صلاح الدين عووضة

الرئيس المدلل !!


*إخوتنا الجنوبيون اختاروا الانفصال بمحض إرادتهم..
*فما من جهة (ضربتهم على أيديهم) كي ينفصلوا عن الشمال..
*لا جهة داخلية – متمثلة في الحكومة- ولا إقليمية، ولا دولية..
*وعندما تحققت لهم رغبتهم هذه ابتهجوا بما سموه (يوم الاستقلال)..
*وقالوا إن الله أنقذهم من الشماليين الذين يسيمونهم سوء العذاب..
*وفي غمرة فرحتهم هذه نسوا الذين كانوا يتعاطفون معهم من الشماليين هؤلاء..
*لم يراعوا مشاعرهم وهم يصمون أبناء الشمال جميعاً بأنهم عنصريون..
*ولم يقولوا لمن كان يودون الوحدة منهم : شكراً على مشاعركم النبيلة..
*ولم يذكروا لهم مواقف إنسانية كانت تعبر عن صادق مشاعرهم تجاههم..
*فقط فرحوا وابتهجوا و(نططوا) وظنوا أنهم استغنوا عن الشمال إلى الأبد..
*فإذا بالحرب تندلع بينهم بأشرس مما كانت مع حكومات الشمال..
*وإذا بكثير من الجنوبيين يهرعون إلى الشمال هرباً من جحيم العداء والقتال والأسعار..
*وإذا بالنفط الذي أرادوا جني ثماره يتبدد أموالاً في السراب والحروب و(الجيوب)..
*وإذا بدولتهم الوليدة بصدد أن تُفرض عليها وصاية دولية من شدة (فشلها)..
*ورغم ذلك عومل الفارون منهم – شمالاً- كأن لم يصوتوا لصالح الانفصال..
*ولم يشمت فيهم أحدٌ مذكراً إياهم بفرحة الخلاص من (الحقارين)..
*ولم تقل لهم جهة (لا تزاحمونا في معيشتنا بعد أن اخترتم دولتكم الخاصة)..
*ولم يسع موالٍ- أو معارض- إلى اجترار ماضي رئيسهم (الانفصالي) مقتاً للشماليين..
*ولكن يبدو أن عاشق الانفصال (سلفاكير) استمرأ حالة كونه (مدللاً)..
*فهو دُلل كثيراً من تلقاء الغرب- قبل وإبان وأثناء- مفاوضات السلام..
*ودُلل من جانب صديقه موسوفيني عقب (اغتيال) قرنق الوحدوي..
*ودُلل من قِبل الحاكمين من أهل الإنقاذ خلال فترة وجوده بينهم..
*وظن أنه يمكن أن يبقى مدللاً حتى وهو يدعم مناوئي أنظمة دول جارة..
*في حين إنه يجأر بمثل شكوى طفل (مدلل) إن فعلت الأنظمة هذه تجاهه الشيء ذاته..
*ومن منطلق قراءة محايدة أقول إن الذي فعله البشير الآن يمكن أن يفعله أي رئيس محله..
*وأعني قرار إغلاق الحدود مع الجنوب ومعاملة أبنائه بالشمال كأجانب..
*فهذا هو الوضع المتعارف عليه بين غالب دول العالم المتجاورة..
*عدا ذلك يعد استثناءً مثل الذي تعاملت به حكومة الشمال تجاه الجنوبيين..
*ولكن يبدو أن سلفا يريد مزيداً من (الدلال) دون أن يقدم مقابله أي شيء..
*بل بالأحرى يقدم (شيئاً عدائياً) لا يمكن أن يرضاه هو لنفسه..
*ولحد هنا وكفى أيها (الرئيس المدلل!!).
صلاح الدين عووضة – (بالمنطق – صحيفة الصيحة)