زاهر بخيت الفكي

ليتكم فعلتموها يا دكتور علي..!!


من منّا لا يذكُر الدكتور علي الحاج محمد..
صولات وجولات في عالم السياسة ، علم من أعلامها أقوال وأفعال تُصاحب سيرة الرجل ستبقى في أذهاننا ولا تسألونا عن النتائج..
الدكتور علي الحاج الإسلامي الرقم في سجلات الحركة الإسلامية والمُشارك الفاعل في كُل أذرعها الحاكمة الجبهة الإسلامية القومية والديمقراطية الثالثة ، المؤتمر الوطني وثورة الإنقاذ وتاريخ طويل من المُشاركات التي لا تُنسى وفي أعلى قوائم المؤتمر الشعبي ظل مُعارضاً وما زال يحتفظ بذات الموقع..
علي الحاج مُهندس الحُكم الاتحادي ..
علي الحاج ودارفور مأساة السودان وجرحه النازف ما بها وما عليها وما فيها وسنوات من العبث والاقتتال والصراع والنزوح وزعزعة النسيج الجامع لأهلها وتهتكه وصعوبة رتقه يظل إسم الدكتور حاضراً في مشهدها وبطلاً من أبطال مسرحها وكذلك طريق الانقاذ الغربي المؤدي إليها بداياته ونهاياته وأسبابه وأسباب توقف العمل به وحكايات تطول وحلم عوّل عليه أهلها وانتظروه رُبما كان المدخل لحل ما بها قبل استفحاله وخروجه عن سيطرة الجميع حتى من أشعلوا نيرانها ونفخوا فيها لم يستطيعوا إخمادها ، رحل الحاج قبل أن تُحل المشكلة وقبل أن يصل الطريق إلي نهاياته..
مُفاوضات أبوجا الجسر الرابط لنيفاشا الكارثة الأخرى وعلي الحاج على رأسها كان وأبوجا جولات ورحلات لا تقل عن رحلات ثامبو أمبيكي إلي السودان وغيرها الكثير من الملفات والحكايا وسيرة حافلة جداً سيما والرجل كان قريباً جداً من صُناع القرار..
احتضنته ألمانيا منفاه البُعيد ولم نعُد نسمع عنه إلا القليل ..
فتحت له الخرطوم أبوابها وهيأت له منابرها للحديث بعد صمت طال.
رحيل التُرابي المُفاجئ دفع الرجل للعودة للخرطوم وعلى عجل وبلا ترتيب مُسبق كانت العودة وكان الحديث الذي ملأ به المنابر الاعلامية ، تبرأ الرجل من انفصال الجنوب كما تبرأ من ما حدث ويحدُث الأن في دارفور ومن أي ارتباط مُباشر يجمعه مع الحركات المُسلحة إلا من بعض المُشاورات التي لا تخرج من كونها اجتماعات مُعارضة عادية في فضاءات حرة لا يد للحكومة ولا سلطة لها عليها أما من يتحدث عن الطريق وما صاحبه من اتهامات طالت الرجل فليذهب إلى القضاء من يُريد..
للتاريخ ذاكرة لا تنسى وكذلك الناس هُنا وما فُعل بهم لا يُنسى..
نتفق معك يا دكتور في جزء من حديثك ونتمنى أن تكون صادقاً فيه نتفق معك يا دكتور في أن جميع أهل المُعارضة وأنت أحدهم وجميع من يحكمون اليوم قد تجاوزوا أعمار العطاء الحقيقي وقد حالت الشيخوخة دونهم والنجاح ويجب أن تترجلوا فوراً بعد اعتذاركم وتحملكم مسؤولية الفشل واتركوها لمن يُعطي من جيل اليوم ..
ليتكم فعلتموها يا دكتور علي وترجلتم الآن..
ويكفي ما فعلتموه بنا ..
والله المُستعان..
زاهر بخيت الفكي – (بلا أقنعة – صحيفة الجريدة)