجميلة)..

*فبداية عهدي بالخرطوم كانت عند عمنا حاج عبده بحي القنا..

*وعلى الشمال منا قليلاً منزل والد علي عثمان محمد طه..

*وغالب أهل (الحتة) من أهلنا الرطانة الذين طال بهم المقام في العاصمة..

*ففضلاً عن عبد الله الطاهر هنالك خيري ومحيي الدين وعثمان عبد المجيد وآخرون..

*فكنت تسمع اللغة النوبية تخالط (كلام ناس الخرتوم) في تمازج فريد..

*ومن ظرفاء الحي – ذوي الألقاب الغريبة- كشمشا وود النجل ومجروس و(كع)..

*وكع هذا هو بائع التسالي بـ(الساحة) حيث تقام منافسات الروابط..

*وسبب اللقب المذكور هو صياحه بمفردة (كع) كناية عن الذي يبيع..

*وينافسه في التجوال بين الجمهور الخزين ذو (المايكروفون) الشهير..

*ثم هنالك العم دفع الله صاحب شجرة الأنس الظليلة أمام داره..

*وهو والد لاعب الهلال ومنتخبنا القومي السابق مزمل..

*وأذكر أننا في فريق البرنس تحدينا مزمل هذا وأبناء دفعته يوماً بملعبنا..

*ورغم فارق العمر الكبير بين أفراد الفريقين فقد كانت الهزيمة من نصيبنا..

*ومن ظرفاء (الحتة) كذلك كمال جوبا الذي كان ذا تأتأة تزيد من ظرفه..

*وكان من عادته عند اشتهائنا وجبة (القطر قام) إضافة الماء كلما كثر العدد..

*فإن زاد عدد الحاضرين عن الحد بدأ في إضافة الشطة ..

*ثم يقول عبارته الشهيرة (أي سح سح سحسوح يشوف ليهو طح طح طحنية ياكلها)..

*وعمنا محيي الدين هو والد محمد (دكتور) صاحب القسم الذي يُردد قبل وصول (ضلوع الولائم)..

*القسم الذي نصه (أقسم بالله العظيم وكتابه الكريم ألا أخطف الضلع والخائن الله يخونه)..

*ثم ما أن يُوضع الضلع حتى تسبق يد حسن المصري أيدي الآخرين فيتم الحنث بالقسم..

*أما من أغرب ذكريات ذلكم الزمان فقصة عشق إحدى (صبايا) الحي لرفيقٍ لنا..

*كانت (يمانية) جميلة تبدو أكبر من عمرها جراء (العافية)..

*ومن عجائب حبها أنها كانت تتبعه (لا شعورياً) كظله حيثما ذهب..

*تتبعه حتى أوقات (تمارينه) لتقف جوار مخبز (عشرية) تحدق فيه بوله..

*وظن بعضنا أنه استمد سعادةً من (اليمن السعيد) إلى أن فوجئوا بنهاية (تعيسة) ..

*نهاية (بدأت) فصولها بولوج المعشوق منزل العاشقة ذات مساء..

*وقد ظن من رآه – من الرفاق- أنها زيارة ستُلهب في دواخلهم نيران الغيرة..

*ولكنهم فوجئوا بأنها هدفت لركل حب أجمل صبية في حي (القنا)..

*ثم حُجبت بواسطة (القنا !!!).