رأي ومقالات

صلاح الدين مصطفى : طالبت بعدم ترك السياسة الخارجية لأيّ حزب لجنة سودانية تُوصي بعلاقات جيدة مع أمريكا ودولة الجنوب


طالبت لجنة العلاقات الخارجية بمؤتمر الحوار الوطني في السودان بانتهاج سياسة خارجية بسيطة ومعتدلة لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية،مؤكدة ضرورة أن تحظى السياسية الخارجية باجماع قوي وعدم تركها لحزب يرسمها وفق رؤيته.
وقال السفير عمر بريدو رئيس اللجنة ـ في حوار مفتوح مع الإعلاميين ـ إن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية هي مفتاح لتحسين علاقات السودان مع دول الجوار.
وأضاف أن النقاش حول هذا الموضوع أخذ حيزا كبيرا من مداولات اللجنة ،مشيرا إلى أن الآراء خلصت لتقديم مقترحات لرفع الحظر الاقتصادي ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك نسبة لتأثير واشنطن على الاوضاع السياسية والاقتصادية على مستوى العالم.
وأشار إلى تأثير المكون الداخلي على تشكيل السياسية الخارجية، والذي يشمل قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والشفافية ومحاربة الفساد واقتصاد السوق والأمن، باعتبارها عناصر تشكل توجّه السودان وتؤثر في اتخاذ القرارات ذات الصلة به.
وعّدد السفير أبرز توصيات اللجنة والمتمثلة في تعزيز التعاون والعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية مع دول الجوار على أن تحظى العلاقة مع دولة الجنوب بخصوصية. إضافة لتكثيف التعاون وتعزيز علاقات السودان مع الدول العربية والإسلامية والإفريقية إلى جانب توثيق العلاقات مع مجموعة دول البركس (الهند، الصين، روسيا، البرازيل وجنوب أفريقيا)، بالإضافة الي تركيا ،الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا اللاتينية.
وبالنسبة للعلاقة مع أمريكا، قال السفير عمر بريدو إن لجنة العلاقات الخارجية بمؤتمر الحوار الوطني، ركّزت على عدم اقتصار جهود تحسين العلاقات مع أمريكا علي الحكومة فقط، بل أوصت بأن تشمل هذه الجهود البرلمان وأصحاب العمل والفرق القومية للفنون الشعبية والإعلام ومراكز البحوث والجامعات والمجتمع المدني ومجموعات الضغط وشركات العلاقات العامة.
كما طالبت اللجنة بتفعيل دور السودان في المنظمات الإقليمية والدولية وإعداد كادر متخصص في الدبلوماسية المتعددة الأطراف وفي فن التفاوض، إلى جانب ضبط وتوجيه أنشطة المنظمات الدولية ووكالات الامم المتحدة.
وأشار إلى أن لجنته أكّدت على ضرورة تعزيز التعاون مع الكيانات الاقليمية والدولية والمشاركة في أنشطتها، خاصة مجموعة 77 وعدم الانحياز والاتحاد الافريقي والايقاد ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأوضح السفير خضر هارون، الخبير الدبلوماسي، أن نجاح السياسة الخارجية للدولة يقاس باستجابتها وجلبها لما تحتاج إليه لإنجاز سياستها الداخلية من خلال تحقيق الاستقرار ومحاربة الفقر والبطالة، مضيفا أن ذلك لا يتم إلا بربطها المحكم بين السياستين الداخلية والخارجية.
وطالب بترميم علاقات السودان مع الولايات المتحدة وفق المصالح والمنافع التي تقوم على المبادئ الأخلاقية، وأكد ضرورة وجود علاقة خصوصية مع دولة الجنوب. وقال الخبير الأكاديمي الدكتور صفوت فانوس إن جمود علاقات السودان مع أمريكا ودولة الجنوب يعود إلى عدم وجود استراتيجية واضحة المعالم للتعاطي مع هذا الملف.
وركز فانوس على البعد الداخلي في موضوع العلاقات الخارجية، باعتبار أن القضاياوالمشكلات الداخلية أصبحت تشكل أجندة خارجية في الغالب.
وبخصوص الجدل الذي أثير قبل فترة حول إقامة علاقات مع اسرائيل، قال السماني الوسيلة القيادي بالحزب الاتحادي، إن العلاقة مع اسرائيل، يحددها المجلس القومي الأعلى للسياسة الخارجية.
وأكد ممثل الحركة الوطنية القومية للتغير، وعضو لجنة العلاقات الخارجية، يعقوب عبدالكريم نورين، استحالة إقامة علاقات خارجية جيدة في ظل وجود حروب داخلية.
وفي خلال 40 اجتماع عقدتها، ناقشت لجنة العلاقات الخارجية بمؤتمر الحوار الوطني 95 ورقة وسلّمت توصياتها للامانة العامة التي تسلمها بدورها لآلية (7+7)توطئة لرفعها للجمعية العمومية للحوار التي تضم رؤساء الاحزاب الحركات المسلحة والشخصيات القومية.

صلاح الدين مصطفى