منى سلمان

مسابقة للمتزوجين فقط


قبل أن ألجأ هلكانة وفترانة للفراش في المساء، رن جرس هاتفي فضغطت على الزر في الظلام ليأتيني من الطرف الآخر صوت رقيق سألتني صاحبته في لهجة اعتذار:
أوعى أكون صحّيتك من النوم؟
اجبتها بأن (ابدا والله .. منو معاي.؟)
عرّفتني صاحبة الصوت الرقيق على نفسها بأنها واحدة من صديقات اللطائف، وترغب في التواصل ولكنها تخاف من أن تكون قد تسببت في ازعاجي لسابق علمها بطبعي (الجِدادي) الميال للنوم من المغارب .. سألتها في دهشة:
منو القال ليك أنا بنوم بدري؟
ذكّرتني بأنني قد كتبت عن ذلك في مادة (اعلان عن وظيفة شاغرة) .. فانتبهت لاني (براي شايلة حس روحي) .. عاد ده كلام؟!!
حكت لي صاحبة المكالمة الليلية عن بعض ما أهمّها من شئون الزواج ومشاكل وتحديات الحياة الزوجية .. وطلبت مني أن أكتب عن هموم الزوجة السودانية المهمشة من زوجها، وكيف أن الأزواج السودانيين يميلوا للاستهانة برأي الزوجات ولا يهتموا بمشورتهن في ما تصطدم به مركب حياتهم من مشاكل ومعوقات، ثم حكت لي عن بعض تجاربها الشخصية مع زوجها والتي تدعم حسب وجهة نظرها ظنها في طبع الزوج السوداني ..
وللحقيقة كانت مكالمتها وطلبها ذلك وفي هذا التوقيت بالذات مصادفة غريبة، فقد اخبرتها بأنني للصدفة كنت قد كتبت صباح اليوم في اللطائف عن هذا المعنى من خلال مادة (أم زمبيري أكلي وطيري)، وإن كانت المادة تتحدث عن تقليل الرجل من شأن المرأة عموما وليس عن الازواج فقط.
بعد نهاية المكالمة، تأملت في المضامين والمعاني التي ساقتها إليّ صديقة اللطائف دفاعا عن وجهة نظرها .. وجدت نفسي اميل لمخالفتها الرأي .. فالعلاقة الزوجية علاقة غريبة .. صعبة .. ومعقدة ولا يصلح التعميم في الحكم عليها، فتجربة كل ثنائي في الزواج تختلف عن تجربة غيرهم من الثنائيات، وان كان هناك حكم عام يمكننا ان نطلقه على علاقة الازواج السودانيين بزوجاتهم، فهو أكيد لصالحهم، فمن المعلوم والمؤكد أن الزوج السوداني من أكثر الازواج العرب احتراما وتقديّرا لزوجته، وان لم يكن في براعة غيره من الجنسيات الاخرى في تكسير التلج وملأ اذني الزوجة بمعسول الكلام ولذيذه على شاكلة يا (حبيبتي) ويا (عيوني) ويا (روحي) إلا أنه أصدق قولا وفعلا واكثر شفافية .. (ما تصدقوني شديد)!!
هناك نكتة عربية شهيرة في نفس سياق حديثنا، تعبّر عن اختلاف طباع الازواج العرب وطريقة تعاملهم مع زوجاتهم .. تقول النكتة:
جمعت الصداقة بين ست من النساء المتزوجات من أزواج عرب من جنسيات مختلفة، ركبت تلك المجموعة من الصديقات مع بعضهن في مشوار بالعربة وفي الطريق اصطدمت سيارتهم بسيارة أخرى في حادث مروري .. بعد توقف العربة والاطمئنان على سلامتهن امسكت كل واحدة فيهن الموبايل واتصلت بزوجها لتخبره عن الحادث .. وهذه هي ردود الأزواج الستة على مكالمات زوجاتهم:
الزوج اللبناني قال لزوجته في حنان:
بعد الشر عنك … انا هلأ جاي عليك بالطريق.
الزوج الفلسطيني قال لزوجته في اشفاق:
سلامة قلبك يا روح قلبي .. أنا جايلك جري على الطريق.
الزوج الإماراتي صاح في زوجته بغضب شديد:
ايه الطلّعك في الظهر؟؟.. طلعت روحك … ماوراك الا المصايب .. اتغطي زين عن الرياييل (الرجال) لحين ما اوصل.
الزوج الأردني دعاء على زوجته قائلا:
الله لا يردك … دبري حالك بنفسك.
الزوج المصري سأل زوجته في زعر:
يا وليه … أوعى يكون حصل حاجة للعربية؟!!
أما الزوج السوري (أب عينا طايرة) فقال لزوجته في لهفة:
قلتيلي معاك خمس نسوان ؟؟ طيب ثواني وبكون عندكم!!!!
من خلال هذه النكتة فكرت في أن اقيم مسابقة بين أحباب اللطائف من الأزواج السودانيين علنا نستشف منها شيء من طباعهم الخافية عن أعيننا .. على طريقة شهد شاهد من اهلهم .. فليتخيل كل منكم ايها الأزواج أن زوجته كانت ضمن تلك المجموعة في السيارة ..!!
ماهو شعورك عند سماعك عن الحادث؟ وبماذا كنت ستجيب على زوجتك؟
ملاحظة:
يمكن للزوجات الاشتراك ايضا بأن تتخيل كل منهن ردة فعل زوجها حسب حسن ظنها فيه .. هناك جوائز قيّمة لاطرف التعليقات التي سوف تصلني .. لكن برضو ما تصدقوني شديد !!

(أرشيف الكاتبة)


‫3 تعليقات

  1. شخصياً ح اقول : يا زولــــــــــــــــــــه ( ومندهش ) ، بس ان شاءالله ما جاتك حاجه ( طبعـاً هنا كلمتني انها اتعرضت لحادث و انا رديت قبل ان تكمل حديثها وتخبرني انه معاها صديقاتها ) ثم اسالها عن حال صديقاتها وعن الموقع واترك كل الذي بيدي وانطلق ملبياً واجب هي انسانيه اولاً قبل ان تكون محبة وموده وتقدير و حــب .

    1. ههههه عفواً بعد ان علقت رجعت لعنوان المقال و جدت نفسي متطفـلاً إذ انني لست متزوج .. بس بالله اعتمدو اجابتي دي يا استاذه منى .

  2. الشافع ان شاء الله ما جاتو حاجة .. انت لكن بتخلي الحوامة الكتيرة دي !!