الطاهر ساتي

قلم لطيف .. و فاخر ..!!


:: الحمد لله، لقد عادت كل مطاحن السودان الصغيرة التي كانت مهجورة منذ عقد ونيف – بسبب الإحتكار – إلى سوق العمل .. وعادت أيضاً مطاحن سيقا التي كانت متوقفة منذ رفع دولار القمح من ( 2.9 جنيه) الى (6 جنيهات ).. ولكن صديقنا محمد لطيف لم يرصد عودة المطاحن التي كانت مهجورة ولم يفرح بها، بل إكتفى برصد عودة مطاحن سيقا ثم فرح بها ..علماً بأن حجم العمالة بالمطاحن التي كانت مهجورة لا يقل عن أربعة أضعاف حجم العمالة بمطاحن سيقا، وكذلك حجم إنتاج المطاحن التي كانت مهجورة لا يقل عن ثلاثة أضعاف إنتاج مطاحن سيقا، ومع ذلك لن تحظى هذه المطاحن وعمالتها و نشاطها الإستثماري برصد وإحتفاء ( قلم لطيف).. !!

:: وما ضر المطاحن التي كانت مهجورة ألا يفرح بعودتها ( قلم لطيف)، يكفي فرح أسر العمالة و إستقرارها ..ولكن المُدهش أن قلم لطيف لم يلطف بعقول الناس وهو يرسم صورة عودة مطاحن سيقا وكأنها ( عودة ديجانقو).. فلنقرأ النص : ( من أبرز أقوال وزير المالية، إنه وبعد تعديل سعر دولار القمح فإن سعر الجوال لن يتأثر، أي لن يزيد.. واليوم بلغ سعر جوال الدقيق مائة وخمسة وثلاثين جنيها، أي بزيادة تقارب العشرين في المئة.. ثم كان لوزير المالية قولته الشهيرة أيضا بإن توقف مطاحن سيقا، بل حتى خروجها من سوق الإنتاج لن يؤثر على المخزون أو الإمداد المطلوب من الدقيق.. وبعد نحو سبعة أشهر من الخطل والتخبط، وحين فاض الكيل، كان لابد من عقلاء.. ونودي آل داوود.. أن اطحنوا)، محمد لطيف باليوم التالي ..!!

:: للأسف ( لا) ..لم تعد سيقا إلى العمل – بعد سبعة أشهر – بالتوسلات والرجاءات كما يلمح ( قلم لطيف)، ولم تعد بشروطها بعد تأثر المخابز أو حين فاضل الكيل كما يصف..سيقا توقفت – قبل سبعة أشهر – إحتجاجا على رفع سعر دولار القمح من (2.9 جنيه) إلى ( 6 جنيهات)..ولم تحدث مجاعة طوال فترة التوقف وهي عام إلا ثلاثة أشهر، ولم تأكل الناس لحوم بعضها ، ولم نحفر بيوت النمل بحثاً عن الرغيف والدقيق .. وبعد السبعة أشهر – التي عداها لطيف بي نفسو- عادت مطاحن سيقا إلى العمل طائعة كالمرأة التي تحكم عليها المحكمة بالعودة إلى ( بيت الطاعة)..دولار القمح لا يزال ( 6 جنيهات)، وسعر إستلام جوال الدقيق من المطاحن لايزال (116 جنيه)، وسعر تسليم جوال الدقيق الى مخابز الخرطوم لا يزال (135 جنيه)، وحظر البيع التجاري للدقيق خارج ضوابط السلطة الرقابية لا يزال ساريا..وعليه، لا جديد في هذا الأمر غير قبول مطاحن سيقا سياسة الأمر الواقع، بعد أن تمردت عليها ( 7 أشهر)..!!

:: والسبعة أشهر فترة تكفي لإسقاط سبع حكومات إن كانت لإحدى الشركات ذات تأثير على قوت شعوبها.. فلماذا يجتهد قلم لطيف – وأقلام أخرى – في صناعة نمور من ورق؟، ليخيف بها الناس والبلاد ؟ أم لترسيخ قُبح الإحتكار في عوالم الطحن والطحين؟..وقد يكون مفاجئاً للأخ لطيف بأن سيقا المحتفى بعودتها إلى عالم الطحن هي ذاتها سيقا التي فازت قبل أشهر في عطاء إستيراد الدقيق ثم ( نطت من العطاء)، ثم عادت بذات الشروط لتنفيذ ( نفس العطاء)..و لها التوفيق والنجاح إن شاء الله.. ولكن يبقى الدرس، أي كثيرة هي فوائد المنافسة الحرة في دنيا الإقتصاد، ومنها ( كبير الجمل).. أوكما يضرب شعبنا المثل حين يغتر أحدهم لحد ( اللا معقول) ..!!


تعليق واحد

  1. اكيد يا أستاذ الطاهر ، يوجد المنتفعين من الرأسمالية الطفيلية ، و من يأخذون مرتباتهم منها ، فلذلك لابد لهم من دفق الحبر السخين في إنجازاتها و قدراتها التي بنيت بالباطل و بالمتاجرة بأقوات الشعب المغلوب ،، نخيلوا في سنوات الاحتكار و بسعر الدولار 2.9 جنية ، كم كسبت سيكا و تضخمت علس حساب الشعب المغلوب علي امره من قبل السماسرة و اقتصادي الإنقاذ المرتشين ،،،