منوعات

تحويل الإعجاب في “فيسبوك” إلى عملة


رغم قيمته المعنويَّة، إلا أنَّ الضغط على زر الإعجاب في “فيسبوك”، ليست له أية قيمة ماديّة يمكن الاستفادة منها فعلياً على أرض الواقع. بالنسبة للكثير من الجمعيات والمنظمات، التي تسعى إلى تفعيل العمل الخيري عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتحديداً “فيسبوك”، يكمن التحدي اليوم في تحويل الإعجاب الافتراضي إلى دعم فعلي، ربما على شكل تبرعات صغيرة جداً؛ لكن الأمر ليس من السهولة بمكان.
في الواقع، توجد العديد من المواقع على الإنترنت التي تحثّ الناس على التبرّع لأغراض علميّة وبحثيّة وإنسانيّة، منها، مثلاً، موقع “كيك ستارتر”، الذي يمنح رأس المال للمخترعين لتنفيذ ابتكاراتهم عن طريق جمع التبرعات، لكن الوصول إلى هذه المواقع محدود نسبياً.

أمّا في ما يخصُّ الشبكات الاجتماعية، فالمشكلة هي أن أشكال التضامن والإعجاب لا تترجم إلى وسائل عملية للدعم، لا أنّها قد تقلّل من إمكانيّة جمع التبرعات للأعمال الخيريّة، إذ يكتفي المرء بإظهار عاطفته وتقديره. وبالتالي، هناك الكثير من المنظمات الصغيرة التي تجد صعوبة في الوصول إلى الناس، وحثهم على المساعدة في قضايا نبيلة.
لمواجهة ذلك، تعمل “هوريو”، وهي شبكة اجتماعيّة مقرّها في جنيف في سويسرا، على جعل التبرّع أكثر سهولة، وأقل كلفة من أي وقت مضى. في ديسمبر/كانون الأول 2013، بدأت الشبكة بالربط بين الناشطين والمثقفين والفنانين وعدد من المنظمات غير الهادفة للربح، وأصبح لديها اليوم 220 ألف عضو من 180 دولة.

فقد ابتكر مؤسِّس الشبكة، يوناتان بارينتي، وسيلة لكسب التضامن عبر الإنترنت بشكل يمكن ترجمته مادياً، عملة رقمية تدعى “سبوت لايت” (الضوء الكاشف). يمكن للراغبين شراء وحدة واحدة من هذه العملة بنحو 3.65 دولارات، وتقوم الفكرة على التبرع بنحو 0.01 دولار فقط يومياً لمدة عام. للتبرع، يجب النقر على أيقونة صغيرة على صفحة “هوريو” على اسم المستلم، وهي تشبه الضغط على زر الإعجاب على الفيسبوك. وبإمكان المرء استعادة تبرّعه مرّة أخرى في أي وقت، إذا اختار منحه لشخص آخر. ويمكن، أيضاً، استخدام هذه العملة لدفع ثمن الخدمات التي يقدمها أعضاء “هوريو”، مثل الاستشارات، أو خدمات المحاسبة.

هناء مرتضى
العربي الجديد