رأي ومقالات

السيد وزير المالية.. هل سننتظر ستين سنة أخرى؟؟


> رصدت موازنة العام 2016م عشرة ملايين جنيه للطريق الغربي للنيل الأبيض «أم درمان / الدويم» وهو الرقم الأصغر من بين الأرقام التي رُصدت لمختلف الطرق القومية في هذه الموازنة بالرغم من الأهمية القصوى لهذا الطريق والتي تتصل بالإنتاج في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية، حيث لم يتبق شبر من السودان إلا وتم توزيعه أو وضعت عليه اليد من قبل الأهالي مما شكل عائقاً كبيراً ومهدداً للاستثمار في بلادنا.
> غرب النيل الأبيض يضم أكثر من ثلاثة ملايين فدان من الأراضي الزراعية الخصبة «خصبة لمن عويرة» وتتوفر المياه من النيل إضافة للمتوفر من المياه الجوفية. والى جانب ذلك هناك أكثر من خمسة ملايين رأس من الماشية في هذه المنطقة، وحسب المخططات الزراعية كذلك يستوعب غرب النيل الأبيض أكثر من ثلاثة مصانع للسكر الى جانب مصانع الألبان والإنتاج الحيواني والأرز «بسمتي».
> عشرة ملايين وهي بالقديم عشرة مليارات لا تكفي لتشييد دار لأبناء بحر أبيض بالعاصمة القومية ناهيك من تشييد طريق وفي ذلك ظلم كبير لا سيما وأن الإنقاذ وحتى الآن لم تسجل في سجل إنجازاتها طريقا قوميا واحدا قامت بإنشائه في بحر أبيض بالرغم من المحفزات الكبيرة والفرص المتاحة لدعم وتطوير الاقتصاد الوطني بمشروعات كبيرة تتوافر كل متطلباتها بهذه الولاية الغنية بمواردها الطبيعية.
> حاولت المجموعة التي تعمل في طريق الدويم أم درمان الضغط على وزارتي المالية والطرق والجسور الاتحاديتين وهي تقيم حشدين شعبيين شارك فيهما بعض المسؤولين حتى تضمن تضمين هذا الطريق في موازنة هذا العام ولكن وزارة المالية الاتحادية وبذكائها الحاد تستنتج أن عشرة ملايين كافية لإرضاء هذه المجموعة التي تبحث عن مصلحتها كمنفذ لهذا الطريق، ولذلك ترصد هذا المبلغ المتواضع الذي لا يغطي تكلفة اثنين كيلو متر من طريق طوله لا يقل عن مائة وعشرين كيلو متراً وبهذه الدفعيات علينا أن ننتظر ستين سنة لإكمال هذا الطريق.
> هناك تصديق سابق بـ (28) مليون جنيه من رئاسة الجمهورية لهذا الطريق لسفلتة الطريق الرابط بين الدويم وشبشة وهي بطرف وزارة الطرق والجسور الاتحادية التي كانت على وشك تنفيذ هذا التوجيه الرئاسي لولا الاعتداء السافر على منطقة هجليج من قبل الحركة الشعبية وما صاحب ذلك من توجيه لكل موارد الدولة لصالح المجهود الحربي وقتها، فكان من الأوفق لوزارة المالية الاتحادية أن تفي بتلك التوجيهات بدلاً من هذا الرقم المتواضع.
> مشكلة بحر أبيض أنها ليس لها وجيع، واللوم يقع على عاتق أبنائها الذين دوخونا بالسياسة ولم يردوا لها الجميل بسعيهم لدى الدولة كما يفعل أبناء الولايات الأخرى وينجحون في استقطاب المشروعات لولاياتهم، وهذا ما كنا ننتظره من أبناء بحر أبيض في مختلف المواقع لا سيما وأن للمشروعات التنموية في ولايتهم مردوداً اقتصادياً سريعاً كما أن الأراضي غرب النيل الأبيض متوفرة وخالية من «اللياقة» و«العباطة».
> ننتظر إنصافاً من وزارة المالية الاتحادية ومن رئاسة الجمهورية وننتظر تحركاً كبيراً من أبناء بحر أبيض لإنجاز هذا الطريق الذي سيضيف لخزينة الدول مداخيل مقدرة، فهو طريق إنتاج ومشروعات اقتصادية بامتياز.

الانتباهة


‫2 تعليقات